كيف تتعاملين مع خيبات الأمل في الحياة؟

2 صور

كلنا معرضون لخيبات الأمل في حياتنا، وقد نتعرض للرفض في شتى مجالات الحياة، سواء الفشل في الحصول على وظيفة، أو الانفصال العاطفي، أو الشعور بأنك غير مقدّرة في العمل، أو ربما تغيير في الصداقة، فالرفض يأخذ عدة أشكال، ولكن مهما كان السبب، قد يكون مؤلماً بالنسبة لنا جميعاً.

فكيف تتعاملين مع خيبات الأمل في الحياة؟

إليك فيما يلي دراسة نشرتها مجلة Psychologies مؤخراً مع مجمعة من النصائح:

الرفض قد يؤثر علينا بشكل كبير. وقد يؤدي الألم العاطفي إلى ألم جسدي أيضاً، وهناك سبب لذلك. تظهر الدراسات أن مناطق الدماغ التي يتم تنشيطها للاستجابة للرفض هي نفسها التي يتم تنشطيها عند التعرض لألم جسدي.
هل تشعرين أنك غير قادرة على التفكير بشكل سوي أيضاً؟ هناك دليل يثبت أن الرفض قد يؤثر على القدرة على التحليل المنطقي ومعدل الذكاء. فبعد التعرض للرفض، أظهر المتطوعون في إحدى الدراسات انخفاضاً فورياً بنسبة 25% في معدل الذكاء وانخفاضاً بنسبة 30% في القدرة على التحليل المنطقي، وزيادة في العدائية وانخفاض السيطرة على النفس.


ويعتقد أن الرفض يؤثر سلباً أيضاً على الجهاز المناعي ويدمر تقديرنا لذاتنا، مما يقلل شعورنا بالانتماء.


إذن الرفض يضر بنا فعلياً، ولكن لماذا؟ ما هي النقطة التطورية لهذا؟ كنت أفكر كثيراً في هذا في الآونة الأخيرة، بعد أن تعرضت لبعض حالات الرفض على الصعيد المهني والشخصي: فقدت فرصة وظيفية، وأصبت بخيبة أمل من حب قديم، ويبدو أن أحد الأصدقاء لم يعد يحتاجني في حياته. كان لديّ الكثير لأتعامل معه في الوقت نفسه، وكنت أحاول فهم كل هذه الأمور.


يعتقد أن استجاباتنا للرفض تعود إلى الانتماء. إذا نظرنا إلى ماضينا القديم، كان من المفيد كون المرء جزءاً من القبيلة؛ فهذا يعطي الحس بالهوية والدعم والرفقة والدفاعات الأفضل ضد الأعداء والحيوانات المفترسة. الرفض من قبل القبيلة يؤثر بشكل كبير على فرصنا بالنجاة والبقاء على قيد الحياة. لذا يبدو أننا مبرمجون على تجنب الرفض بأي ثمن.

ولكن كيف يمكننا التعافي؟

*إعادة التواصل: قد تميلين غريزياً إلى الاختباء من الناس، خاصة إذا كان أحدهم قد خان ثقتك فيه، ولكن يمكنك إيجاد العزاء من خلال التواصل مع أولئك الذين نحبهم ونعرف أنهم يفهموننا.

*تقبلي وضعك: لا تقللي من أهمية مشاعرك وكوني واعية تماماً بظروفك، وكوني لطيفة مع نفسك. تجنب الواقع ودفعه إلى الجزء الخلفي من عقلك يمنعك من المضي قدماً.

*اعترفي بنجاحاتك: كلنا نفشل في مرحلة ما، ولكن كم منا من يعترف بنجاحاته؟ فكري بالوقت الذي نجحت فيه وما تطلبه منك تحقيق هذا النجاح. إعادة النظر في نجاحك قد يلهمك لاتخاذ إجراءات الآن.

*أدركي إمكانات النضج في الرفض: التعرض للرفض يعطينا فرصة للتقييم والنظر في نهج جديد. ربما كانت الطريقة التي تستجيبين فيها لخيبات الأمل في الحياة لم تعد فعالة بالنسبة لك. هناك احتمالات أكبر يمكن أن نراها ونتقبلها إذا اعتبرنا هذا الرفض فرصة.

*لا تتمادي في الحزن: سيُشعرك الرفض بالانزعاج بالتأكيد، سواءً ما كان ذلك بسبب رفض فكرتك في العمل أو رفض الارتباط بشخص آخر، من حقك أن تشعري بالانزعاج، بل أنه من المفيد لك أن تفسح لنفسك بعض الوقت للحزن على ذلك، على أن لا تطول المدة.

*لا تُكثري من الشكوى: لا يجب أن تسمحي لنفسك بتخطي حدود الحزن المقبولة، ففعلك لذلك يدفعك نحو حالة من الاكتئاب والسوداوية. لا تتحدّثي عن حزنك في كل مرة تتكلم فيها مع أحد أصدقائك.

* لا تأخذي الرفض على محمل شخصي: تذكر بأن الرفض ليس رفضاً لشخصك أنت، فالرفض أمر لا مفر من التعامل معه في الحياة وهو ليس هجوماً شخصياً عليك، فهناك دائماً سبب واحد على الأقل لرفض حصولك على الوظيفة التي ترغبين بها، أو رفض اقتراحاتك، أو رفض ارتباطك.
ليس الرفض عيب منك أنت. الشخص (أو الأشخاص) الذين يقومون برفض طلبك أو اقتراحك عادة ما يمتلكون أسباباً لذلك الرفض، وهذه الأسباب تخصّهم "هم"، وقد قام هؤلاء الأشخاص برفض طلبك، وليس برفضك أنت.