mena-gmtdmp

بعد نادية الجندي ونبيلة عبيد.. نجمة الجماهير... من تكون؟

"نجمة الجماهير" لقب استطاعت أن تحرزه الفنانة نادية الجندي وظلّت تنافسها عليه الفنانة نبيلة عبيد لتحقق الإثنتان ظاهرة فنية تستحق التقدير، حيث قدّمتا للسينما العديد من الأعمال التي بيعت باسميهما، واستطاعتا بفنهما أن تكسرا الاحتكار الذكوري للبطولة السينمائية فلم يوقفهما الهجوم وظلتا تحاربان من أجل الاستمرار.

ولكن، مع تغيّر أوضاع السينما، وحقيقة أن بقاء الحال من المحال، خفت نجم نادية ونبيلة. ولم تشهد مصر فنانة استطاعت أن تخرج عن السياق لتكسر القاعدة من جديد، رغم وجود عدد كبير من الأسماء النسائية اللامعة، إلا أن ظاهرة نجمة الجماهير لم تتكرّر بعد. «سيدتي» ومن خلال هذا التحقيق تفتح الملف التالي: نجمة الجماهير... من تكون؟

 غياب تلك الظاهرة كان منطقياً لشكوى نجمات الجيل من عدم قدرتهن على عمل أفلام ببطولة نسائية مطلقة. منى زكي، حنان ترك،غادة عادل، مي عز الدين، زينة، ياسمين عبد العزيز، منة شلبي، سمية الخشاب، نيللي كريم وغادة عبد الرازق، عشرة أسماء لنجمات مصريات بخلاف طبعاً هند صبري ونور من خارج مصر، أي 12 فنانة لم يصلن بعد للنجومية التي تجعلهن قادرات على حمل لقب يضاهي لقب "نجمة الجماهير".

حاولنا البحث عن أسباب عجز هؤلاء النجمات عن أن يكنّ نجمات جماهير، فسألنا صنّاع السينما: هل هنّ مفتقدات لمقوّمات النجومية الصحيحة التي تفرضهن على الساحة؟ أم ناقصات أنوثة؟ أم ناقصات جرأة؟ أم متهورات ومتسرّعات وغير صبورات؟ أم ليست لديهن خطة للصعود؟

بدأنا بالمنتج محمد العدل الذي قال: "السينما تمرّ بمراحل، ومن يفهم تلك المراحل يستطع إيجاد أسباب لمشكلة النجمات. ففي مرحلة كانت هناك ليلى علوي ونبيلة ونادية، وبالتحديد نبيلة ونادية فوق القمة، ونجاحهن يرجع لاختيارهن سيناريوهات كانت فيها الممثلة هي البطلة، والسؤال ليس لماذا لا توجد نجمة جماهير ولكن كيف كان هناك أصلاً نجمة جماهير؟ لا أعتقد أن نجمات الجيل ينقصن جمهور أو إمكانيات فنية، ولكن الواقع الذي تجهله كل واحدة منهن هو أن نادية الجندي كانت استثناء للقاعدة على مدار التاريخ السينمائي، ففي إحدى الفترات أصبحنا سينما المخرج، وعدنا الآن لسينما النجوم، وما أتمناه أن ندخل مرحلة سينما الموضوع".

أما المنتج هشام عبد الخالق فقال: «أول تفسير لمشكلة النجمات هو أن ظروف السوق ليست الآن في صالحهن، ففي زمن نادية ونبيلة، كانت هناك مقوّمات ومواصفات للنجمة القادرة على تحمّل البطولة، أما الآن فمن الصعب توزيع الفيلم الذي يحمل اسم فنانة، داخلياً أو خارجياً. بالتالي، لم يعد هناك من يكتب فيلماً لنجمة. زمن نادية الجندي كان وقتاً مناسباً لنجوميتها، أما حالياً ولكي تكون منى زكي نجمة لا بدّ أن يكون بجانبها بطل أقلّ منها، وبالتالي ممكن أن يقع الفيلم.  يضاف إلى ذلك، أن نادية ونبيلة كانت لكل واحدة منهما خانة خاصة بها، حيث اتخذت نبيلة طريق روايات إحسان عبد القدوس، ونادية أدوار المرأة المتمردة المقهورة وتلك التي ترقص وتقدم مشهداً جريئاً. أما الآن، فليس هناك لون منفرد خاص بأي نجمة، والاستثناء الوحيد هو ياسمين عبد العزيز، حيث انفردت باللون الكوميدي، وهي الوحيدة التي تستطيع الآن أن تتحمّل فيلماً".

قال السيناريست أحمد عبد الفتاح: « لا أعتقد أن ما ينقص نجماتنا هو الإمكانيات الفنية، فهي لديهن بوفرة، وقدراتهن التمثيلية عالية، ولكن المشكلة الحقيقية في طريقة تفكير الجمهور. فالجمهور يبحث عن النجمة ويراها من منطلق مدى إثارتها. أما سبب نجاح نادية الجندي ونبيلة عبيد فلأنهما كانتا تعتمدان على موضوعات إنسانية في أفلامهما، بالإضافة إلى تركيبتهما الأنثوية التي ساهمت في نجوميتهما، وما حدث بعدها أن الجمهور في منتصف التسعينات لم يعد يهوى الإثارة و أصبح يميل أكثر إلى الكوميديا ومشاهدة بعض الأكشن، بالإضافة إلى أن نجمات مصر الحاليات لا يقبلن بتصوير مشاهد مثيرة، فأصبحن بمثابة أزرار في جاكيت البطل".

المخرج مجدي أحمد علي قال: "السبب هو افتقاد النجمات للكاريزما الموجودة عند النجوم الرجال، كما أن تراجعهن في السينما هو انعكاس لتراجع دور المرأة في المجتمع، إضافة إلى ظهور مصطلح «السينما النظيفة» التي همّشت دور المرأة. أما تراجع النجمات أنفسهن فسببه خوفهن من التعرض للهجوم، لذا لم يعد لديهن الجرأة للمواجهة إلا في أدوار مساعدة، وأعتقد أن ما ينقص الآن أي نجمة لتصبح نجمة جماهير هو أن تتخلى عن أفكارها المتحفظة في أعماقها".

أما المخرج سعد هنداوي فقال: "الوضع السينمائي قائم على العشوائية مثله مثل الإنتاج العشوائي والمشكلة الحقيقية هي أنه ليس هناك نظام يتحكم في السينما المحلية، والغريب هو أنه لا توجد بطلة من بطلات زمان لها نفس النجومية الآن، باستثناء ليلى علوي التي تعتبر حالة خاصة ومازالت نجمة يصعب وضعها في أي خانة لتقييمها، أما نادية الجندي فقد كانت في زمنها حدثاً نادراً، فهي كانت ناجحة لدرجة تقسيم المواسم بينها وبين عادل إمام كل سنة، رغم أنه في زمنها لم يكن هناك دور عرض ولا إمكانيات. وفي الواقع، أنا لا أجد إجابات لتساؤلات كثيرة عن عجز نجمات الجيل، وأعتقد أن ما ينقص أي نجمة لتكون نجمة جماهير مثل نادية الجندي هو أن تتعامل مع مهنتها باحترام من داخلها، فنادية الجندي أنفقت من مالها على السينما، وكانت ظروف السينما وقتها أصعب من الآن، وهو ما يجعل عدم نجاح أي نجمة الآن في وسط كل تلك الفرص غير مبرر، فالنجومية الآن أصبحت أسهل، وعدم قدرة أي نجمة على أن تكون جماهيرية راجع لعلاقتها بفنها غير القوية".

أما عن مستوى الجرأة المطلوبة فقال هنداوي: «هناك نجمات بدأن بمشاهد مثيرة، ولكن تمّ الضغط عليهن، واكتشفن أن بقية الممثلات حولهن لا يقدمن تلك الجرأة وأجرهن أعلى ومكانتهن أعلى في عين الجمهور، فبدأن يقلدنهن لكي ينلن لقب «نجمة محترمة»، وبدأن التركيز على لقب الفنانة المحترمة، وللأسف هناك اعتقاد خاطئ عن الجرأة عند الممثلات. وأودّ في الأخير أن أقدّم نصيحة لهن: أحسنّ علاقتكن بما تقدّمنه من فن وسلوك واحترام للمهنة، فلو احترمتن مهنتكن فستحاربن مثلما حاربت نادية الجندي في زمنها.


 وأنتم من تختارون لتكون نجمة جماهير الجيل الجديد؟ شاركونا من خلال مساحة التعليقات.

تفاصيل أوسع تابعوها في العدد 1521 من مجلة "سيدتي" المتوفرة في الأسواق.