ولدي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأحاول العناية
به كما ينبغي، يتملكني شعور أنني مقصرة بحقه، خاصة عندما أذهب إلى بيت أهلي ولا
آخذه معي، لم أعد أتحمل بقية أولادي، أشعر أنني تعبة في حياتي حتى لو خرجت للترفيه
عن نفسي، مع أني سعيدة مع زوجي، فماذا أفعل؟
أم صابرين
أختي السائلة
ربمـا تشعرك الرتابة في حياتك بما أنت فيه، وهذا شعور شائع بدرجة أو أخرى، أنت تعبرين عن أمومتك وحنانك بطريقة طبيعية، ويكفي تقبلك ورضاك بإعاقة طفلك، لكن اعتقادك أنك مقصرة ومجحفة في حقه لأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وشعورك بأنك عاجزة تجاهه، كل ذلك يشعرك بالذنب، ومع مصاحبتك إياه أصبح هذا الشعور يأسرك ويشلّ حياتك، ولا أشكُّ في تقبلك له، لكنه يحتاج من بقية أفراد الأسرة أن يتقبلوه نفسيًا كما هو بإعاقته، مما يخفف من حدة مشاعرك السلبية التي لها انعكاس على نفسيتك ومزاجك وعصبيتك، وعلى الرغم من تقدير أمومتك، ومشاعرك كإنسانة، فلا داعي للاستغراق في الأفكار السلبية تجاه الإعاقة، والاستسلام لمخاوف المستقبل المجهول بالنسبة له، وبدلاً من ذلك أنصحك بممارسة حياتك بشكل طبيعي، وألا تجعلي من بعض المواقف هاجسًا يقلقك ما دمتِ تمنحين أولادك قدر طاقتك وما تمليه عليك أمومتك.
الاختصاصي سليمان القحطاني
حاصل على ماجستير في علم النفس العيادي يعمل حالياً بوحدة الخدمات الإرشادية لمشاكل الطلاب في وزارة التربية في السعودية