من مقاعد الدراسة الجامعية إلى التمثيل، حتى أصبح من أبرز منتجي الدراما في منطقة الخليج والوطن العربي. هذا هو ملخّص مشوار أكثر من عشرين سنة للممثل والمنتج حسن عسيري، الذي زارته “سيدتي” في مكتبه، وأجرت معه حواراً يمكن أن نطلق عليه حوار الإتهامات المباشرة، فهو يكاد يكون أكثر الفنانين، بصفته منتجاً، عرضة للإتهامات من عدد من الممثلات. وقد كان صريحاً في إجاباته، فردّ على جميع الإتهامات، وفنّد موقفه من كل قضية على حدة، بدءاً من خلافاته مع الممثل فايز المالكي، مروراً بأسباب انضمام إبن عمه الممثل عبد الله عسيري إلى فريق “بيني وبينك” ووصولاً إلى الجدل الذي أُثير حول مشاركة النجمتين التركيتين نور ولميس وأجرهما المرتفع. بالإضافة إلى قضايا وموضوعات متعدّدة، وهذا نص الحوار.

العسيري ولميس
لنبدأ من مسلسل “بيني وبينك 3 “ الذي يعرض حاليا.ً سمعنا أن ثمة خلافاً بينك وبين فايز المالكي كاد أن يؤدّي إلى الطلاق الفني. ما مدى صحة هذا الكلام؟
بكل صراحة أقول إنني وفايز بشَر، فالخلافات تحصل، وقد تكون حصلت، لكنني أؤكّد أن فايز يعمل بعقله وحسن عسيري أيضاً يعمل بعقله. وفي اعتقادي أنه طالما أنك تتعامل مع شخص عاقل ومهني فلا توجد أية خلافات، كما أعتقد أنني وفايز وصلنا إلى مرحلة مهمة من الإحتراف ومن العلاقة الأخوية والودّية، حيث إن هذه العلاقة هي التي أسّست لوجود “دويتو” مثلنا.
يقال إن ثمة خلافاً كبيراً وقع بينكما وكاد أن يؤدّي إلى الإنفصال؟
نعم كان هناك خلافات، لكن ليس انفصالاً. فكل مرّة تحصل بيننا خلافات حول وجهة نظر معيّنة، بمعنى أنه
لا توجد لدينا خلافات خارج “بيني وبينك”، بل وجهات نظر مختلفة، والعقل دائماً هو الحكم. ولذلك، العمل في “بيني وبينك” ديمقراطي بالكامل، وهو الوحيد الذي لم أشعر فيه أنني وحدي المنتج، بل أشعر أنني واحد من بين ثلاثة منتجين. أنا أعتبر هذا العمل إنتاج راشد الشمراني وفايز وحسن، لأن لديهما إحساس المنتج كاملاً.
ويتحدث للزميل وحيد جميل
أمهّد لخروجي من “بيني وبينك”
يقال إنك في محاولة لاكتشاف مدى استطاعتك تحمّل مسؤولية “بيني وبينك” ومعك راشد في دور الواصل، ولهذا أدخلت الممثل عبد الله عسيري ليحلّ محل فايز المالكي في الجزء الرابع؟
الحقيقة أن دخول عبد الله عسيري هو تمهيد لخروجي من “بيني وبينك”، وعندي خطة واضحة لوجود عبد الله عسيري. الحدث الرئيسي عندي هو أن يكون “بيني وبينك” إسم “ماركة مسجلة” بالمحتوى وليس بالأشخاص الذين يعملون فيه، ولكن الأعمال عندما تنجح دائماً ترتبط بالممثلين. في الجزء الثالث أدخلنا عبد الله عسيري، وعمر الديني بشكل أكبر، وفعّلنا وجود عماد اليوسف. والآن العمل بطولة سداسية، الشكل الرئيسي فيه قائم على ثلاثة ممثلين، لكن بشكل بطولة مساندة وقوية، عمر الديني وعماد اليوسف وعبد الله عسيري، وهكذا أصبحوا ستّة.
أشركت الممثل عبد الله عسيري في مسلسل “بيني وبينك”، وعلمنا أنك حاولت إقناعه أن يؤدّي دوره باللهجة التهامية، لكنه أدّى الشخصية باللهجة الحجازية. ألا تعتقد أن إصرارك على أداء عبد الله عسيري الشخصية باللهجة التهامية يعتبر تحدّياً لك، لاسيما وأنك اشتهرت باللهجة التهامية؟
لقد طلبت منه فعلاً أن يؤدّي الشخصية باللهجة التهامية، لكنه حرص على اللهجة الحجازية. وهذا، باعتقادي، لأنه لا يوجد أحد يلغي الآخر. وإذا نجح أي ممثل في “بيني وبينك” فهو نجاح لحسن عسيري وفايز المالكي وعبد الله عسيري وعماد اليوسف. العمل نجح بشهادة الكلّ، ولهذا لا يوجد عندي خوف من أي ممثل، ولا قلق من أي منتج.
نور بين العسيري والمالكي
الدراما التركية باقية
بتنا نسمع كثيراً أن عودة الأعمال التركية ما هي إلا غزو درامي مؤقّت، ما رأيك؟
لا أعتقد ذلك. قناة الـ mbc أدخلت العمل التركي ليس كمنتَج تركي، إنما تشعرك أنه دراما سورية، فهناك تشابه كبير بيننا في العادات الإجتماعية والإسلامية، كما أن الدين والحجاب موجودان فيها. فالمرأة العجوز تشعر وهي تشاهد العمل التركي وكأنها أمام عمل عربي. أنا أتوقّع استمرار الأعمال التركية، وسوف يكون هناك عمل سعودي وخليجي ومصري وسوري وتركي مشترك. ومن يعتقد أن العمل التركي موضة سوف تنتهي، مخطئ. لقد أدخلت الـ mbc هذا العمل بذكاء شديد، بمجرد أنها أدخلت اللهجة السورية عليه.
“اسوار 3” مختلف
نقرأ في الصحف والمجلات والمنتديات تبايناً حول المنتج حسن عسيري. هناك من يرى أنك تجاوزت الخطوط الحمراء في كشف بعض العيوب، وأنه يجب عليك إبراز الجانب الإنساني والتطوّر الحضاري... وهناك من يرى أنك تنقل الواقع بحذافيره ولكن الضعف يكمن في الإنتاج، والأعمال التي ذكرت هي: “أسوار” و”الساكنات” و”جاري يا حمودة”؟
الأمر ليس في الكثرة. أنا فعلاً أقرأ ما يكتب في الزوايا والأخبار الصحفية أو المنتديات. وفي المكتب الإعلامي لدينا يتمّ تلخيص كل ما يكتب، ونحن نحلّله ونناقشه. لا يوجد شك أن “أسوار 2”، ورغم نسبة المشاهدة العالية، واجه ردود فعل سلبيّة. بعض الناس اعتبروه استمراراً للجرأة في الجزء الأول، ووجهة نظرهم جديرة بالإحترام. وأنا أفكّر بجدية متناهية، من الآن، أن يكون “أسوار3” مختلفاً بالكامل، أي عبارة عن قصص اجتماعية تدور حول الحب والبهجة والتفاؤل. في الجزءين الأول والثاني، كانت خطتنا أن نقدّم دراما تناقش قضايا المجتمع بالصدمة، والصدمة دائماً تكون قاسية. وردود فعل “أسوار2 " كانت متوقّعة، وهذا يعني أن الخطة التي وضعتها وأسير عليها “ماشية تمام”. أنا اضطررت لتنفيذ الجزء الأول بأسلوب صادم وبشكل مباشر، والثاني بشكل أكثر مباشرة، والثالث سيكون هادئاً تماماً.

في دور مغن راب
إكسترا
المنافسة مع حسن عسيري
يقال إن سر نجاح حسن عسيري أنه لا ينتج الأعمال إلا بعد قراءتها من لجنة، حيث يأخذ حصيلة الآراء ومن خلالها يستنتج ويقرّر أي المسلسلات ينفّذها. ما رأيك؟
ما أقوله لك ينشر للمرّة الأولى. الأعمال التي تنتجها "الصدف" لا تقدّم وجهة نظر حسن عسيري أو "الصدف". تعرض علينا عشرات الأعمال لكن لا تُنتج كلّها. نحن بالفعل لدينا فريق مكوّن من 18 شخصاً، كل واحد منهم يقرأ ويناقش ويعطي رأيه وأفكاره وملاحظاته على كل حلقة، ونحن نأخذ هذه الأفكار والملاحظات بعين الإعتبار. أحياناً يكون العمل من فريق التقييم مرفوضاً، ولكن الملاحظات التي كتبوها تستطيع أن تجعل العمل ناجحاً، فنعطيها للكاتب الذي يأخذها ويطوّر ويرتّب الملاحظات. بعض الكُتّاب يرفض ويقول: "لا أريد أن يقيّم أحد عملي. والكاتب الذكي يقول: "هذه نعمة. تعطيني 15 رأياً بالتفاصيل، وعلى كل مشهد". فيستفيد منها ويعيد كتابة عمله وفق الملاحظات الجديدة. مؤخراً، إنتهينا من تصوير مسلسل اسمه "أيام السراب" وهو مكتوب من قبل ورشة الكتابة. وهذا يعني أن "الصدف" أشاعت فكرة وُرَش الكتابة، وليس وُرَش النقاش والتقييم. فريق "طاش ما طاش" كان يعمل بفرق نقاش، إنما نحن نتكلّم عن وُرَش كتابة، أي أن العمل يكتب من خلال مجموعة كُتّاب. كاتب رئيسي وأربعة كُتّاب فرعيين للورشة الواحدة و18 مُقَيّماً. وأعتقد أن هذا هو سر النجاح.
كيف يمكن إيجاد منتج منافس للمنتج حسن عسيري؟
المنافسة دائماً موجودة، لكن لا يمكن المنافسة بالنظام الفردي، لا بدّ أن تعمل الشركات بالنظام المؤسساتي. يوجد في "الصدف" 167 موظفاً من جنسيات مختلفة وبأفكار مختلفة وتنظيم متكامل، ولديها مكاتب في دبي وسوريا والرياض وجدة. تعتبر الدراما أحد روافد الإعلام، والعمل الإعلامي أصبح عملاً مؤسساتياً. القضية ليست نجاح أو فشل المسلسل، إنما هو العمل بنظام مؤسساتي متكامل. نحن حالياً في "الصدف" نعمل على تنظيم مهنة الإنتاج داخل شركتنا بشكل احترافي، ونستفيد من خبرتنا في سوريا وفي مصر. نصرف على المهرجانات العالمية ونقابل شركات عالمية متخصّصة في تنظيم شركات الإنتاج، ولدينا شركة متخصّصة في تطوير أداء شركات الإنتاج، وكيف نختصر ونطوّر ساعات الإنتاج؟ وكيف تكون الأعمال منطقية؟ وكيف تدار كل هذه الأعمال؟
ما سبب إختيار إسم "دِنّحي" بدلاً من "مفرّح"؟ وماذا دار في الكواليس مع لميس ونور؟ ولماذا كثرت غيرة الممثلات؟ وهل الغيرة هي السبب؟ وماهو المشروع الذي طرحه العسيري من خلال صفحات "سيدتي"؟
هذا والمزيد تجدونه في العدد 1487 من مجلة «سيدتي» المتوفر في الأسواق.