في زمن تتسارع فيه التحولات الرقمية وتشتد فيه المنافسة بين العلامات التجارية، أصبح التسويق علماً يتجاوز فكرة الإعلان إلى بناء علاقة مستدامة بين الشركة وجمهورها.
في هذا الحوار، يتحدث محمد رياض، مستشار وخبير التسويق وتطوير الأعمال، لمجلة سيدتي عن أهم ملامح المشهد التسويقي اليوم، وكيف يمكن للشركات ورواد الأعمال تحقيق النجاح في عصر التحول الرقمي. كذلك نطلع من مصادر عالمية على كيفية بناء إستراتيجيات تسويقية ناجحة.
واقع التسويق اليوم مقارنة بالسنوات الماضية

يقول مستشار وخبير التسويق وتطوير الأعمال محمد رياض، إن "التسويق اليوم أصبح أكثر وعياً وعمقاً، إذ لم يعد يعتمد على الإعلان التقليدي أو الظهور المكثف في وسائل التواصل الاجتماعي فقط، بل أصبح قائماً على تحليل البيانات وفهم سلوك المستهلك".
ويؤكد: "العلامات التجارية الناجحة هي التي تبني علاقة ثقة طويلة الأمد مع جمهورها، وليس مجرد حملة دعائية مؤقتة".
التحديات التي تواجه الشركات ورواد الأعمال في التسويق:
يعتبر محمد رياض أن التحدي الأكبر هو الاستمرارية، ويقول: "كثيرون ينجحون في حملة واحدة، لكنهم يفشلون في الحفاظ على الزخم. السبب هو غياب الإستراتيجية طويلة المدى، وضعف فهم السوق المستهدف. كما أن الاعتماد المفرط على الإعلانات المدفوعة دون محتوى ذي قيمة يضعف من مصداقية العلامة التجارية".
عناصر نجاح العملية التسويقية

ينصح المستشار محمد رياض، رواد الأعمال وأصحاب المشاريع، أن يبدأوا من الجمهور وليس من المنتج، ويقول: "يجب أن يسألوا أنفسهم: مَن هو العميل؟ ماذا يحتاج؟ وما القصة التي يمكن أن نرويها له؟ فالنجاح في التسويق اليوم مرتبط بالعاطفة والصدق، لا فقط بالعرض والخصم". ويضيف: "أيضاً، الاستثمار في الهوية البصرية والمحتوى الجيد يصنع فرقاً كبيراً".
في هذا السياق يؤكد مقال على موقع INVESTOPEDIA المتخصص بالأعمال يتحدث عن أهمية التسويق وضرورة وجود إستراتيجية محددة للتسويق أن: "الهدف النهائي لإستراتيجية التسويق يتمثل في تحقيق ميزة تنافسية مستدامة على الشركات المنافسة وإيصالها. ولتحقيق ذلك، يجب على الشركة فهم احتياجات عملائها ورغباتهم. سواءً كان تصميم إعلان مطبوع، أو حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو غير ذلك، ويجب أن يُعبّر العنصر التسويقي بفاعلية عن عرض القيمة الأساسي للشركة".
ويشير المقال إلى أن العديد من الشركات تستخدم أبحاث السوق لتحديد ما هو الأهم بالنسبة للمستهلكين وكيفية تمييز منتجاتها أو خدماتها عن منتجات أو خدمات المنافسين، حيث يمكن استخدام هذه المعلومات لتحديد الجماهير غير المستغلة وتطوير خطة للوصول إليهم، مما سيؤدي إلى زيادة المبيعات وتحسين النتيجة النهائية للشركة.
الذكاء الاصطناعي: تغيير لمستقبل التسويق

الذكاء الاصطناعي بات عنصر قوة في مختلف القطاعات، وفي هذا السياق يشير المستشار محمد رياض إلى أن: "الذكاء الاصطناعي ليس رفاهية، بل ضرورة، وهو أداة قوية لتحليل سلوك العملاء، وتخصيص التجارب التسويقية، وتحسين أداء الحملات".
ولكنه أيضاً يؤكد: "رغم أهميته فهو لن يغني عن العنصر البشري، فالفكرة والإبداع واللمسة الإنسانية هي ما تجعل العلامة التجارية مميزة بالفعل".
في هذا السياق تعرف كيف يكون الذكاء الاصطناعي طريقك لانتشار العلامة التجارية
نصيحة لرواد الأعمال الجدد
في ختام حديثه يوجه محمد رياض رسالة لرواد الأعمال وبالأخص الجدد منهم قائلاً: "التسويق ليس إنفاقاً بل استثمار، ومَن يريد النجاح يجب أن يتعامل معه بعقلية إستراتيجية، وأن يدرك أن بناء اسم قوي يستغرق وقتاً وجهداً، لكنه الطريق الأضمن نحو التميز والاستدامة".
كيف تنشئ إستراتيجية تسويقية؟

بالعودة لمقال موقع INVESTOPEDIA ، فإن إنشاء إستراتيجية تسويقية مدروسة وفعّالة يتطلب عدة خطوات وهي:
تحديد الأهداف:
في حين أن المبيعات هي الهدف الأسمى لكل شركة، يمكن لإستراتيجية التسويق أن تتضمن أيضاً أهدافاً قصيرة المدى مثل:
- ترسيخ السمعة.
- زيادة تفاعل العملاء.
- جذب عملاء محتملين.
إنشاء ملف تعريفي للعميل:
لكل منتج أو خدمة عميل مثالي، ويجب أن يكون لديك ملف تعريفي يوضح ما تعرفه عن عميلك. يمكن أن يشمل الملف التعريفي:
- مَن هو؟
- ما الذي يثير اهتمامه أكثر؟
- ما المشاكل التي يرغب في حلها؟
- ما الذي يعوق حلها؟
- ما الحلول التي يقدمها منافسوك؟
- ما أنواع الوسائط الإعلامية المثالية للوصول إليهم؟
صياغة رسالة تسويقية
الآن وقد حددت أهدافك والفئة التي ستوجه إليها عرضك التسويقي، فقد حان الوقت لصياغة رسالتك التسويقية. لدى عملائك مشكلة تحتاج إلى حل، وشيء ما يعوق هذا الحل. يجب أن توضح رسالتك التسويقية كيف سيحل منتجك أو خدمتك مشكلتهم ويحسّن حياتهم. هذا هو الوقت المناسب أيضاً لتمييز حلّك عن الحلول التي يقدمها منافسوك، وإظهار أنه الخيار الأمثل لعملائك.
حدد ميزانيتك
قد تعتمد كيفية توزيع رسالتك على قدرتك المالية. هل ستشتري إعلانات؟ أم ستعمل مع قادة فكريين أو مؤثرين؟ أم تأمل في تحقيق انتشار واسع على وسائل التواصل الاجتماعي؟ أم سترسل بيانات صحفية إلى وسائل الإعلام سعياً لكسب التغطية الإعلامية؟ ميزانيتك هي التي ستحدد قدرتك المالية.
وينصح المقال: "اختر قنواتك. حتى أفضل الرسائل لن تنجح إلا إذا تم إيصالها عبر الوسيلة المناسبة".
تتبع معايير قابلة للقياس
لتقييم حملاتك التسويقية، عليك معرفة مدى وصولها إلى جمهورها المستهدف، وتعتمد المقاييس التي تتبعها على أهداف حملتك التسويقية ونوع العمل الذي تديره. لذا حدد معاييرك وتأكد من أنها واضحة وقابلة للقياس. على سبيل المثال، يمكنك اختيار تتبع:
- العملاء المحتملين الجدد.
- تسجيلات العملاء.
- الإيرادات.
- مبيعات منتج معين.
- متابعو وسائل التواصل الاجتماعي.
- الاحتفاظ بالعملاء.
- فتح حسابات جديدة.
من المهم أيضاً التعرف إلى أربع خطوات ذكية لبناء علاقة دائمة مع عملائك.. من عميل محتمل إلى سفير لعلامتك





