نصير شمة: حوّلت المُتطرّف إلى إنسان سليم والمجرم إلى سويّ

4 صور

كشف الفنّان وعازف العود العراقي الشّهير نصير شمّة عن تحضيره لحفل ضخم سيُقام على مسرح "الأولمبياد" في باريس، ردّاً على محاولات تشويه صورة الإسلام، والإساءة التي حصلت لصورة العرب خلال أحداث "شارلي إيبدو" الأخيرة.

وقال شمّة خلال برنامج "بيت الفن" الذي يُبث عبر أثير "راديو أورينت": "سأقدّم حفلي خلال شهر نوفمبر المقبل، وأنا لا أدّعي أنّي داعية ديني، ولكن واجبي كمسلم أن أُقدّم صورة مُشرّفة عن الحضارة التي أنتمي لها عبر الفن"، معتبراً أنّ الموسيقى أعلى لغة تجريديّة، وأنّها عبارة عن لحظة سينمائية، وأنّ كل الفنون تسعى للوصول للموسيقى لأنها أعلى لغة رمزيّة.

وعند سؤاله عن سر كونه الإسم الأبرز بعزف العود من بين كل العازفين بالعالم العربي قال شمة: "لا أعتبر نفسي أهم عازف عود في العالم العربي، أنا فقط أجتهد وأحب عملي، والموسيقى بالنسبة لي تكليف في الدنيا لتحويل الإنسان المتطرّف إلى إنسان سليم، والمجرم إلى مهذّب، الفنون قادرة على هذا الشيء وهذا أثبتته في بيوت العود".

وأكّد أنّ "بيت العود" الذي أسّسه في عدد من الدول العربيّة والغربية، لم يكن فقط لتعليم الموسيقى واحتراف العزف، وإنما كان عبارة عن إصلاحيّة أخلاقيّة متكاملة، مشيراً إلى أنّه كان لديه تجارب في "بيت العود" في تحويل المجرم إلى إنسان سويّ، مضيفاً: "دولنا العربيّة التي تجتاحها الحروب تحتاج لمراكز ثقافية وموسيقيّة لا تحصى".

وكشف شمّة عن تحضيره لافتتاح فرع لـ "بيت العود" في السودان، في العاصمة الخرطوم، سيكون مركز إقليمي في إفريقيا عبر السودان، وأضاف: "الشّعب السّوداني شعب طيّب ومثقّف، والمشرق مقصّر كثيراً بحق السودان والدول العربية الإفريقية، وهناك قطيعة واضحة بيننا وبينهم، ولكن الموسيقى من الممكن أن تلم هذه القطيعة".

من جهة أخرى، لفت العازف العراقي إلى أنّ الحرب قتلت الكثير من الأشياء في نفسه وغيرت مشاعره في الصميم، وغيّرت نظرته الرّومانسية إلى إحساس مرير، ولكنّه عاد وشدّد أنّه يُصارع مصاعب الحياة ويُحول قُبح الحرب إلى جمال، عبر الموسيقى، وهذه معادلة ليست سهلة، مضيفاً: "الحب هو مانملك في مواجهة العالم، يجب أن نواجه الكراهية والعنف بطاقة كبيرة جداً".

وعن تأثير القرآن الكريم في مسيرته الموسيقيّة قال شمّة: "تعلّمت من التّلاوات والقرآن التأمل، وفترات الصمت في القراءة عكستها في موسيقاي لذلك هناك جانب صوفي وروحي في عزفي، ومنذ صغري كنت متعمّقاً في القراءات والاستماع إلى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد رفعت، وغيرهم، وكتبت عنهم مقالات وقدّمت عدّة محاضرات عن علومهم.

وحول صدور كتاب "إشراق" مؤخّراً الذي يبحث في تجربته الموسيقيّة، لفت العازف العراقي إلى أنّ الكتاب يبجث في نشأته وبداياته وتأثيرها على الفعل الموسيقي، وفيه شرح للمكونات الثقافية التي انعكست على تجربته الموسيقية، ويتناول دراساته وشغفه بالتغيير في مجال العود من المرحلة الأولى في حياته إلى اليوم، معتبراً أنّ هذا الكتاب النّقدي سيفتح مجالاً لتناول تجارب موسيقيّة أخرى".

وعن توصيف تجربته بالتّجربة الإنسانيّة يقول شمّة: "أنا مجبول بحبّ الناس وهذا الشيء أفتخر به، منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى كنت موجوداً، وكنت أوّل فنان زار مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأدرن، وقدّمت العديد من الحفلات لأجل الشّعب العراقي واللبناني"، ويضيف: "أنا مع كل الشعوب التي ظُلمت لا فرق عندي بين الجنسيّات، بالنهاية هؤلاء بشر ويستحقّون الحياة".

وفي سياقٍ متّصل، تحدّث شمّة عن زيارته لمخيم الزّعتري، وقال: "الحال كان مأساويّاً وقتها وكان أسوأ بكثير ممّا تخيّلت، التراب هناك يدخل في الثياب والملابس ويدخل للخيام، حالة لا تُوصف، وأذكر وقتها أنّي احتفظت ببنطال الجينز الذي ذهبت به لزيارة المخيم لأنّ الرمل لم يخرج منه لشدّته"، وأشار إلى أنّه تحرّك على قدر الإمكان برفقة من كانوا معه وأمّنو كرفانات للعائلات عبر حملة منظّمة وكبيرة، وبعد هذه الحملة تحرّك عدد من النّاشطين في جنيف والأمم المتحدة، إضافة إلى أنّ مجموعة من الفنانين العرب والعالميين سمعوا بهذه الحملة والويلات التي يعاني منها المخيّم وقاموا بزيارته وقدّموا الدّعم اللازم".

 

 

تابعوا أيضاً:

أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين

ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"