الفنان فراس سعيد: كبرت بسرعة

3 صور
تنقل الفنان السوري فراس سعيد، خلال فترات طفولته بين البلدان وحضر حفلات والده الدبلوماسية، ونزهات الأسرة في الغابات والمناطق الخلوية، واستفادإلى موهبة أمه في الفن التشكيلي، التي تركت داخله مكونات فنان استطاع أن يؤثر بأعماله الدرامية.
 
«سيدتي وطفلك» التقته لمعرفة أجواء تلك الطفولة:

* كيف عاش فراس سعيد طفولته؟
انتقلت إلى بلاد كثيرة جداً وكونت صداقات كثيرة، فقد كان والدي الراحل سفيراً، لكن السلبيات أن هذه التنقلات أفقدتني صديق العمر، فبمجرد أن أنسجم مع الطلاب في إحدى المدرس ببلد ما نهاجر إلى مكان آخر، فأترك ورائي كل ما بنيته.

* ما اثر ذلك عليك؟
منذ صغري وأنا أرتدي البدل الرسمية في حفل استقبال السفارة، وهذا جعلني أكبر بسرعة وأسعى لتطوير نفسي؛ حتى أستوعب المكان الذي أنا فيه.

حب الوالدين
* كيف كانت علاقتك بوالديك؟
كنت دائم الحوار؛ لأنني في المدرسة وجدت نفسي مدافعاً عن الحالة المجتمعية للحياة العربية، فالغربي يعرف العربي على أنه ابن الصحراء والجمال، كنت أعود إلى البيت لأحكي لوالديّ ما يقال؛ كي يصححا المغالطات فأنا تربيت على متابعة الأحداث العربية والعالمية منذ الطفولة .


* كيف كانا يعاملانك؟
كانا يحرصان على تلبية كل طلباتي، كنا نلعب سوياً ونتنزه سوياً ونختلف، لكن نعود مرة أخرى لأنها الحياة، فكلها عوامل شكلت شخصيتي .


* من الذي كان يشتري لك أغراضك؟
أمي، لعدم تفرغ أبي بذلك، وكان عليه مسؤولية النزهات والسفريات.. وكنت أذهب مع والدي كل يوم سبت إلى إحدى الغابات بإسبانيا للشواء، ولعب الكرة، من مثل هذه المواقف ورثت بذور الحب.

تقاليد
* ما الذي حرصت على نقله لزملائك من التقاليد العربية؟
في اليوم الذي يسبق يوم الإجازة الأسبوعية للمدارس كنت أحرص على دعوتهم لتناول الغداء في منزلنا، وكانوا ينبهرون بالأكلات العربية وخاصة الشامية، وهو ما وطد علاقتي بهؤلاء الأصدقاء، وخلق الحميمية معهم.


* هل لك إخوة؟
أخ واحد يعيش حاليا في الأرجنتين .

تنقلات
* هل شعرت بأنك مظلوم في طفولتك؟
لا، بل كنت مستمتعاً بتنقلات ابن الدبلوماسي؛ لأني تعلمت كيف أتأقلم مع الوضع الجديد دائماً، فهو الذي أكسبني الذكاء الاجتماعي والليونة في التعامل مع كل الناس وكافة الطبقات، وعندما حضرت إلى مصر خلال السنوات الأولى لي زرت كل محافظاتها ومدنها من الشرق إلى الغرب، ومن الجنوب إلى الشمال.

* كيف كانت إجازاتك؟
كنا نسافر لنلتقي بذوينا بسوريا، حيث استطعت التعرف على أبناء عمومتي وأخوالي للتناغم مع أفراد العائلة، فقد كنا حريصين على ذلك .

فن الأم
*كيف انتقل لك الفن؟
منذ طفولتي، وأنا أرى أمي ترسم، فهي فنانة تشكيلية، كما أن والدي كان حريصاً على أن يعود بنا لجذورنا بشراء الأفلام والمسلسلات العربية لرؤيتها، فأول كلمات عرفتها في الخارج كانت من خلال مسرحيات «شاهد ماشفش حاجة، سيدتي الجميلة وغيرها»، وعرفت العربية من خلال فؤاد المهندس وشويكار وسعيد صالح وعادل إمام..

* كيف استمررت فيه؟
كانت أسرتي تلحقني بدورات مسرح وتمثيل، فهم كانوا دائمي التشجيع لي، خاصة أن أمي من عائلة حلبية، عندما كنت أعود إلى سوريا كنت أرى جدتي تعمل جلسات طرب تغني فيها ميادة الحناوي وغيرها من الأصوات الجميلة.

برواز
الأم هيثاء سعدون والدة الفنان فراس، ومرافقته دائماً تحدثت إلى «سيدتي وطفلك» عن طفولة ابنها، فقد تزوجت بعد أن أنهت دراسة الفنون، وأنجبت فراس الابن البكري بالسودان، فشعرت بأنها أمام صديق أكثر منه ابناً، أما الابن الثاني فأنجبته بعد ست سنوات في إسبانيا .
تولت تربيتهما بالتعاون مع زوجها، وهي تصبغ الجانب الفني في علاقاتها مع الجاليات في كل مكان تنتقل إليه.


حكت عن ولديها اتصافهما بالهدوء، الذي ترجعه للغربة نفسها، وارتباطهما ببعضهما، دون شقاوة. تتابع: «رغم أن فراق الأصدقاء في التنقل كان مؤلماً بالنسبة لهما، لكن الجاليات العربية التي كانت تملأ بيتنا في كل مكان كانت تعالج غربتهما».

.