mena-gmtdmp

أوروبيون يعتنقون الإسلام بعد قرارهم الزواج من تونسيات

سيدتي : تحضر جلسة في دار الإفتاء بتونس

الموعد كان يوم سبت على الساعة التاسعة صباحًا وفق موعد محدد مسبقًا. حضر عدد من الأوروبيين من جنسيات مختلفة لدار الإفتاء؛ لإعلان إسلامهم على يدي مفتي البلاد التونسية.. رحَّب بهم المفتي الشيخ عثمان بطيخ، وبارك لهم اعتناقهم الدين الإسلامي، ثم سألهم، بحضور مترجمين، عن مدى معرفتهم واطّلاعهم على الدين الإسلامي مؤكدًا أنه على استعداد كامل لإرشادهم، وإنارة سبيلهم مكررًا: «نحن اليوم أخوة في الإسلام»، ومشيرًا إلى أن الإسلام دين عقل وليس دين نقل، وملحًا على أن أهم شيء هو العقيدة الصادقة.

 أول المتدخلين كان برينو من إيطاليا معلنًا أمام الملأ أنه اقتنع بأن الإسلام هو دين عدل ومساواة وتسامح، يعطي معنى لوجود الإنسان في الكون معترفًا بأنه تخلى عن شرب الخمر وأكل لحم الخنزير، أما دومينيك وهو فرنسي فإنه أصر على التأكيد بأنه دخل الدين الإسلامي بعد تشبعه بكل ما جاء به هذا الدين الحنيف، أما كريستيان، فقد ألحَّ أمام المفتي بأنه لم يعتنق الإسلام من أجل الزواج من فتاة مسلمة أحبها، بل إنه قرأ القرآن الكريم فوجد فيه ما أثلج صدره، وأكسبه الطمأنينة، ووجد فيه أجوبة عن أسئلة كثيرة كانت محل حيرته.

رأي الشرع

 يقول الشيخ عثمان بطيخ مفتي البلاد التونسية

في ظاهر الأمر يقبل عدد كبير من الأجانب على دار الإفتاء التونسيّة؛ ليعلنوا إسلامهم ممّا يجعل البعض يشكّ في أنّ إسلامهم هو إسلام ظاهري فقط غايته التزوج من فتاة مسلمة بصفة قانونيّة، لكن في الحقيقة وأنا الّذي مرّ بي عدد كبير منهم، فإني أحيانًا أتفاجأ من إصرارهم على معرفة كلّ كبيرة وصغيرة عن الدين الإسلامي، وهم يطبقون القواعد الإسلاميّة بحرص، والعدد القليل منهم من يقبل على دار الإفتاء لغاية الزواج من فتاة مسلمة فقط، فهؤلاء نعطيهم فرصة زمنيّة مناسبة مع مدِّهم بدروس في الدين الإسلامي؛ ليعتنقوه عن اقتناع، ونحن نعمل على نشر الإسلام ونوضح لهم أنّ قرار الدخول في الإسلام ليس لعبة؛ لذلك نحن نركز على الإيمان والعقيدة، كما ننصحهم بقراءة القرآن بلغات بلدانهم الأصليّة؛ لأنّ ذلك يسِّهل عليهم استيعابه .

 وإني أنصح الفتيات التونسيات المقبلات على الزواج من رجال دخلوا حديثًا في الإسلام بالتأكيد على أنّهنَّ سيكنَّ بتصرّفاتهنَّ الحكيمة، وأخلاقهنَّ، وإرشادهنَّ من سيرسِّخ لديهم قيم الإسلام السمحة.

نحن نقول لمن يدخل في الإسلام نرشدكم فقط، لسنا أوصياء عليكم، ونحن نؤكد لهم أن المسلم هو رجل دين ودنيا، وكلٌّ مسؤول عن أفعاله أمام الله وحده، ولا وساطة بين الله وعبده في الدين الإسلامي. «لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه»، فالمجتمع الإسلامي من أسسه التضامن والتكافل الاجتماعي، يوم القيامة كلّ واحد منا مسؤول عن أعماله أمام الله.

 وبعد حديث مطول وشامل عن قواعد وشعائر الدين الإسلامي وشرحها وتفسيرها توالى كل واحد من الحضور بالنطق بالشهادتين أمام المفتي.

حديث القلب والعقل

إثر ذلك التقت«سيدتي» ببعض من حضروا الجلسة واعتنقوا الدين الإسلامي.

يقول فردريك، وهو فرنسي اختار لنفسه اسمًا جديدًا، هو مولود بعد أن أصبح مسلمًا: إنه تعرَّف على امرأة تونسية وأحبها وأراد الاقتران بها، وقد اشترطت عليه أن يعتنق الدين الإسلامي؛ لتقبل به زوجًا، وقد بقي عامًا كاملاً يفكر في المسألة بعمق وروية، وبحكم تردده على تونس فقد أدرك قيمة الأسرة في الإسلام، وقيمة مؤسسة الزواج أيضًا في المجتمع العربي الإسلامي، وهو ما زاد في قناعته بالدخول في الإسلام، ولا ينفي فردريك أن حبه لخطيبته ورغبته الصادقة في الزواج بها مثَّلت هي أيضًا دافعًا له لمطالعة الكثير عن الإسلام، وكلما تعمَّق في دراسته زاد اقتناعًا به، وهو يعترف بأنه كان يشعر بحيرة وجودية، ووجد أخيرًا في الإسلام السكينة، والراحة، والاطمئنان مما أعطى حياته معنى، مضيفًا: «لم أقرر الدخول في الدين الإسلامي فقط؛ لأتمكن من الزواج من امرأة مسلمة، رغم علمي بأن هناك من يقوم بذلك بشكل صوري، أما بالنسبة لي، فإني مقتنع تمام الاقتناع بالقيم والمبادئ التي جاء بها الإسلام».

 ورغم أن المرأة التي سيتزوجها هي مطلقة، ولها أطفال في كفالتها، فإنه سعيد بهذه الزيجة، وسيعمل على التعمُّق أكثر في كتاب الله، ليطبق كل مبادئه وقيمه وقواعده.

كريستيان فنان تشكيلي فرنسي اختار لنفسه اسم محسن قال: إن هذا الاسم أعجبه؛ لأنّه يعتقد أن حياته بدخوله الإسلام ستنتقل إلى الأحسن، مضيفًا: «كنت ملحدًا والفضل –بعد الله- يعود لامرأة تونسية مسلمة أحببتها، هي التي أقنعتني بسيرتها وإيمانها القوي باعتناق الديانة الإسلامية، ولم أجد معارضة من أهلي، بل إني سأسعى لإقناع أبنائي، من زواج أول، النسج على منوالي والدخول في الإسلام، كما أني سأبذل قصارى جهدي لأكون مسلمًا مثاليًا في سيرتي، وفي عقيدتي، وفي تطبيق تعاليم الإسلام.

 أنطنيوس خدزيمني خالص من اليونان اختار لنفسه اسم إلياس، يقول: إنه تعرَّف على فتاة تونسية، وهي أستاذة لغة وآداب إنجليزية أثناء زيارة سياحية لتونس، وأحبها وأراد الزواج بها، لكنها كانت واضحة معه بأنها لن تقترن إلا بمسلم.

محمّد، اسمه الأصليّ برينو وهو فرنسي إيطاليّ، ذكر أن أولى خطواته نحو الإسلام كانت من خلال فتاة تونسية تعرف عليها، وهي التي كانت سببًا في اهتمامه بالإسلام، وقد قرر عن اقتناع تام اعتناق الديانة الإسلامية، ولبرينو صديق تونسي يقول عنه إنه مثال للاستقامة والأمانة، وكان له دور في اهتمامه بالإسلام إلى جانب ما لاحظه من مكانة مؤسسة الزواج لدى المسلمين.

حبيب، واسمه الفرنسيّ باسكال: يقول: إن البنت التونسية عمومًا مستقيمة، ومنضبطة، وتقِّدر مؤسسة الزواج، وحريصة على حياة أسرية في كنف الود والرحمة، وهذا ما جلبني إلى الإسلام، وما غذى قناعتي بالزواج بفتاة مسلمة أحببتها.

 

قيس، واسمه دومينيك من فرنسا يقول:«أنا لم أختر الدين من أجل الزوجة، بل إنّ الله اختار لي هذه الزّوجة؛ لكي يمنّ علي بالإسلام ».

 فتحي: من بلجيكيا (رفض أن يذكر اسمه البلجيكي) تحدث إلى «سيدتي» قائلا: «أنا وجدت في الإسلام كلّ المبادئ الحسنة والأخلاق الحميدة الّتي شجّعتني على اعتناق هذه الديانة.

عمر واسمه البلجيكيّ هو ديديه غيسلاني ديمنيل

أكد أن ما شده للدين الإسلامي هو ما لاحظه من صدق بين أكثر الناس والشّعور بأنهم يحيون من أجل هدف؛ لأن الدين الإسلامي يجعل للحياة معنى -حسب قوله– مضيفًا: «إني اعتنقت الإسلام عن قناعة وحتى وإن لم يتم الزواج من المرأة التي أعرفها وأعتزم الاقتران بها، فإني سأبقى مسلمًا، فالعقيدة أمر هام وأساسي، وإني أعتزم حفظ القرآن، كما أني أطالع كل ما له صلة بالإسلام سواء في الكتب أو عبر الإنترنت.