"أبو طبيلة" تقليد تراثي في ليالي رمضان الإماراتية

6 صور

(بوطبيلة) هو مظهر مميز لرمضان الإمارات أو كما يحلو للبعض تسميته (المسحر) والمسمّى المعتمد في بعض البلدان العربية المسحراتي، وهو رجل لم يعينه أحد ولم توظفه الحكومة، لكنه نذر نفسه لتنبيه الناس بموعد السحور، وفي الإمارات، عُرف المسحراتي بكنيته الشهيرة والمحببة إلى النفوس «أبو طبيلة»، الذي كان يستعمل طبلة تعرف باسم «البازة»، وينقر عليها بعصا رفيعة، يطوف البيوت ليوقظ الناس قبيل أذان الفجر، من أجل تناول السحور حتى يتمكنوا من صيام نهار اليوم التالي، قبل أذان الفجر بفترة كافية، وظل أبو طبيلة يردد عباراته الراسخة، منها: «يا نايم الليل قوم اتسحر، قوم يا نايم قوم، قومك أحسن من نومك».
يمر على البيوت راكباً حماره، حاملاً طبلاً صغيراً يطرقه خمس طرقات وهو يردد:
يانايم الليل قم اتسحّر
يانايم الليل قم اتسحّر
أو يقول
قم يا نايم قم
قومك أخير من نومك

طواف على البيوت
هكذا يظل (أبوطبيلة) طيلة شهر رمضان يطوف على البيوت من دون أجر أو ثناء، بل قد يوبخ أحياناً، أو يكون عرضة للتهكم والسخرية، ويصمد، لكنه ليلة العيد، يطوف على البيوت ليتلقى مكافأة عمله، في العيد يستقبله الناس بالترحاب ويتبادلون معه التهاني، ويغدقون عليه العطايا والهدايا، ومن عطاياهم تكون زكاة فطرهم .

وسائل حديثة
ما من شك أن وسائل الإعلام الحديثة، والسهرات التلفزيونية وغير التلفزيونية، التي تمتد طوال الليل إلى وقت السحور، أثرت سلباً في مهنة المسحراتي على امتداد الوطن العربي، حتى أمست هذه المهنة التراثية الجميلة والمعبرة، تلفظ أنفساها الأخيرة في أماكن عدة من عالمنا الإسلامي، رغم أنها لا تزال تجابه التطورات نسبياً في بعض البلدان.

عود المطينة
في منطقة عود المطينة بدبي تحديداً، وهي واحدة من المناطق القليلة في الإمارات، التي لا تزال تتمسك بهذا التقليد المتوارث منذ فجر الإسلام، يحرص مجموعة من الشباب المتطوعين على إنعاش الروح في «أبو طبيلة»، وهم يصرون على الاحتفاظ بهذا التقليد، ويجوبون قبيل الفجر شوارع المنطقة بطبلاتهم وأصواتهم الباعثة على الثقة والطمأنينة إلى ماضينا العتيد، فيرسمون من حولهم أجمل الصور والمشاهد بعفوية أهل الحي المتفرجين.