تباينت ردود فعل جمهور الشاشة حول المسلسلات الرمضانية السعودية، التي يغلب عليها سنوياً في الشهر الفضيل، الإتجاه إلى المسار الكوميدي، حيث تتقلّص بموجب ذلك الأعمال التراجيدية. ففي رمضان الجاري، لم نجد عملاً تراجيدياً سعودياً بالمعنى الحقيقي اللهم إلا «هوامير الصحراء» و«ليلى»، أما الكوميديا السعودية فهي التي تسود دائماً وتكتسح على نطاق واسع مثل «طاش ما طاش» و«بيني و بينك 4» و«سكتم بكتم» و«غشمشم» و«مزحة برزحة» وغيرها.
لكنها تميّزت هذا العام بالخروج عن المألوف بعض الشيء في طرحها، بل وقفزت فوق حواجز لم يعتد عليها الجمهور، فجاءت ردود الفعل بين مؤيّد ومعارض حول دخول تلك الأعمال في بعض حلقاتها إلى مناطق اعتبرها بعض الجمهور بأنها «محظورة»، حيث يرون أن الجرعات الجريئة في عدد من الحلقات، زادت عن السنوات الماضية. عن تلك الأعمال السعودية الكوميدية في رمضان، ومساحة الحرية التي اتسمت بها.
من طاش ما طاش
زيادة الجرعات الجريئة بدت أمراً واضحاً وجلّياً على سبيل المثال في إحدى حلقات «طاش ما طاش»، إذ جمعت إحدى النساء بين أربعة أزواج في وقت واحد، إلى جانب حلقة أخرى من نفس المسلسل حملت عنوان «خالي بطرس»، لكنها حظيت بمساحة واسعة من التأييد ولاسيما أنها تطرّقت لعدد من المحاور التي تتعلّق بالدين الإسلامي والمسيحي ومن ذلك إهداء القرآن من قبل بطلي العمل إلى خالهما "القسيس".
وفي إحدى حلقات مسلسل «بيني وبينك» يظهر حسن عسيري في حلقة «حسب النظام» وهو يدخل قصر أمير سعودي، وما أن وصل الأمير حتى بدأ عسيري يمازحه، بالطبع قبل أن يعرف أنه أمير، ولمّا عرفه بدأ يتودّد إليه ويطلب أن يتوسّط له في قضية جنائية، وهو ما رفضه الأمير جملة وتفصيلاً.
تحدّث في البداية الفنان حسن عسيري عن حلقة «حسب النظام» قائلاً إنه لا يرى في طرق مثل هذا الباب أمراً يحمل على الغرابة، فنحن نعيش في مجتمع متحاب تسود بين أفراده المودّة والرحمة، ونحن عندما نتناول هذا الموضوع في أعمالنا، فإنما نعمل على تكريس مفهوم الأبواب مفتوحة للجميع.
من جهته، قال الفنان علي السبع إن المسلسلات التلفزيونية السعودية أصبحت تتمتّع بمساحة حرّية أكبر، وهو أمر مطلوب حتى لو كانت الأعمال كوميدية، مؤكّداً أن كثرة مثل هذه الأعمال أمر إيجابي، لأنها تساهم في اتّساع المساحة الإختيارية لدى المشاهد وفقاً لهذا التنافس الذي بات مطلوباً وضرورياً.
قال الفنان محمد حمزة إن الكمّ هو السائد على الكيف، فالكثير من تلك الأعمال يفتقر إلى المضمون والطرح الواقعي، فما نراه هو أقرب إلى التهريج. أتمنى الخروج من هذه الدائرة، أي «التهريج» التي أصبحت مجموعة كبيرة من مسلسلاتنا الرمضانية تقدّمها على أنها كوميدية.
من مسلسل بيني وبينك
واستغرب الفنان محمد حمزة تركيز المسلسلات التلفزيونية في رمضان فقط، وقال إنه شخصياً يرفض أن يعرض له عمل درامي في رمضان لروحانية الشهر الكريم.
من جانبها، ترى المخرجة والمنتجة السعودية ريم الحبيب أن محتوى هذه المسلسلات جيد، إلا أن ما ينقصها هو إنتاج أفضل. وتقول: "يرتبط المشاهد بهذه المسلسلات لأنه متعطّش للإنتاج المحلّي، إذ يستطيع الجمهور أن يربط المشاهد بواقعه، ومن ذلك الحلقة التي ناقش فيها «طاش» أزمة سوق الأسهم التي عانينا جميعاً منها".
وتضيف الحبيب: «أعتقد شخصياً أنه لا بدّ من أن يكون هناك توازن بين مضمون الحلقات والإنتاج لنحصل على مسلسل ناجح». وترى الحبيب أن هذه المسلسلات لا تزال تحظى بنسبة مشاهدة عالية لجودة النص الذي تعتمد عليه. وانتقدت المخرجة مسلسل «طاش» الذي تابعه المشاهدون 17 عاماً ولا يزال «يفتقر للإبداع والإنتاج والأداء» برأيها. وأضافت أن على القائمين على المسلسل الإرتقاء به حتى يتمكّن المشاهد من الإستمتاع بمسلسل متوازن وتصوير عالي الجودة.
ماذا عن رأي الجمهور؟ تابعوا كل التفاصيل في العدد 1539 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.