لمسات "نيو كلاسيكية" فخمة

يسأل المرء حال بلوغ قصر جوزف وريموند عقيقي عن سر جماله الهادئ، على الرغم من وفرة الزخرفات فيه، ابتداءً من بابه الرئيس الخارجي الذي استوحته المالكة من صورة لأحد أبواب القصور الإنكليزية، وصولاً حتى أصغر "اكسسوار" فيه.

تدمج الأعمال في دواخل هذا القصر كلاً من التعقيد والسهولة في آن، فقد دأب المهندس إيلي نخلة الذي أشرف عليها من الألف حتى الياء بمعيّة مالكته التي كانت تأخذ بنصحه وأفكاره، على تحقيق سمفونية رائعة! 

تستهلّ نقاط الجذب من الديك المعلّق عند أعلى نقطة والمشرف على المساحة، ويحمل السؤال عن رمزية وجوده، الإجابة التالية: "رغب المالك بروز أمر مميّز يلفت نظر كل زائر، وإثر دراسة معمّقة، استعدنا فكرة انطلقت من فرنسا وانتقلت إلى الولايات المتحدة تتمثّل في "ديك الهوا"، أي المجسّم المتحرّك وفق حركة الهواء، يشكّل رمزاً أو توقيعاً خاصاً على واجهة هذا البناء".

وتمتاز الحديقة بتألّقها، تتشكّل مع انحدار الأرض، وتبدو بارزة للجالس في مساحة الاستقبال، تتضمّن حوض سباحة، وتزخر بالمزروعات من فاكهة وخضر، في محاولة لتأمين منتوجات عضوية لتغذية أفراد العائلة. وتبدو "برغولا" يتوسطها موقد عصري، وتغفو في رحابها جلسة. 

وعمل نخلة على جعل تصميمه متآلفاً بين الخارج والداخل، ففي الأول يوحي الحجر الإسباني (نيوالا) المشغول وفق الطراز الأوروبي بالفخامة، فيما يبدو متقناً من داخله. ويتمّ ولوج دواخله عبر باب خشبي يحوط الزجاج الملوّن كلّ جانب منه، فالمرور بردهة فسيحة تتراقص في أرضيتها لوحة مشغولة من الفسيفساء، وسلالم تفضي نحو الطبقات العلوية.

ويعلّق نخلة على الديكور السائد في قسم الاستقبال، قائلاً: "تتّخذ المدفأة الكهربائية مكانتها في الصالون الأول، تحظى بإضاءة تجعلها كأنها معلّقة في الفضاء، ويبدو مكتب"، مضيفاً: "أنه يمكن أن تحظى بخصوصية وتتحوّل إلى غرفة للعمل أو لتدخين السيجار، إثر سحب بابها الكبير والذي يضمّ على جانبيه مكتبة تضم كتباً نادرة لوليام شكسبير وقع عليها المالك أثناء سفره إلى لندن وتعود إلى القرن الثامن عشر"، مشيراً إلى "أنها يمكن في الوقت عينه أن تُضمّ لتنفتح إلى صالون ثانٍ يضمّ مدفأة تقليدية إثر سحب الباب وفتحه". ويتابع شرح مكوّنات هذه المساحة، قائلاً: "يحمل الأثاث توقيع "روش بوبوا"، يبرز "النيو كلاسيكية" في أجمل صورها، ويمزج ألواناً نارية وترابية".


ويرتسم اللون الزهري وروداً على أقمشة الكراسي في غرفة الطعام، تمنح زهواً للخشب الأبيض، وتكثر قطع السجاد العجمية.

وللجدران لون عاجي ضارب إلى الأبيض، يتخلّل بعضها ورق جدران خاص مزركش بالأزهار. وبهدف إضفاء توازن على الارتفاعات، ثمة "زنار" عبارة عن "موتيف" مزخرف ومزركش بلون الجدار يقسمه إلى قسمين. وتتوزّع الإنارة بصورة مباشرة وغير مباشرة. أمّا الواجهات الزجاجية فتقطعها خامة النحاس الذي استقدم من إيطاليا بمقاسات معيّنة تمنح توازناً في الارتفاعات الخارجية والداخلية، كما لمسة ناعمة.

وتبرز الأرضية مميّزة، في ظلّ المزج بين خامتي الحجر و"الباركيه"، وتلفت خصوصاً في الصالون حيث المكتب، فترتسم نقوش مصدرها قصر فرساي!

وتساهم الانحدارات في توفير مستويين للأرضية ضمن مساحة المطبخ، ما يقسم وظائفه إلى إعداد الطعام، وتناوله في ركن يشرف على الحديقة.

وتشغل غرف النوم الطبقة العلوية، بالإضافة إلى غرفة سينما خاصة بالعائلة.