لماذا يهدد رمضان ميزانية الأسر السعودية؟

لو نظرنا نظرة سريعة إلى مفهوم رمضان قديماً عند المسلمين الأوائل لوجدنا أنه كان يعني بالنسبة لهم شهر الزهد والمهام الصعبة، فقد كان رمضان للمسلمين الأوائل فرصة لجمع أكبر قدر من الأجور والحسنات، حيث كانت الظروف مهيأة للزهد والتخلي عن مظاهر الترف في هذا الشهر، لكن حالياً ولاسيما في دول الخليج تكثر مظاهر الإسراف والبذخ، وأصبح شهر رمضان المبارك معركة سنوية لم تكن معهودة لدى السلف، هذه المعركة اسمها" ذات المقاضي" وميدانها الأسواق لشراء كل ما لذ وطاب وحشده على موائد الإفطار لتعويض ساعات الصيام.


المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش يطلعنا على رأيه في تلك المعارك وكيفية تقنينها من خلال السطور التالية:


• الواقع المخالف للمقصد
بداية يقول القراش: "إن الالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة يحقق البركة والاستقرار لميزانية الأسرة، ويزداد التزامنا به في رمضان، فهو شهر الروحانيات ونفحات الخيرات، ويجب أن لا ننظر إليه على أنه شهر الإسراف والتبذير والسهرات والتفاخر والتنافس في المظاهر التي تلهي القلب عن العظات والعبرات والروحانيات المستقاة من فريضة الصوم، حيث أن مقصد الصيام هو تجنب الإسراف والتبذير والتفاخر؛ لأنه يحقق التوازن في ميزانية الأسرة، ويجنبها الوقوع فى مشاكل الاستدانة، كما يحقق السكينة والهدوء والاستقرار وراحة النفس والتمتع بروحانيات الصيام، وعلى العكس من ذلك، فإن الإسراف والتبذير والبذخ يقود إلى الخلل في الميزانية ويسبب مشاكل كثيرة تثقل كاهل البيت".

ويقدم القراش مقترحاً للميزانية في النقاط المختصرة التالية:

1-تقدير الإيرادات المتوقعة الراتب أو الأجر أو الكسب.

2-ترتيب النفقات حسب الأولويات الضرورية، وذلك حسب عدد أفراد الأسرة والضيوف المتوقع حضورهم .

3- الابتعاد عن الإسراف المنهي عنه شــرعاً في رمضـان ليكون ذلك منهجاً للأسرة بعد رمضان.

4- توزيع الفائض من الطعام على المحتاجين من الأسر والعمال والمساجد.

5- تعويد الأبناء على فكرة أن الصوم طهارة ذاتية من أدران الذنوب وليس من أجل تكبير المخدات والبطون.