mena-gmtdmp

دليلك لتصبحي.. امرأة صابرة

 

قد ينطبق المثل العربي الشهير «الصبر مفتاح الفرج» على جميع البشر، فلا فائدة من العصبية وضيق الخلق إذا لم تنالي ما تبتغينه من الحياة بسرعة، لكن على الطرف الآخر هناك مثل آخر يقول «إنما للصبر حدود»، وهو أيضًا ينطبق على جميع الناس، فماذا تفعلين أمام طابور طويل من الناس ينتظرون في البنك لإنجاز معاملاتهم، مثلاً؟ وماذا تفعلين إذا كنت تقودين سيارتك بعد يوم عمل شاق وطويل، عائدة للمنزل، وطوابير السيارات أمامك تكاد لا تنتهي؟ وماذا تفعلين في زحمة «مراكز التسوق» إذا كنت تريدين شراء ثياب على عجل لحضور مناسبة من المناسبات؟ هذه الأسئلة، وغيرها، لها إجابة واحدة مفيدة، هي «الصبر»، فما دليلك لتصبحي امرأة صابرة؟ 

 

جاء في دراسة برازيلية صادرة عن قسم العلوم الإنسانية التابع لجامعة «أوسب» الحكومية في مدينة ساو باولو، أن معظمنا قد لا يتفق مع الآخرين حول آرائهم، فهل ننهال عليهم ضربًا أو نشتمهم؟ الجواب هو بالطبع لا؛ لأن ردود فعل كهذه تعطي انطباعًا سيئًا عن الشخصية، وتوقع منْ يتصرف بهذه الطريقة في فخ الاصطدام مع الآخرين، في حالات كهذه يمكنك أن تظهري الصبر من خلال جملة من التصرفات التي تنم عن الصبر.

استمعي أولاً لمن يتحدث عن شيء تعتبرينه سخيفًا بالنسبة لك، وتنفسي بعمق حتى يصل المتحدث إلى النتيجة النهائية لحديثه، بعد انتهاء الحديث يأتي دورك في الرد الهادئ والمقنع حول عدم موافقتك على ما قاله المتحدث، فإن لم يوافق هو الآخر على ما قلته، من الأفضل تغيير الحديث وعدم إظهار انزعاجك، هذا الموقف يعطي الآخر انطباعًا بأنك ذات شخصية قوية يصعب استفزازها، وإن واصل المتحدث حديثه الذي لا تقتنعين به تظاهري بأنك قد فهمت ما قاله، وربما يكون على حق من وجهة نظره.

 

الصبر في العمل والوظيفة

أضافت الدراسة، أن هناك الكثير من الوظائف التي فيها ضغط كبير في العمل، وأحيانًا تضطرين إلى القيام بعدة أمور في آنٍ واحد، في ضوء ما يطلبه مديرك أو المشرف على عملك أو مسؤولك المباشر، وقالت الدراسة إنه أمام هذا الوضع هناك نساء يصلن إلى مرحلة البكاء من شدة ضغوط العمل، وهذا لا يفيدك إذا رآك أحد من المسؤولين في الوظيفة على هذه الحال.

وأوضحت، أنه من غير المستحب أن تتذمري من ضغوط العمل، وأفضل طريقة لمواجهة ذلك هو العودة إلى مكتبك وأخذ قسط من الراحة لمدة خمس دقائق، وتناول كوب من المياه والاستعداد لتصنيف الواجبات حسب الأولويات، ابدئي بتنفيذ ما طلبه المسؤول الأكثر نفوذًا أولاً، ثم الأقل نفوذًا، وهكذا.. إلى أن تظهر أمامك خطة لتنفيذ كل المتطلبات، فإن تأخرت في تنفيذ طلب مسؤولك المباشر، وجاء لكي يستفسر، بإمكانك أن تقولي له إن المدير الكبير طلب تنفيذ أمر ضروري، وعند الانتهاء منه سأنفذ ما طلبته، في هذه الحالة لن يبدي المسؤول الأصغر تحديًّا للمسؤول الأكبر، وتكونين قد أنقذت الموقف بالصبر، ليس من الضروري أن تتذمري وتقولي إنك لا تستطيعين القيام بعدة واجبات.

 

مشكلة الطوابير

وجاء في الدراسة، في هذه الأيام هناك طوابير من البشر أينما اتجه الإنسان: في مراكز التسوق، أو في زحمة المواصلات، أو عند الذهاب للمصرف، وإلى ما هنالك، أن يصطف الناس في طوابير منظمة لإنجاز شيء ما، هو دليل نظام، واحترام النظام هو الصبر بحد ذاته، مهما تأخر دورك في تنفيذ ما تبتغينه، يجب أن تفكري بأن جميع الناس متساوون في الحقوق، وبأنك لست أفضل من غيرك.

في مشكلة الازدحام المروري، يجب أن تفكري أولاً بالسلامة والوصول إلى المنزل بسلام، فمهما كان الازدحام شديدًا يجب أن تفكري بأن جميع الناس يريدون الوصول إلى بيوتهم أو أماكن عملهم، في هذه الحالة إذا فكرت بمخالفة قواعد المرور، فاعلمي أنك تُعرضين حياتك وحياة الآخرين للخطر، ومن الأفضل التنفس بهدوء وعمق، وأن تضعي نصب عينيك أن هذه الحالة عامة، وأنك لست المقصودة وحدك، بل هناك المئات يشعرون بما تشعرين به.

 

جارك يسمع الموسيقى الصاخبة

قالت الدراسة: إذا كنت تعيسة الحظ وسكنت بالقرب من جيران يحبون سماع الموسيقى بصوت عالٍ وصاخب، ليس من الضروري فتح جبهة حرب معهم، أظهري الصبر وفكِّري بطريقة لحل المعضلة، بإمكانك أولاً فتح الحديث مع الجيران بهدوء ومنطق، لإفهامهم بأن الموسيقى الصاخبة تزعجك وأولادك وزوجك، فإن لم يلبِّ الجار طلبك المهذب، بإمكانك اللجوء إلى السلطات المختصة، التي ستنذر الجار أو الجارة بتخفيض صوت الموسيقى، وأضافت الدراسة أنه من الخطأ جدًّا الرد بنفس أسلوبهم، أي وضع موسيقى أصخب، لأن ذلك سيضاعف من غضبك وانزعاجك.

 

أنت مدرسة وطلابك مشاغبون

هناك مراحل دراسية يكون فيها الطلاب مشاغبين ومتمردين وعنيدين، خاصة في مرحلة المراهقة، وعن ذلك قالت الدراسة، من الخطأ مواجهة المراهق الذي يعتقد أنه أعظم إنسان على وجه الأرض.. مع مثل هؤلاء الطلاب يفضل استخدام أسلوب المناقشة الهادئة من قبل المدرس من دون إظهار التحدي؛ لأن أكثر ما يغيظ ويستفز المراهق هو الشعور بأن أحدًا ما يتحداه، حتى وإن كان أستاذه، إن لم يقتنع أحد الطلاب بشرحك للدرس بإمكانك أن تعيدي له شرحك مرات كثيرة، فإن واصل شغبه وتظاهر بعدم فهم ما تشرحين، بإمكانك أن تعطيه مصادر أخرى من المعلومات للتأكد، ولا تحاولي أبدا فرض رأيك عليه، وإلا فإنك قد تفقدين السيطرة على نفسك، وتدخلين في مواجهة قد تؤثر على حالتك النفسية وعلى عملك.

وتابعت الدراسة: بإمكانك أيضًا استدعاء أولياء مثل هؤلاء الطلاب، لوضعهم في صورة تصرفات أبنائهم، فإن لم يفد هذا أيضًا، بإمكانك التحلي بالصبر حتى نهاية العام الدراسي، لتعطيه ما يستحقه تمامًا من علامات، إيجابية كانت أم سلبية.

 

رأيت أحدًا يعبث بشيء يخصك

إذا كنت جالسة في مكان عام، مطعم، أو حديقة، ورأيت أحدًا يعبث بشيء يخصك، فماذا تفعلين؟ أولاً: اسألي لماذا يعبث ذلك الشخص بشيء يخصك، واستمعي إلى رده، ولا تحاولي توبيخه من أول وهلة بشدة، لأن ذلك قد يجلب مواجهة، ثانيًا: تأكدي أن الشيء الذي يخصك لم يسرق أو يضِعْ، عندئذ بإمكانك غضّ النظر عن ذلك، وبذلك تظهرين صبرًا جديرًا بالاحترام.