دربي نفسك على النوم المريح


للنوم وضعيات مختلفة، فمن النساء من تنام على بطنها، أو ظهرها، أو على أحد جنبيها، ومنهن من تنام ويداها على صدرها، أو تحت خدها، وإلى ما هنالك.

 لهذه الوضعيات معانيها، ومن أهمها أنها تكشف بعض أسرار شخصية المرأة، وتفكيرها، وطريقة تعاملها مع الحياة ومع الآخرين من بني جنسها، جاء ذلك في دراسة للمعهد الطبي المختص باضطرابات النوم في مدينة ساو باولو البرازيلية، فما هي هذه الوضعيات، وما هي التفسيرات التي تعطيها الدراسة لكل وضعية، وعلى الأخص العلاقة بين وضعية النوم وأسرار الشخصية.

 

تقول الدراسة التي توصل إليها المعهد بعد جهود استغرقت عامًا كاملًا: إن من تنام على بطنها تتمتع بشخصية تكره التنازل عن الأشياء التي تملكها، وهي مستعدة للموت في سبيل الحفاظ عليها، وتكشف هذه الوضعية أيضا أن المرأة تحب إجبار الآخرين على تصديق كل ما تقوله، حتى وإن لم تكن على حق، وأضافت الدراسة أن من تنام بهذه الوضعية تعتبر أيضًا شخصية في غاية الأنانية.

 

على الجانب الأيسر

المرأة التي تنام بهذه الوضعية ذات شخصية مرتبطة جدًا بماضيها، كما أنها تميل إلى الغيرة، وتحب الانتقام، ولا تتردد في القيام بأي شيء لتحقيق رغباتها الشخصية، كما تعني هذه الوضعية أن صاحبتها تحب تعذيب نفسها بالضغط على قلبها الموجود في الناحية اليسرى من الصدر، لكن ذلك لا يعني أنها تحب تعذيب الآخرين، كما تدل وضعية نومها هذه على أن ذاتها تعاني شعورًا كبيرًا بالذنب، ولذلك تميل إلى تعذيب نفسها للتخلص من هذا الشعور.

 

على الجانب الأيمن

من ينمن بهذه الوضعية يملكن شخصية عاطفية وحساسة جدًا -طبقا للدراسة- ويعشقن عملهن، ويتفانين في سبيله، كما أنهن نساء يكرهن تأجيل عمل اليوم إلى الغد، ويتميزن باتخاذ المبادرات الذاتية لتطوير أنفسهن ومساعدة الآخرين.

 

على الظهر ووضع اليدين على البطن

هذه الوضعية بحسب تفسير الدراسة، تدل على معاناة صاحبتها من وسواس ما، وهي امرأة لا تقبل التغيير بسهولة، أما السمة الإيجابية للواتي ينمن بهذه الوضعية فهي أنهن نساء متسامحات جدًا، ويرغبن في القيام بالأعمال التطوعية في خدمة الآخرين، وبالرغم من مشاهدتهن للكوابيس بسبب هذه الوضعية، فإنهن يملن للنوم بهذه الطريقة لاعتقادهن أن الهوان لا يأتي إلا بعد الشدة.

 

على الظهر مع إبقاء اليدين مفتوحتين بجانب الرأس!

تعني هذه الوضعية أن صاحبتها تحب التحدي، وتريد مساحة أوسع من الحرية في حياتها، كما أنها شخصية تحب النميمة والحديث عن الآخرين بشكل سيئ، وفي الوقت نفسه تحب شراء كل ما تجده أمامها، ولكنها بشكل عام تأخذ الحياة ببساطة، ولا تشغل تفكيرها بشيء لأنها تخرج كل ما في حلقها من كلام، ولا يبقى شيء يشغلها.

 

على الظهر ووضع اليدين تحت خلفية الرأس!

هذه الوضعية في النوم تدل على أن صاحبتها تتمتع بذكاء حاد، ولديها حماس كبير لتعلم الأشياء الجديدة، وبخاصة ما يتعلق منها بالعلوم والمعرفة، ومن ميزات شخصيات من تنمن بهذه الوضعية هو حبهن للحياة العائلية، وتفانيهن في سبيل أولادهن وآبائهن وأزواجهن، كما أنهن -بحسب الدراسة- لا تفكرن بالطلاق بشكل من الأشكال؛ لتعلقهن بالحياة الأسرية.

 

النوم على أحد الجانبين مع إبقاء اليدين والرجلين مطوية ومنكمشة!

هذه الوضعية تشبه إلى حد كبير وضعية الجنين في بطن أمه، ومن تنام بهذه الوضعية فهي عادة شخصية تميل إلى الوحدة والعزلة، وهي كذلك أنثى حذرة جدًا من الآخرين وتصرفاتهم، وبالمجمل هي تعتمد على نفسها في التعامل مع مشكلاتها دون الاستعانة بأحد، أو طلب المساعدة من أحد.

 

على أحد الجانبين ووضع اليدين تحت أحد الخدين!

قالت الدراسة إن من تنمن بهذه الوضعية هن نساء عصبيات وسريعات الغضب، وبإمكانهن مخاصمة الآخرين لفترات طويلة، ومشكلتهن مع الآخرين أنهن لا تتنازلن وتعترفن بأخطائهن، ونادرًا ما تعتذرن عن الأخطاء التي ترتكبنها، ومن السمات الأخرى لهن حبهن للتغيير المستمر لأماكن عملهن؛ أي الانتقال من وظيفة إلى أخرى.

 

أوضاع نفسية تؤثر على نومكِ

تشير دكتورة علم النفس بجامعة الملك سعود، عصمت الجميعي، إلى أنّ "الحالة النفسية للشخص كما تؤثر على وضعية النوم، تؤثر على طبيعته ومعدل انتظامه, فشعور المرأة بالقلق يؤدي إلى صعوبة النوم في البداية والشعور بعدم القدرة على الاسترخاء والنوم، مما يجعلها تأخذ عدة أوضاع متباينة تنم عن قلقلها وتوترها، وعلى العكس تماماً يؤدي الشعور بالاكتئاب لدى المرأة إلى الاستغراق في النوم منذ أن تطأ السرير في أي وضعية كانت سواء الوضعية المعتادة عليها, أو أي وضعية أخرى، إلا أنّ هذا النوم السريع لا يدوم طويلاً، بل تستيقظ المرأة دون الحصول على كفايتها من النوم متأثرة بحالتها النفسية".

 

أفضل وضعية للشعور بالراحة النفسية

تخبرنا، الجميعي، عن الوضعية المثالية قائلة: "وجود مخدة مرتفعة حوالي 15 سم على سطح السرير، يجعل الصدر مرتفعاً نوعاً ما، مما يتيح عملية تنفس منتظمة تسمح بدخول الأكسجين للرئتين، فيبعث على الراحة، ويؤدي إلى الاسترخاء ويبعد أي أزمات أثناء النوم".

أما الوضعية الخاطئة، فهي تماماً النوم على البطن، لأنه مضر صحياً ونفسياً، حيث يبعث إلى الشعور بالضيق وعدم الارتياح أثناء النوم لأنّه يعمل على الضغط على الرئتين مما يعيق دخول الأكسجين, ويؤدي إلى نقصه أثناء النوم.

 

من تكون عادة

ولإلقاء مزيد من الضوء على هذه الدراسة، طرحت «سيدتي» سؤالًا على الطبيبة النفسانية البرازيلية «فينيسيا إيازيتا» 35 عامًا، حول هذه الدراسة، ونسبة الصحة فيها، فأكدت أن لوضعية النوم علاقة بكشف جوانب من أسرار الشخصية، لأن الجسم والوضعية يمثلان عادة ردود أفعال للأعمال والتصرفات التي تقوم بها النساء.

وأضافت أن المرأة التي تعاني من العصبية وسرعة الغضب لا تستطيع النوم باسترخاء، ولا بد أنها تنام بوضعية تنم على أنها غير راضية عن شيء ما، أو غاضبة من أحد ما، لكن لا يمكن الجزم في هذا الموضوع، لأن وضعية النوم قد تكون نتيجة لعادة تعوَّد عليها الشخص منذ الصغر.