في عالم تتسارع فيه وتيرة العمل وتشتد المنافسة، يطرح الكثير من رواد ورائدات الأعمال سؤالاً جوهرياً: هل يتطلب النجاح في ريادة الأعمال تبني الحدة والصرامة، أم أن هناك مساراً يجمع بين الإنجاز والحفاظ على الطابع الإنساني؟
يرى حسام راضي، المستشار الإستراتيجي والإعلامي المتخصص في تطوير الأعمال والعلامات التجارية، أن القوة الحقيقية للقائد تكمن في الوعي بالذات وقدرته على توظيف المهارات الفطرية في إدارة المشاريع. ويؤكد أن ما يُعرف اليوم بـ «القيادة المرنة» يمثل نهجاً متكاملاً؛ يجمع بين الذكاء العاطفي وبناء العلاقات والإدارة الواعية.
قوة الذكاء العاطفي في ريادة الأعمال

وفقاً لـ راضي، فإن الذكاء العاطفي هو المفتاح الذي يساعد رائد الأعمال على التعامل مع الضغوط، واتخاذ قرارات صائبة بهدوء، وإدارة فريق العمل بعيداً عن الصدام، فالقيادة الهادئة لا تعني ضعفاً، بل تعكس وعياً يُمكّن المشروع من النمو بثبات واستمرارية.
ويقول: "يتمتع القائد الناجح بقدرة فطرية على فهم الآخرين، والاهتمام بالتفاصيل، وبناء علاقات قائمة على الثقة. هذه المهارات أصبحت اليوم من أهم مقومات نجاح المشاريع الحديثة، حيث لا يرتكز النجاح على جودة المنتج فحسب، بل على العلاقات الإنسانية والصورة الذهنية للمشروع".
الإعلام والعلاقات العامة: ركائز النجاح المستدام
يشدد الخبير حسام راضي على أن كثيراً من المشاريع تتعثر، ليس بسبب ضعف الفكرة، بل بسبب غياب إدارة الصورة الذهنية والظهور الإعلامي. فالإعلام والعلاقات العامة ليسا ترفاً، بل جزءٌ أساسيٌ من إستراتيجية أي مشروع طموح.
ويضيف: "الإعلام الذكي يسمح للمشروع بالظهور بالصورة الصحيحة، ويعكس القيمة الحقيقية لصاحب العمل، ويبني الثقة مع الجمهور. بينما تحمي العلاقات العامة السمعة، وتدعم الشراكات طويلة المدى".
تعرفوا معنا أيضاً إلى دور التسويق: من إعلان تقليدي إلى إستراتيجية بناء الثقة والنجاح
الاستعانة بالخبرة علامة نضج لا ضعف

يشير حسام راضي إلى أن رائد الأعمال الذكي لا يحاول القيام بكل المهام بمفرده، خاصة تلك المتعلقة بالظهور الإعلامي أو بناء العلامة التجارية، بل يدرك أهمية الاستعانة بالخبراء الذين يفهمون طبيعة المشروع، ويترجمون رؤيته إلى حضور متوازن.
ويؤكد: "هذا الدعم المهني يسمح للمؤسس بالتركيز على جوهر المشروع، بينما يضمن أن الصورة الخارجية تمثل أهدافه بدقة، فالنجاح هو نتيجة تكامل بين الرؤية الشخصية والخبرة المهنية والذكاء الإداري المتقن".
بناء العلامة التجارية من الداخل إلى الخارج

كما يؤكد حسام راضي أن العلامة التجارية لا تُبنى من الشعارات فقط، بل تبدأ من طريقة إدارة المشروع، وأسلوب التواصل مع الفريق والعملاء.
ويشير إلى أن: "الإدارة التي توازن بين الحزم والمرونة؛ تنعكس روحها تلقائياً على المشروع، ويشعر بها الجمهور من دون تصنّع. هذا النهج يجعل المشاريع أكثر قدرة على النمو المستدام وتحقيق التأثير".
النجاح رحلة تتجاوز لغة الأرقام
في الختام، يؤكد حسام راضي: "كل شخص يمتلك فكرة فريدة يمكن أن يُحدث فرقاً. أحياناً، كل ما تحتاجه هو لحظة وعي أو خطوة صغيرة نحو تنظيم الصورة وإبراز المشروع بالطريقة التي تليق بطموحك".
ويختم حديثه: "النجاح يبدأ من الداخل؛ من إدراك القيمة التي تقدمها، ويكبر حين تتاح لك الأدوات الصحيحة لإيصال رؤيتك للعالم بثقة. إن الطريق ليس مجرد أرباح، بل رحلة لبناء حضور وصوت يعكس الجوهر الحقيقي للقائد".
اقرأوا أيضاً: الثقافة التنظيمية الملائمة لتحقيق التوازن والنمو.. مهمتك كقائد





