الفلسطينية هديل الشلهمون شهيدة عيد الأضحى

3 صور

اعتزلت كل شيء..
اعتزلت الناي والهواء..
اعتزلت الغناء والعناء..
اعتزلت كل شيء لأفهم عدائي..
وغنيت فدائي لعزائي..


هذه آخر كلمات صدح بها صوتها على مرأى ومسمع أبناء مدينتها، مدينة الشهداء والأنبياء "الخليل"، قلمها كان لسان حال كل من حولها، حكت وبكت بملكة أحرفها الكثير والكثير عن جراح وطنها، وأحلام الصغار.

هديل الشلهمون طالبة بكلية الشريعة بجامعة الخليل لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها، تبنت تدريس القرآن الكريم لأطفال منطقتها وزرع بذرة الإيمان في قلوبهم، فالإيمان في عينيها هو أساس الصمود ومنبع القوة التي سيتدرع بها هؤلاء الصغار غداّ.

قبل أيام قليلة في يوم لم يكن شبيهاً بباقي الأيام، استيقظت هديل وارتدت خمارها لتسعى لرسالتها التي ستقدمها يوماً هديةً لوطنها وهي "العلم" و"التعلم"، قضت اليوم كعادة أيامها وفي نهايته خطط لما سيكون عليه الغد.
فهل كان هناك غد ينتظرها؟!
كان جنود الاحتلال في الانتظار، والشهادة على أرض الشهداء هي الغد وحلم الحرية الأبدي.
فاختلطت تكبيرات العيد مع تكبيرات جنازتها بعد أن خرت هديل صريعةً شهيدةً خلف الحواجز العسكرية بثمان رصاصات اخترقت جسدها الصغير بدافع الشك، فقط لأنها رفضت خلع حجابها وطالبت بتفتيشها من قبل سيدة مجندة بدلاً من الجنود، فهل كان الرصاص رداً عادلاً؟!