mena-gmtdmp

وداعاً داود عبدالسيد.. الوسط السينمائي ينعى فيلسوف السينما

المخرج الراحل داود عبد السيد- الصورة من حساب السيناريست عبد الرحيم كمال بإنستغرام
المخرج الراحل داود عبد السيد- الصورة من حساب السيناريست عبد الرحيم كمال بإنستغرام

نعت الأوساط الفنية والثقافية المصرية والعربية، المخرج الكبير داود عبدالسيد، الذي تُوفي اليوم السبت 27 من ديسمبر عن عمر ناهز 79 ‏عاماً، بعد صراع مع المرض.

إعداد: آية الزيني

بكلمات مؤثرة.. الوسط السينمائي ينعى داود عبدالسيد

تواترت كلمات النعي من قلوب مقربة من الراحل؛ حيث عبّر المخرج مجدي أحمد علي عن صدمته، قائلاً عبر حسابه بالـ"فيسبوك": "مع السلامة يا داود.. كنت ‏دائماً تسبقنا.. حتى في الموت!". ‏

وودّعه المخرج خيري بشارة واصفًا إياه بـ"صديق العمر" وفي كلمات مؤثرة؛ قال عبر حسابه الخاص بـ"إنستغرام": "غادرتنا وارتحت من عذابك وتركتني ‏وحيداً... فلترقد في سلام يا حبيبي". ‏

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 


بينما ركّز خالد يوسف على إرثه ومواقفه، مؤكداً أن إبداعه سيظلّ ملهماً للكثيرين؛ حيث قال عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي الـ"فيسبوك": "رحيل أحد أهم القامات السينمائية في مصر، المفكر والمخرج السينمائي الصديق والأستاذ لجيلنا والأجيال التالية داود عبد السيد.. سيظلّ إبداعه ملهماً للكثيرين، وستبقى شخوص أفلامه حيّة تنبض بالحياة عابرة للزمن ولا تموت، أما مواقفه الثابتة الشجاعة فستظل مقياساً نعرف منها الموقف الصحيح، وكلماته ستبقى نوراً وإضاءة دائمة على الطريق. السلام والطمأنينة لروحك الجميلة ياأستاذ".

وبكلمات مؤثرة، عبّر المخرج يسري نصر الله عن علاقة داود عبدالسيد الخاصة بالجمهور، وذلك عبر حسابه بـ"الفيسبوك"، قائلاً: "خياله كان أوسع من هذا العالم. وأفلامه ‏احتضنت العالم.. أحبّت أفلامه الناس فأحبّه الناس وأحبوا خياله. مع السلامة يا داود".‏

كما تأثر كُتاب السيناريو والمنتجون برحيل داود عبدالسيد . فنعاه السيناريست عبد الرحيم كمال، قائلاً: "فقدت مصر مخرجاً كبيراً مصرياً أصيلاً قدم أفلاماً، عبرت عن فن سينمائي رفيع، من خلال قصص مختلفة وشخصيات تتحرك في سياقها الخاص، لتعبر عن وجهة نظر وخيال مبدع كبير.. وداعاً داود عبدالسيد.. قيمة كبيرة وواحد من قوى مصر الناعمة".

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 


ووصفه المنتج محمد العدل بـ"الصديق المبدع.. المتفرد في إبداعه" حيث قال عبر حسابه بالفيسبوك: "خبر مزعج ومؤلم رحيل الصديق المبدع.. المتفرد فى إبداعه داوود عبد السيد.. نعزى انفسنا.. ونتمنى له الرحمة والمغفرة ولأهله وأصدقائه الصبر والسلوان".

كما عبّر الإعلامي محمود سعد عن مشاعر فقدانه للراحل بتغريدة قام بنشرها على صفحته الرسمية بمنصة "إكس"، قائلاً: "يعز عليا فراق مخرج ‏كبير وفنان كبير ‏وصاحب رؤية فنية خاصة ومشوار سينمائي متميز، إخراجاً وتأليفاً وحباً للفن وللناس، وداعاً داوود عبد ‏السيد.. خالص ‏عزائي لزوجته الكاتبة الكبيرة كريمة كمال ولأسرته ومحبيه".‏

بيانات رسمية تنعَى داود عبد السيد

وفي بيان رسمي نعى الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة المصري ببالغ الحزن والأسى المخرج السينمائي الكبير داود عبد السيد، واصفاً إياه بأنه "أحد أهم المبدعين في تاريخ السينما المصرية والعربية، رحل بعد مسيرة ممتدة ترك خلالها إرثاً فنياً راقياً سيظل شاهداً على قيمة الإبداع الجاد ودوره في التعبير عن المجتمع والإنسان".
وتابع: "الراحل قدّم أعمالاً مميزة شكّلت علامات مضيئة في تاريخ السينما، وتميزت برؤية فكرية وإنسانية عميقة، وأسهمت في ترسيخ مكانة الفن السابع كأداة للتنوير وبناء الوعي"، مؤكداً أنّ "السينما المصرية فقدت قامة فنية كبيرة استطاعت أن تحوّل الشاشة إلى مساحة للتفكير وطرح الأسئلة الكبرى، وتعبّر بصدق عن هموم الإنسان والمجتمع".

كما نعته الدكتورة غادة جبارة، رئيسة أكاديمية الفنون، باعتباره "أحد أهم رواد السينما المصرية وصاحب البصمة الفنية المتفردة". وأكدت الأكاديمية "اعتزازها بأن الراحل هو أحد خريجي المعهد العالي للسينما، الذين قدّموا نموذجاً مشرفاً للإبداع والتميّز".
أما نقابة المهن التمثيلية فقد أصدرت بياناً نعت فيه الفقيد، مؤكدةً أنه ترك "بصمة إنسانية وفكرية لا تُنسى وتقدمت بخالص العزاء إلى أسرة الفقيد ومحبيه وتلاميذه، وإلى الوسط الفني والثقافي كله، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يُسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

فيما نعاه الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قائلاً: "إنّ السينما المصرية فقدت أحد أهم مبدعيها وأكثرهم صدقاً وخصوصية. كان صاحب رؤية فلسفية وإنسانية نادرة، وترك لنا أعمالاً ستبقى مرجعاً في الجمال والوعي والمعنى في ترسيخ مفهوم السينما كفن للتأمل والبحث في الإنسان والمجتمع، وسنظل نحتفي بإرثه ونتعلم من بصيرته السينمائية العميقة".

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 


وانضم مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط إلى البيانات الناعية، معلناً رحيل "المخرج الكبير الأستاذ داود عبد السيد، أحد أهم صُنّاع السينما المصرية والعربية".
وأشار البيان إلى أن "السينما المصرية فقدت برحيله قامة فنية وفكرية استثنائية، ومخرجاً صاحب رؤية خاصة، ترك إرثاً سينمائياً خالداً، وأسهم على مدار ما يزيد على نصف قرن في تشكيل الوعي الجمالي والفكري لأجيال متعاقبة".

داود عبد السيد في سطور

وُلد داود عبد السيد في 23 نوفمبر 1946، وتخرج في المعهد العالي للسينما ليعمل مساعد مخرج مع عمالقة مثل يوسف شاهين وكمال الشيخ. غير أنه قرر، رغم أهمية هذه المرحلة، التوقف عن ذلك، مصرحاً: "لم أحب مهنة المساعد... ولا أستطيع التركيز إلا فيما يهمني جداً". فانطلق في رحلته الحقيقية حاملاً كاميرته في شوارع القاهرة، حيث أخرج أفلاماً تسجيلية عميقة مثل "وصية رجل حكيم" (1976) و"العمل في الحقل" (1979)، والتي شكّلت وعيه الاجتماعي والإنساني. ثم قدّم روائياً أعمالاً أصبحت علامات فارقة، مثل "الصعاليك" و"الكيت كات" إلى "أرض الخوف" و"رسائل البحر"، مجسداً سينما تساؤلية تشتبك مع الواقع والقلق الوجودي.

إرث كبير من الجوائز والتكريمات

حظي إرث داود عبد السيد، الفني بتقدير نقدي واسع، تجلّى في عشرات الجوائز المحلية والدولية. فكانت بدايته بجائزة العمل الأول عن فيلم "الصعاليك" (1985)، ثم جائزة الهرم الفضي عن "البحث عن سيد مرزوق" (1991). وتكررت التتويجات لأعمال مثل "الكيت كات" و"أرض الخوف"، التي نال عنها الهرم الفضي وجوائز أفضل فيلم وإخراج. وبلغ التكريم ذروة رمزية عام 2013 بإدراج ثلاثة من أفلامه (الكيت كات، أرض الخوف، ورسائل البحر) ضمن قائمة أهم 100 فيلم عربي. كما تم تكريم شخصه في مهرجانات مرموقة مثل مهرجان الجونة (2018) ومهرجان الإسكندرية السينمائي (2014)، مؤكداً مكانته كواحد من أهم صُنّاع السينما العربية.

يمكنك قراءة.. داود عبد السيد.. المخرج الذي ترك بصمته الخاصة في الإخراج واعتزل الفن قبل رحيله

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».