يحتلّ اللعب خارج المنزل مكانة أساسية في مرحلة تنمية الطفل، ولابدّ من أن يكون الأهل في الصورة، فلمَ لا تعودون كالأطفال؟ بهذه النصيحة بدأت الطبيبة أيمي بايلي، أخصائية في علم النفس السريري، والطبيبة نيشاد السيّد، أخصائية العلاج الفيزيائي ومديرة سريرية في مركز كيدز فيرست الطبي.
تنصح الطبيبتين الأهل بالانضمام إلى طفلهم في أنشطة اللعب إلى أقصى الحدود، وتشجيعه على الاستكشاف، والإقدام على اتخاذ قرارات شجاعة. كذلك من الأفضل أن يتجنبوا منعه من الاتساخ خلال اللعب أو على الأقل أن يحاولوا ذلك. ويوجهونهم بالنقاط الآتية:
- على الأهل الحدّ من الوقت المخصّص للّعب على الأجهزة الإلكترونية، ومنع الأطفال من اللعب لساعات متواصلة على الألعاب الإلكترونية، التي تشجع اللعب الفردي. وبدلاً من ذلك عليهم تشجيع طفلهم على اللعب والتفاعل مع أطفال آخرين؛ ما يساعده على تطوير سبل
التواصل لديه من ناحية، وتطوير مهارات اجتماعية من ناحية أخرى.
- لتوطيد الرابط العاطفي الذي يجمعكم بطفلكم، اسعوا دائماً لجعله يشعر بمدى تقديركم له. وحين يواجه صعوبات خلال تنفيذه مهمة جديدة، بادروا إلى تقسيمها إلى مراحل، وأعطوه مكافأة حين ينجح في إنهاء كل مرحلة. ومن شأن ذلك أن يساهم في تعزيز ثقته بنفسه؛ لأنه يدرك مدى أهميته بالنسبة إليكم.
- يميل الطفل إلى تذكر التفاعلات اليومية مع أهله أكثر من المكافأة التي حصل عليها؛ لذا على الأهل أن يبتكروا لغة خاصة يتواصلون بها معه. بوسعكم مثلاً التظاهر بوضع قبلة في جيب طفلكم قبل ذهابه إلى المدرسة، ليلجأ إليها إذا دعت الحاجة.
- يراقب الطفل محيطه ويتعلم منه سبل تنمية التوقعات والمخاوف عندما يجد نفسه في حالات لم يسبق له أن واجهها. لا بأس إذاً بالسماح له بالخروج واللعب، والاتساخ بدون أن نتذمر، فحينئذ سيتعلم أن أنشطة اللعب الفوضوية التي لا تعرف حدوداً مسموح بها فقط خارج المنزل، وبالتالي لن يخشى بعد ذلك اللعب والاتساخ.
- اعلموا أنه إذا رأى الطفل مدى حرص أهله على النظافة، فسيمتنع عن استكشاف محيطه الخارجي خلال اللعب؛ لذا ننصحكم باعتبار الملابس الرطبة والمتسخة دليلاً على التعلم الناجح. تجدر الإشارة إلى أن اللعب خارج المنزل يضطلع بدور رئيس في تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، ومن الضروري أن نعزّزه ونشجعهم عليه.
- ساعدوا طفلكم على تنظيم وقته، ووضع قواعده الخاصة، وبناء توقعاته الشخصية. فكلما شعر بأن لا حدود لهذه العوامل كلها، ازداد إحساسه بالأمان والطمأنينة، وتجرّأ على اللعب ومواجهة التحديات بطرق مختلفة. إذاً يوفر اللعب خارج المنزل الحرية للطفل، ويمكّنه من تطوير مهارات أفضل لحلّ المشاكل وإطلاق العنان لأفكاره الإبداعية والمبتكرة.
