أكّد التلفزيون المصري أنه لا توجد لديه نيّة لشراء أية مسلسلات جديدة، سواء بإنتاج مصري أو عربي، بل سيعتمد على ما أُنتج العام الماضي، ولم يتمّ تسويقه من أعمال بسبب عدم اكتمالها آنذاك أو التي اعترض عليها جهاز المخابرات المصرية أو التي رأت لجنة المشاهدة أنها ضعيفة المستوى الفني، وأخرى كان التلفزيون قد تعاقد عليها وبدأ مخرجوها في إنتاجها قبل ثورة 25 يناير. الأعمال التي سيتمّ إخراجها من الأدراج لإنقاذ الموقف هي:
«عابد كرمان» الذي كان جهاز المخابرات قد أصدر تعليمات للتلفزيون المصري بعدم عرضه إلا بعد مشاهدته، وتمّ حذف بعض المشاهد منه خصوصاً بعد الأزمة التي تسبّب فيها منتجه عندما سرّب أخباراً عن أن المسلسل مقتبس من ملفات المخابرات المصرية. فوجّهت إنذارات لمخرجه نادر جلال ورفض عرض المسلسل لحين عرضه على المخابرات وتغيير الاسم من «كنت صديقاً لديان» وهو الاسم الأول له إلى «عابد كرمان». المسلسل سيعرض في شهر رمضان على قنوات التلفزيون المصري، وقناة «الحياة» التي بدأت في الإعلان مبكراً عن عرضه. وتدور أحداثه حول شخصية الشاب الإسرائيلي عابد كرمان الذي يجسّد شخصيته الممثل تيم حسن، وهو يمتلك مزرعة في قرية إبطن على بُعد عشرة كيلومترات من مدينة حيفا، ووالده من عرب 48، وأمه من أصل فرنسي، وتتمكّن المخابرات المصرية من تجنيده، ويستطيع التقرّب من جيورا زايد. وهو نائب مدير جهاز الأمن الداخلي «الشاباك» في حيفا، وعلى الرغم من أنّ عابد اعتاد أن يغرقه بالهدايا الثمينة، إلا أنّ جيورا لا يتوقّف عن الشك فيه والتحقيق والتحرّي عنه. يشارك تيم حسن في بطولته عبد الرحمن أبو زهرة وريم البارودي وابراهيم يسري وتأليف بشير الديك.
ثاني الأعمال التي سيعتمد عليها التلفزيون المصري والقنوات الخاصة وتمّ تسويقه بالفعل هو الجزء الثالث من مسلسل «الدالي3» لنور الشريف. وقد يكون آخر أجزاء المسلسل حيث طلب نور الشريف أن ينهي الأحداث بهذا الجزء. وتشارك في بطولته وفاء عامر ومن تأليف وليد يوسف وإخراج يوسف شرف الدين. وكان تمّ استبعاده من العرض في آخر لحظة قبل رمضان الماضي بسبب عدم اتفاق منتجه محمد فوزي على سعر مناسب لتسويقه مع اتحاد الإذاعة والتلفزيون.
المسلسل الثالث هو «رجل لهذا الزمان» الذي حاولت مخرجته إنعام محمد علي عرضه رمضان الماضي، ولكن التصوير الخارجي في دول أجنبية تسبّب في تأجيله، ليكون وجبة دسمة للمشاهدين في شهر رمضان الحالي حيث يتناول مشوار عالِم الذرّة الشهير الدكتور مصطفى مشرفة الذي كان أول مصري يحصل على درجة دكتوراه في العلوم من جامعة نوتنجهام البريطانية عام 1923، والذي وصفه العالِم أينشتاين صاحب نظرية النسبية، بأنه واحد من أهم علماء الفيزياء، وكان واحداً من القلائل الذين عرفوا سر تفتّت الذرّة. والمسلسل من بطولة أحمد شاكر عبد اللطيف وهنا شيحة وأحمد خليل ومنال سلامة وشريف خير الله وتأليف محمد السيد عيد وإخراج إنعام محمد علي.
رابع الأعمال المقرّر عرضها في رمضان المقبل «فرح العمدة» وتدور أحداثه حول فتاة متعثّرة في حياتها، تتزوّج من مصوّر فوتوغرافي تنتقل معه إلى محافظة الشرقية، ثم يموت وتصبح أرملة تواجه حياة صعبة بعد وفاته وهو للمخرج أحمد صقر.
خامس الأعمال هو مسلسل «مكتوب على الجبين» أول بطولة للفنانة مي سليم مع النجم حسين فهمي. وكان معدّاً لشهر رمضان الماضي. وتدور أحداثه حول «وهدان» كبير إحدى الجزر النيلية والذي يمتلك ثروة كبيرة ولديه ابنة تدعى نسمة ذات الجمال الأخّاذ تعيش معه بعد وفاة زوجته. وترفض نسمة الزواج من ابن عمها وفقاً لتقاليد الجزيرة. وفي إحدى الليالي، ينقذ وهدان وابن أخيه (مصيلحي) شاباً (جلال) ألقى بنفسه في النيل للانتحار. ويتبيّن أن السبب سوء معاملة والده الثري الذي طرده بإيعاز من زوجته. ويعيش جلال في منزل مصيلحي. وتنشأ قصة حب بين جلال ونسمة ويتقدّم لخطوبتها، لكن والدها يرفض. وفي لحظة ضعف، تسلّم نفسها له وتخاف من الفضيحة فيهربان من الجزيرة ويتزوّجها في شقة خاله بحي شعبي.
أعمال قديمة
يبدو أن ما حدث من أزمة في الإنتاج دفع كل القنوات والتلفزيون المصري للبحث في الدفاتر القديمة عن مسلسلات مثل «أنا القدس» الذي كان فاروق الفيشاوي قد صوّره نهاية العام الماضي.
كما هناك نيّة لإعادة عرض أعمال مرّ على عرضها عشرات السنين ومنها مسلسل «ألف ليلة وليلة» الذي قدّمه كل من نجلاء فتحي وحسين فهمي وإعادة المسلسلات الدينية «محمد رسول الله» وفوازير نيللي وشيريهان لملء الفراغ الذي تسبّبت فيه الأزمة الإنتاجية وقلّة عدد الأعمال.
