mena-gmtdmp

بين مسارين


احترت معك أي المسارات أسلك. فلا أنا الذي عرفت طريقي، ولا أنا الذي رحلت. عندما أقترب يفاجئني واقع مختلف، أفتقد فيه ذاك البريق. وعندما أبتعد، يحاصرني عالمك في كل الأمكنة، وتطاردني نداءاتك في كل اللحظات . خياراتي معك متعبة، وأصعب المناطق هي في المنتصف ما بين قرارين. ألغ ضبابيتك. أحتاج أن أرى الأمور بوضوح. لن أعترض. لكن لا تتركني في عالم الاحتمالات. المواجهة صعوبتها في لحظتها، الأصعب استمراريتها دون قرار.

تعودت معك المبادرات، ولم اشتك يوما من التنازلات. أراهن عليك دائما. ولك في داخلي محام لم يملّ من الدفاع، بل يغيَر الوقائع ويضيف إليها من أجلك. خطواتي إليك ركض دائم، ومشاعري لك أنهار. وأتساءل هل يمكن للأنهار أن تستمر في العطاء دون أن تسقيها الأمطار؟ هل يمكن للأشجار أن تثمر دون أن تلتحف بأشعة الشمس وتستنشق نسيم الصباح؟ يا شخصا اختصرت العالم في شخصه، أصبح هو محور الكون في نظري، وبقية العالم مجرد هامش بسيط.

معك أعيش إشكالية الصراع بين الخيال والحقيقة. بين الأماني والواقع. ومشاعري لك بوح لا ينتهي. تركض الأيام وتتبدل. وشوقي لك لم يتغير. أدرك أن المشاعر الصادقة لا تعوض، وأن الإنسان متى ما وجد الشخص الذي يستحق فقد امتلك السعادة، ومن الحماقة أن يفرط فيها. الأحاسيس النقية هي كشعاع النور لا يخطئها البصر. كولادات الفرح لا يخفيها أي حجاب.

أحتاج منك أن تبادلني الوضوح. أن تضع النقاط على الحروف. أن تلغي المسافات وتختصر كل الساعات. هي ليست مباراة نتسابق كم منَا يسجل من نقاط. بل هو حلم رسمناه سويا، ومستقبل تشكله أناملنا، ونحدد مصيره بإرادتنا.

 

اليوم الثامن:

لأنني أملك كل الخيارات

قررت أن أستمر معك ...