حماتي وأنا
سيدتي أنا أحبك في الله، وأتمنى أن تجيبي عن مشكلتي.. مشكلتي مع حماتي، وأنا أحاول أن أفعل المستحيل لكيلا أظلمها، حماتي تعيش معي أنا وزوجي، وقد سمعتها بأذنيَّ أكثر من مرة تغتابني، وتقول عني لزوجي بأنني لا أستحي، وبأنني غير مطيعة، تألمت جدًّا خاصة وهي امرأة متدينة، وعاتبتها وسألتها: لماذا تذكرني بسوء؟ ولكنها لم تعتذر.. بعد عدة أيام أعددت طعامًا طيبًا ودعوتها لتناوله معي، ولكني مازلت لا أجد في نفسي الرغبة في وصالها، فهل أكون ظالمة إذا وضعت بيني وبينها حاجزًا؟! أريد أن أحافظ على بيتي، ولكنني أثور حين أسمعها تدعو عليَّ، وأخشى أن يغضب عليَّ ربي، أرجو أن تجيبيني.
أم عماد
عزيزتي رغم أنني أقدر إحساسكِ، أذكرك بالناحية الإيجابية، وهي العلاقة الطيبة بينكِ وبين زوجكِ، تحمَّلي أمه من أجل خاطره، فهو العطر الذي ينتشر في حياتك، وأمه هي المرأة التي ولدته، ولا يمكن أن يعنِّفها أو أن يكون عاقًّا لها، هي امرأة متقدمة في العمر، وعليكِ أن تسامحيها، خاصة أن الله حباكِ برجاحة العقل التي دفعتكِ لدعوتها على طعام من صنع يديكِ، أكملي مشوار العفو، ابتسمي في وجهها مهما كلفتكِ الابتسامة، ولا تهتمي إن دعت عليكِ.
زوجكِ هو الأهم، ويجب ألا «تحشريه» في خانة الحكم، وكأنكِ أنتِ وأمه خصمان في مباراة كرة تتباريان على تسجيل الأهداف، من دواعي الأسف أن تعتبر الأم زوجة ابنها مغتصبة لحقها؛ لأنها تستأثر بحبه ووقته وماله، وتنسى أن للأم مكانًا وللزوجة مكانًا. العاطفة تجرف أحيانًا وتطمس العقل والمنطق، ولكن بما أنها هي الكبيرة، عليكِ بالتسامح والتحمل لكي تسير الحياة بهدوء، العنصر الإيجابي هو العلاقة الزوجية السليمة بينكِ وبين زوجكِ، فلا تفسديها بالشكوى، ولا تتعمدي أن تجافي أمه في وجوده، حتى لا يتحول حبه لكِ إلى بغضاء.
حبيبة الماضي
سيدتي عندي مشكلة عاطفية تتعلق بزوجي.. لقد تزوجنا منذ شهرين، والمشكلة أنه كان يحب فتاة أخرى لمدة أربع سنوات من دون أن يصارحها بحبه؛ لأنه لم يكن متأكدًا أنها تبادله الحب، فقد كانت كتومة وخجولة.. غير أن زوجي صرَّح لأصدقائه بأنه يحبها ويتحين الفرص لمصارحتها.. لقد عرفت تلك القصة بعد الزواج عن طريق أصدقائه.. والحقيقة هي أنني منذ زواجنا أشعر بأنه بعيد عني، وربما تزوجني ليغيظ الأخرى.
في أحد الأيام سمعت طرفا من محادثة هاتفية بينه وبين أحد أصدقائه أن زوجي يسأل عن أخبار الأخرى، ولم أهتم، إلى أن استفسرت وعلمت أنها زميلته في العمل، وسعيت لرؤيتها، وصعقت لأنها جميلة جدًّا وتتمتع بإعجاب كثيرين.. أنا جميلة ولكني لا أعلم إن كنت جميلة في عيني زوجي.
الألم يكبر حين ألاحظ أنه ينظر إليها نظرات مطوّلة، بينما لا يلاحظ وجودي.. لقد علمت أن زواجهما لم يتم؛ لأن عائلة زوجي مرموقة بينما عائلة الفتاة شعبية.
ماذا أفعل؟ هل أعيش مع رجل يفكر في أخرى؟ وكيف أصدق أنه يحبني إذا كان حبها لايزال معششًا في قلبه؟
المعذبة ن
عزيزتي الزواج لا ينجح بدون تعب.. إذا قدّمت كبرياءك على مصلحة هذا الزواج خسرت كل شيء، فالزوج يلتصق بالزوجة إن وجد في صحبتها راحة ومتعة، ثم إن الواقع يشهد بأنه تزوجك أنت ولم يتزوج غيرك.. والحقيقة هي أنني لا أصدق أنه لا يشعر بوجودك، فهو الرجل الذي يشاركك البيت والطعام والفراش وزيارات الأهل، وليس هناك ما يجبره على ذلك.
نجاح زواجك بيدك، إذا كان زوجك يملأ عينيك وقلبك، فابدئي بالعمل على توطيد العلاقة بينكما، كوني له زوجة صالحة تقوم بدور الزوجة بلا عبوس أو شكوى، لكي تحل عليكما البركة.
دعيني أهمس في أذنك بأن الزوج العربي لا يجيد التعامل مع شكاوى الزوجة؛ لأن تعامله مع المرأة لا يخرج عن التعامل مع الأم والأخت، وكلتاهما تصوران له أنه أهم إنسان في العالم، وأن الشمس تشرق من عينيه، وإن اصطدم بزوجة كثيرة التذمر والشكوى وهو يحبها، لا يسعه إلا أن يهرب من مشاكل البيت، وحين تهدده الزوجة بترك البيت لكي تعيده إلى عقله يزداد هربًا.
لو كان مقصدك هو الاستقرار، فلتعلمي أن هناك حقوقًا وواجبات، وليس من حقوق الزوجة أن تنبش في ماضي زوجها وتتلصص عليه عند أصدقائه وزملائه، حقك عنده أنه رب البيت وأنه ينفق، ولا يقبح ولا يسبّ، ويقوم بواجبه الزوجي.. لا يمكن الإصرار على الدخول في قلبه وضميره لمعرفة ما يدور هناك، ولا يمكن أن تترجمي نظراته إلى خيانة، الزواج لا يمنح طرفيه صك ملكية، وإنما يمنح فرصة للتآلف والتسامح وتكوين حياة مستقرة.
أحزان مراهقة
سيدتي أنا فتاة في السادسة عشرة، أدرس في المرحلة الثانية.. لي أخت وثلاثة إخوة، ومشكلتي هي علاقتي مع أفراد أسرتي، كلهم يعاملونني بأسلوب استفزازي.. أشعر بأنهم يكرهوني وأنا لا أبالغ.. حين ولدت لم يحضر والدي لرؤية أمي ولا لرؤية مولودته، ومازال يعاملني بجفاء.. أبي يفرّق في المعاملة بيني وبين أختي الكبرى.. طلباتها مجابة ويسمح لها بالخروج مع صديقاتها وقتما شاءت، ويكيل لها المديح ويجزل لها المصروف والحب.. أما أنا فيقلل من قدري أمام الأهل والأقارب.. كل الأسرة قساة القلوب، لا يتورّعون عن إهانتي وتعنيفي بسبب وبدون سبب، علمًا بأنني أقوم بكل الواجبات المنزلية وحدي ولا أعترض.. أمي تعاندني وتتهمني بأنني أفشي أسرار البيت للآخرين.. كل شيء ممنوع وكأنني إحدى المواشي في مزرعة.. التليفون ممنوع، وزيارة الصديقات للبيت ممنوع.. أنا أشبه بمن يحكمون عليه بالسجن حتى تمنيت الموت.
والدي يرفض كل من يتقدم لخطبتي بحجة أنني صغيرة.. أتمنى أن تردي عليَّ لأنني أشعر بوحدة رهيبة.
عزيزتي أقدّر مشاعرك وأؤكد لك أن بعضها يرتبط بالمرحلة العمرية التي تعيشينها.. ومع ذلك يمكنني أن أتخيل وقع الأحداث عليك وعلى إحساسك بالذات.. بعض المشاكل لها علاقة بثقافتنا الأسرية.. فالعائلات تهتم بالأخت الكبرى أولاً لأنها تتأهب للزواج، فتكرّس الأسرة الإمكانات لها، وتنفق الوقت والمجهود لكي يتحسن مظهرها وتمشي في مشوار التعليم إلى حين تخطب وتتزوج.. وليس هذا عدلاً لأن العدل واجب.. كما أن الثقافة ذاتها تمنح الأخ الكبير سلطات أكبر من خبراته الحياتية، بحيث إنه لا يوظفها بشكل سليم، فنراه يتجبّر على من هم أصغر منه سنَّا وبعلم الوالدين.
ما وصفت من علاقتك بالوالد يشوبها بعض المبالغة، والدك أب لخمسة أبناء وبنات، وعليه مسؤولية الإنفاق عليهم وتعليمهم، وهي مهمة شاقة في مجتمع الطبقة الوسطى، بالإضافة إلى ذلك أنه يتعرض لضغوط في العمل وفي الشارع.
ولكن المهم هو أن تتحسن مشاعرك وتزداد ثقتك في نفسك وفي الحياة، فالحياة هبة من الله، وهي مليئة بالمسرات التي تنتظرك، ولكن عليك بالصبر.. الصبر على الشدائد يكسبنا قوة معنوية كبيرة، ولكي نتحلى بالصبر يجب أن نحدد أهدافًا صغيرة لأنفسنا نكبر وتكبر معنا.. اعتبري كل يوم وحدة مستقلة.. لقد ذكرت في رسالتك أنك تقومين بكل ما يُطلب منك.. هذا جميل ولكنك تنتظرين مردودًا نفسيًّا وعاطفيًّا تتمنينه ولكن لا تحصلين عليه.. انتظار المردود يعمق إحساسك بالظلم، وما أقترحه عليك هو أن تعتبري ما يجري حاليًا وضعًا مؤقتًا ولا تنتظري الجزاء.. اجعلي هدفك هو اكتساب مهارات تجعلك متميزة بين أقرانك وفي نظر نفسك.. لو أصبح هدفك هو التفوق في مادة دراسية معينة مثلاً أو إجادة عمل ما أو هواية منفصلة عن مكانتك في الأسرة أو رياضة معينة أو ما شابه ذلك، لشعرت بارتياح كبير.
أنصحك أيضًا بتدوين خواطرك في كتيب صغير، يصبح مرآة لعالمك الداخلي ويشعرك بالراحة وينمي عندك ملكة التفكير المنطقي.
احرصي على تبادل الود مع صديقة في مثل عمرك بلا داع للبوح والشكوى، تبادلي المعرفة والهدايا البسيطة في المناسبات والمناقشات الخفيفة، وأنصحك بالاهتمام بمظهرك بلا إسراف، احرصي على نظافة الأظافر والشعر وكي الثياب، كل تلك الأمور تعتمد عليك أولاً وتكسبك الثقة وإعجاب الآخرين.
ردود
عبدالواحد المصري:
ما تفكر فيه جيد كفكرة، ولكن مسؤوليتك في الوقت الحالي هي رعاية بيتك وأولادك، ويمكنك تأجيل التفكير في العمل العام لمرحلة مقبلة.
أحمد سامر – الولايات المتحدة:
ما وصفت في رسالتك يدل على أنك غير مرتاح للوضع الحالي، وأنت على حق.. زوجتك شابة ومغتربة، وكثرة سفرك في الوقت الحالي تهدد استقرارك واستقرارها.. إما أن تصطحبها معك، وإما أن تبحث عن عمل آخر، حتى لا يتحطم الزواج على صخرة هذا الواقع.