العلاج بالطاقة.. ما بين الوهم والحقيقة!

أدرك العلماء أن الكون الذي نعيش فيه هو مادة وطاقة، فالمادة هي الأشياء الملموسة كالمعادن والذرات والهواء والماء وغير ذلك، أما الطاقة فهي الأشياء غير الملموسة كالضوء والحرارة والصوت والأشعة وغير ذلك، وقد ظهر وشاع في الآونة الأخيرة استخدام الطاقة في العلاج، وظهرت العديد من العلوم أو الفروع في ذلك، منها: الريفلكسولوجي، والأكيوبرجر، والبرانيك هيلينغ، والريكي، والعلاج بطاقة الألوان، والعلاج بالماء، والحجامة، والعلاج بالأوزون، وغيرها من العلاجات، وفي حين أثبتت هذه العلوم فعاليتها العلاجية، اتهمها البعض بعدم الفعالية، ووصفها آخرون بالخرافة والوهم، وبالطبع حرمها فريق ثالث.


في التحقيق التالي نستطلع آراء بعض السعوديين حول نظرتهم لهذه العلوم وإيمانهم بالعلاج بها:


بداية تقول الإعلامية أفراح الجعفر: "علم الطاقة معروف لاسيما لدى بعض الجماعات الدينية وربما الاجتماعية أيضاً، وبعض صديقاتي لديهن اهتمام كبير بهذا العلم، كما أنهن يعطين دورات متخصصة فيه، وقد حضرت إحداها ذات مرة". وتضيف الجعفر: "أعتقد أن الطاقة تتدفق من كل شيء حولنا، وقد تؤثر هذه الطاقات علينا، لكن هذا لا يعني أن من الممكن أن أستطيع الشفاء من مرض بواسطة مراكز الطاقة في الجسم "الشاكرات"، فليست طاقة الجسم كالكهرباء أستطيع نقلها أو توصيلها بمن أريد، وأرى أن هناك الكثير من المبالغة واللعب على ذوق بسطاء التفكير، وبالنسبة للأحجار الكريمة فأنا أؤمن بلبسها لجمالها بكل تأكيد، أما طاقتها فلم أجد هذا في أي حجر رغم كل القصص التي أسمعها".


أما الناشط الاجتماعي علي شعبان فله رأي آخر، حيث يقول: "الكثير من المعتقدات الشعبية المحلية والواردة إلينا من ثقافات صديقة تظل جزءاً من الخرافة ما لم تثبت علمياً وبطريقة منهجية، وللأسف الشديد فإن كثيراً ممن يدعون هذه العلوم يستغلون جهل الناس ومشاكلهم الخاصة لممارسة النصب والاحتيال على البسطاء واستنزاف جيوبهم بدون أي نتيجة أو فائدة".


ويضيف: "مرت علي عدة حالات لمرضى السرطان ممن يئسوا من العلاج الطويل واتجهوا إلى مدعي العلاج الروحي والعلاج بالطاقة، فتسبب ذلك بوفاتهم ونهايتهم، لذلك أعتقد أنه يجب تجريم هذا النوع من الدجل ومعاقبة المتاجرين بعقول البسطاء وصحتهم".


وتخبرنا المحامية سامرة يزبك برأيها قائلة: "علوم الطاقة أسمع عنها بين الحين والآخر، وإن كنت لم أهتم بالتعرف عليها عن كثب والتعمق فيها أو محاولة فهم ماهيتها وأسسها وطرق العلاج من خلالها، لكنني أؤمن بتأثيرها على جسم الإنسان وإن كنت لا أعرف ماهية هذا التأثير، فقد سمعت عن طاقة الأحجار الكريمة وأن لكل حجر تأثير بعينه على صحة ومزاج الإنسان، وأعتقد أن الأمر بحاجة للدراسة والمعرفة لتكوين وجهة نظر يمكن من خلالها اتخاذ قرار حيال هذه العلوم واستخداماتها".

 

فيما يقول جنيد الحلبي الذي يعمل في القطاع الخاص: "الطاقة علم معترف به قطعاً كالاتصالات والإنترنت والكهرباء وغيرها من الأمور التي لا نراها، لكننا نشعر بتأثيرها ونستفيد منها، وعلى الرغم من أهمية هذه العلوم وفعاليتها وما يمكن أن تحدثه من ثورة في العلاج وشتى مجالات الحياة، إلا أنها مازالت غير معترف بها من البعض، ويحاربها آخرون كحال أي علم جديد، فمخترع ذبذبات الراديو اتهم بالجنون حين كان يتحدث عن اختراعه في البداية، وكذلك آينشتاين حين تحدث عن الذرة، والمثال الأكثر واقعية يتمثل بالأنبياء حينما أتوا بالرسالات يدعون لعبادة الله الواحد حوربوا وهوجموا؛ لأنهم أتوا بمفاهيم جديدة عما هو معتاد، في حين أن من يتعمق بها ويجربها ويرى تأثيراتها كما فعلت أنا يدرك حقيقتها وأهميتها وصلتها الحقيقية بديننا الحنيف وبحياتنا الواقعية".