mena-gmtdmp

أنثى واحدة لا تكفي

أنثى واحدة لا تكفي

تستيقظ بداخلي أنثى.. طليقة حرة..تنعتها الأيام بفراشة العبث...تطير وتطير وتخترق ظلمة الحواس

اغضبي.. انفجري

كسّري المرايا

ليس لي غير حق الأنوثة..فعندما جاء الحب لساعتين وغاب في دقيقة..وما زلت بداخلي تتساقط بغزارة الأمطار كلما ابتلعت ريق اللحظات..

قولي

اصرخي

اقبلي الهدايا

لا تموتي دهشة

أنسيت كل الكلام

وتتكلمين بصمت من وراء جدار

بشوط إضافي نعيد اللعبة..واحد وواحد يساوي اثنين..لينقلب لواحد بلا واحد يساوي نفسه أنا وأنا..ولا شيء يشبهني..وأبقى في عملية حساب: أنثى واحدة لا تكفي..

العبي..اركضي

حطِّمي الزوايا

لا تقولي صدفة

أمجنونة أنت حد النسيان

وتتوهمين أنك اثنان؟!

حسناء الحتاش  المغرب

 

جهنم الشوق

ما أبشع الشوق الذي أتجرع

كجهنم هل من مزيد ألسع؟

ومن الحميم شرابها وطعامها

وعذابها فيضان نار تفزع

وكأنها ظلمات قتل جائع

يتلذذ الموت الزؤام ويشبع

هذا الفؤاد يزيد من صرخاته

متلهفا يا ظالما ما تسمع؟!

ويلي إذا أني هلكت تندما

يا ليتني كتراب أرض بلقع

ليس الغرام غرام يوم كريهة

يستنجد العشاق فيه المصرع

إن الغرام سحابة مزفوفة

في عرس مسك عابق متضوّع

وتزيد منه في القلوب صبابة

حتى تذوب ببعضها تتولع

كغزالة في العمر تجفل خلة

وتضيع عشقا في فؤادي ترتع

أو كالزهور سماحة أو نفحة

تنساب في أوداجنا تترعرع

ما أبشع الشوق الذي أتجرع

كجهنم هل من مزيد ألسع؟

سعد الخشرمي

 

شفاء

مرت أيام عديدة وقلمي على خرسه، يرفض أن يطع أصابعي التي تتحرق لخربشة شيء ما على صفحات ذاك الدفتر الأزرق... كنت أبدأ جملة سلسة شهة كقطعة كاتو فاخر ثم ما ألبث أن أختمها بشيء أشبه بفتات الإبداع..

أحب أن ألبس ورقتي أبهى الحلل...وتلك عقدة أخرى تعطني إحساسا بأني سأكون واحدة من هؤلاء الكتاب البخلن إلى حد الصمت، في غابهم يزيد شوقنا وترقبنا لما ستحفون به عوننا وقلوبنا...كدت أبكي وأنا أتوسله أن ينطق، أن يلفض حبرا، أن يهذي، أن يفعل أي شيء آخر عدا التحديق بي في صمت مريب....وعندما أيقنت أن ذاك القلم قد أعلن العصان ورفع راية التحدي، وجعل من إغاظتي لعبته

المسلة، اتخذت قرار إعدامه بتهمة «خانة الأدب»...وهكذا انتهى به الأمر في سلة المهملات مهشم الرأس...وسال دمه الأزرق الذي رأيت فه كل تلك الجمل الجملة التي رفض أن يشي بها...

كانت جريمة كاملة... أخرست بعدها صوت ضمري بقرص أسبرين ثم حاولت النوم، لكنني استقظت من «نصف نومي» (أنا التي أكره أنصاف الأشاء)، وحضرت كأس نسكافه، متأملة أن يوقظ الكافن بنات أفكاري من سباتها...جلست إلى مكتبي، وحدقت مطولا بذاك الدفتر الأزرق الجمل ثم حوَّلت نظري بشهة إجرامة لذلك القلم الآخر، صديق المرحوم، كنت عازمة على وأد كل قلم تسول له نفسه الاستهزاء بي.

كانت صفحات ذلك الدفتر ناعمة على نحو مستفز...وخطوطه دققة، خافتة الإضاءة كمن تترك لكلماتك بذخ التوهج...

اخترت لمحاولتي قلما أسود، إمعانا في إرهاب الكلمات المتمردة، علَّها تنصاع لسلطان عتمته.. تجمدت أصابعي عند بوابة الإلهام...انتظرت لحظة أن يفتح لي أحدهم...طرقت بسن قلمي الغاضب عازمة على الانصراف الأبدي في حن لم يجب ندائي أحد... وفجأة، فجأة انطلق نور يأسر العون، وسرى دفء الكلمات في عروقي، ثم انتقلت عدوى المرح لقلمي الذي خط لحظتها هاته الكلمات: «كانت السعادة تلبسني قسرا ذاك المساء...أخلعها بإصرار فإذا بأنفاسها تزداد التصاقا بي... كانت تنتقل بجسدها النحل بخفة بن دروب قلبي تزينها بحلل الفرح... لدهشتي لم أضحك ولم أبك...رحت أتأملها في صمت وهي تجتث رماد الحزن من حديقة عمري، وتسقي بماء الأمل والحب شجرات أحلامي، الغضة..... كنت سعدة جدا فقد شفي قلمي من خرسه... أو ربما أنا التي شفت من حزني...

 

فاطمة الزهراء جوهري