مواجهة بين أخ وأخته: الأعمال الخيرية لا تفرض فرضاً

2 صور

إذا كنت زوجة أو ابنة، أو أختاً أو زميلة، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك، فهذه الصفحة لك. قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم، وعسى أن يكون رجلك ذكياً

هي:لم أعد قادرة على تحمل القيود
ما هذا البخل؟ وهذه الأنانية التي تسكن بعض النفوس؟ كيف يكون للمرء القدرة على أن يعيش، ويسعد بحياته غير مبال بمعاناة الآخرين؟ وأنا لا أتحدث عن أية معاناة، بل أقصد بالأخص معاناة فقدان المقومات الأساسية للعيش، الحرمان من أبسط النعم والحقوق والتي نحن لا نقدرها، ونعتبرها أمراً مسلماً به في حياتنا.


أخي عمر واستفزازه الذي لا ينتهي، لا يستطيع الكف عن تحويل كل مشاريعي إلى نكت وعراقيل، شعور التعاون والمساعدة أبعد ما يكون عنه ولا يهمه سوى عيشته وراحته فقط، ولأكون عادلة ومنصفة الآن ولا أنجرف وراء غضبي، لا أنكر أنه كان يدعمني بعض المرات، ولكنه الآن انقلب وتغير، أفكر ربما دعمه في البداية كان اعتقاداً منه أن النشاط الذي أقوم به لدعم الأعمال الخيرية والمشاركة بها مجرد مرحلة وستنتهي، لكنه لم يدرك أن هذه الأنشطة هي جزء من حياتي، وهي نمط حياة أسلكه ليس فقط حالة أعمل بها وأتركها وقتما شئت.
الكل يعلم حبي للأعمال الخيرية ومساعدة المحتاج، ومنذ أعوام وأنا أقوم ببعض الأعمال التطوعية لمساندة منظمات العمل الإنساني، لكني لا أكتفي بسؤال المقربين بين فترة وأخرى للمساهمة وخاصة عندما يتعلق الأمر بالدعم المادي، أبحث دائماً عن أساليب مبتكرة وجديدة؛ ليكون التبرع ممتعاً ويحفز الآخرين على المساهمة.


أفكاري تبلورت بسبب حرجي أحياناً من سؤال من حولي، وطلب المساهمة المادية، فقد تكون مملة بنظرهم كوني دائمة الطلب؛ لأنني دائمة النشاط في هذا المجال؛ لذا فكرت بطرق مبتكرة، وهي دعوة غداء تضم الأهل والأصدقاء على أن يكون الطعام المقدم بمقابل مادي، وهذه النقود ستذهب لدعم إحدى المؤسسات الخيرية، عمر تشاجر معي ورفض بشدة متعللاً أن هذا خارج عن الأصول، فكيف نعزم الناس ونطلب منهم أن يدفعوا مالاً في منزلنا، تعبت من الشرح له أن هذا المال هو لعمل خيري، وليس هنالك أي حرج لكنه لا يقتنع.
إنه يقف أمامي ويمتنع عن دعمي، ما الخطأ فيما أفعل؟ هل من العدل أن يذهب إلى النادي مرة في الأسبوع أو حينما يتذكر، وبالمقابل يدفع رسوم اشتراك شهرية باهظة؟ أليس هنالك من أحق بهذا الصرف؟ علب الدخان والساعات ذات الماركات العالمية، كل ثيابه (دزاينرز) ألا يفكر أن هناك من يحتاج سقفاً ولقمة وشربة ماء؟ قيمة ساعة واحدة من ساعات عمر اليدوية بإمكانها أن تكفي حاجة أسرة لأشهر، هذه القيود والأفكار أتعبتني وأفكر جدياً بالانضمام الرسمي لإحدى المؤسسات الخيرية؛ كي أسافر وأعمل في قلب الحدث، لم أعد قادرة على تحمل هذه القيود.

دينا (24 – مصممة جرافيك)


رجل وامرأة
إذا كنت زوجاً أو أباً، أو أخاً أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها فالذكية من الإشارة تفهم، ولعلها تكون ذكية.

هو: ليس كل جميل يحدث في الخارج يناسبنا
اتهام تلو الآخر: «أنت أناني، أنت لا تحب سوى نفسك، أنت لا تفكر بالغير، أنت وأنت، وأنت....» جملة تلو الأخرى لمجرد أنني أبديت رأيي ببعض الأفكار والتصرفات التي تسلكها أختي دينا، إنها تتمتع بشخصية قوية وقيادية، وفي نفس الوقت متعنتة في أفكارها، ومن لا يبادلها نفس الحماس فسيوضع في لائحتها السوداء، شاطبة بعدها كل أفعاله الجيدة.


وهذا ما حدث معي، حيث نقلتني إلى لائحتها السوداء لمجرد أن أبديت رأيي بأن نشاطات الأعمال الخيرية التي تقوم بها باتت تأخذ منحى مبالغاً به بعض الشيء، وإن أردت أن أختار تعبيراً آخر غير المبالغة فلأقول بأنه لا يناسب مجتمعاتنا الشرقية وعاداتنا وتقاليدنا، إن ما تقرأه دينا عن الأنشطة الخيرية التي تحدث في الغرب يجعلها تريد أن تطبقها هنا بنسخة طبق الأصل، ولكن إن تمهلت قليلاً فستكتشف أن ليس كل جميل يحدث في الخارج يناسبنا.


آخر الأفكار التي أتت بها هو أن تعزم الناس في بيت الأسرة على الغداء، وتحدد تسعيرة للوجبة، هل هذا يعقل؟ كيف نعزم معارفنا ثم نطلب منهم دفع ثمن الطعام؟ ما هذه السذاجة؟ بإمكانها أن تطلب تبرعات وانتهى الأمر، ما ضرورة جمع التبرعات، عن طريق تسعيرة الطعام وفي منزلنا؟ غضبت وزعلت عندما لم تر مني الدعم الذي كانت ترجوه، وقد أتتني بالفكرة أولاً قبل أن تخبر والدي ووالدتي؛ لأنها تعلم بأن الرفض سيكون ردهم، لذا أرادت أن تشكل قوة معي ولكنها صدمت بردي.


وددت أن أناقشها، أدعها لتفكر بطريقة ملائمة أكثر، لكن أمام غضبها واتهامها لم تترك لي سوى الرد على هذه الاتهامات المستفزة بنقد أكثر استفزازاً، لقد تحملتها كثيراً وبكل صدق كنت أدعم نشاطاتها وأفتخر بطريقة تفكيرها، ولكن لا يعني هذا أن أستغني عن كل شيء، كل ما أمتلكه وأحب عمله كي أتبرع للمساكين والمحتاجين، أنا لم أنتقدها عندما باعت مجوهراتها وتبرعت بريعها لدعم متضرري الكوارث الطبيعية، وكذلك دافعت عنها أمام والدي ووالدتي مع أنني لم أتفق معها، ولكني أؤمن بأن هذه حريتها الشخصية طالما لم تؤذ أحداً، ولم تفعل أي خطأ، ولكن أن تطلب مني أن أبيع سيارتي لأشتري سيارة أصغر، أو أن ألغي اشتراكي في النادي الرياضي فالمال هنا أولى أن يذهب لمن يحتاجه، وتحاول إقناعي بالكف عن التدخين والتبرع بقيمة كل علبة سجائر أحاول شراءها، هذه كلها أمور كنت أبتسم وأشاكسها وأتبرع لها وأمازحها قائلاً: «هذا المبلغ وابتعدي عني» لم أنتقدها في حينها، لكنني الآن وأمام كل هذه الاتهامات، انفجرت وأخبرتها عن ندمي على كل مرة ساندتها بها، لست نادماً على دعمي المادي، بل ندمي الكبير على مساندتي لأفكارها التي لم أتفق معها، الأعمال الخيرية لا تفرض فرضاً بل تطلب بهدوء، ومن يحب ويقدر أن يقدم الدعم فمرحباً به، أما من لا يستطع فيجب احترام رأيه وعدم النقد والتجريح. هل أنا مخطئ؟

عمر (26سنة –أعمال حرة)