2 صور

"الابتسامة العملية" تلك التي تفرضها متطلبات العمل رغماً عن الظروف والحالة النفسية، والتي تمارس لا صدقاً ولا نفاقاً، بل ترسم رسماً بدافع الواجب المهني، وحبذا لو كانت صادقة بشوشة.

بداية تحكي لنا ليلى محمود "مديرة مشغل في الرياض" عن زبونة جاءتها بعد العصر، وطلبت عمل ماكياج لإحدى المناسبات، وبعدما تم إنجازه كما أرادت، فوجئت الموظفات بها تدخل إلى الحمام لتتوضأ للصلاة، وخرجت عليهنّ وقد فسد ماكياجها لتطلب تصليحه من جديد، فحاولت العاملات استيعاب الموقف والحفاظ على ابتسامتهنّ أمامها وأمام الزبونات الأخريات، وقمن بتصليحه مرة أخرى، لكن الصاعقة الكبرى حدثت عند عودة الزبونة مرة أخرى إلى المشغل قبيل الحفل لتطلب إعادة الماكياج للمرة الثالثة؛ لأنها غفت سهواً، وعندما استيقظت توضأت مرة أخرى.

فيما تشير حفصة أبو سيدو "مذيعة أخبار" إلى أن الابتسامة أمام الكاميرا شرط أساسي في مهنتنا بغض النظر عما يحدث خلفها، وتقول: "أتذكر عندما تلقيت خبر وفاة أحد أفراد عائلتي قبل النشرة بدقائق ما كان مني إلا أن أخفيت انهياري وأظهرت ابتسامتي".

وتصف نوف الشمري "ممرضة" معاناتها عندما فجعت صباحاً بوفاة إحدى المريضات اللاتي أشرفت عليهنّ، وتعلقن بها كثيراً، وكان لزاماً عليها الدخول لمريض آخر والتعامل معه بابتسامة أمل وكأنّ شيئاً لم يكن.

• الرأي الاجتماعي
يرى الأخصائي الاجتماعي الدكتور إبراهيم العنزي أن الابتسامة من متطلبات العمل المهمة إذا استخدمت في سياقها السليم، فالابتسامة محمودة من باب إنساني لاسيما مع النساء والأطفال بعيداً عن الابتذال إذا استخدمت مع الرجال، فكثيراً ما تصطدم متطلبات بعض المهن بالمعايير الاجتماعية التي إذا تجاوزتها المرأة قلل ذلك من قيمتها ومكانتها الاجتماعية، وعرّضها لتجاوزات البعض ومضيقاته، إذ أن الابتسامة والملاطفة بالصوت الناعم واللين في الحديث والمجاملات الزائدة عن الحد قد يراها البعض من متطلبات بعض المهن، لكنّ الحقيقة أنّ هذه أمور منهي عنها شرعاً ويرفضها مجتمعنا في المهن المختلطة".