اكتئاب ما بعد الإجازة يسبب "الأمراض السيكوسوماتية"

بعد إجازة صيفية طويلة عاد الجميع إلى الروتين المعتاد، فالطلاب أخذوا أماكنهم على مقاعد الدراسة، والموظفين باشروا العمل في الشركات والمؤسسات، إلا أنّ الكثير منهم لا يزالون يعيشون جو الإجازة ولم يتقبلوا فكرة العودة لممارسة حياتهم العملية من جديد، وقد أوضحت الدكتورة بشرى إسماعيل أستاذ وخبير علم النفس المشارك بجامعة الملك خالد أنّ الشعور بالاكتئاب والضيق من تغيير النمط الذي يعتاده المواطن عقب انتهاء إجازة الصيف هو شعور طبيعي نتيجة توترات العام الدراسي الجديد. وتسمى تلك الحالة بـ"اكتئاب أو قلق العام الدراسي الجديد"، أو ما بعد الإجازة، وأنّ هذه الحالة يمكن أن تتسبب في الأمراض السيكوسوماتية كالقولون. وقد تصيب هذه الحالة بعض الآباء نتيجة للشعور بالضغط المادي، وضرورة توفير متطلبات الأبناء، أو ازدحام الارتباط بالتزامات، كالالتزام بتوصيل الزوجة، والأبناء في مواعيد محددة قد تُأَخّره عن مواعيد عمله. كما أوضحت "إسماعيل" أنّ من أهم الأعراض الجسدية المصاحبة للاكتئاب فقدان الشهية، أو انفتاح الشهية بحسب نمط الشخصية، إضافة إلى اضطرابات النوم، أو صعوبة النوم، وعُسر الهضم، وعبوس الوجه، وبطء الحركة، مع الصداع أو آلام الشقيقة عند البعض. بحسب سبق

تجدر الإشارة إلى أنّ استشاري الطب النفسي طارق الحبيب شخّص ما يتعرض له العائدون من الإجازات بأنه «تغيُّر مزاج طبيعي يحدث لدى الإنسان بعد انتقاله من نشاط محبوب إلى نشاط غير محبوب، وهو يحدث كردة فعل مؤقتة». وقال الحبيب إنّ تجاوز هذه الحالة المزاجية المحضة يعتمد على قدرة الفرد، وحسب شخصيته، وأنّ الشخصيات المتزنة والعقلانية التي اعتادت مهارات التفكير تستطيع التغلب على هذا الشعور لأنّ لديها مهارة إدارة الوقت، بينما الشخصيات الضعيفة والهستيرية وغير المرنة تجد صعوبة في التغيير.