زوجي في الستين ويريد علاقة كالمراهقين!

في كل عدد.. نقدم معلومات-على شكل رسائل- لحديثي الزواج، أو المقبلين عليه، أو الذين أمضوا سنوات طوالاً، ويرغبون في تحسين جودة العلاقة الزوجية الحميمة، آملين أن نقدم معلومات مفيدة، ونصائح غير خادشة للحياء العام، تناسب شخصية «سيدتي» التي تهم كل أفراد الأسرة، وليست المرأة فحسب.

 

زوجي في الستين ويريد علاقة كالمراهقين!

 

في بعض الأحيان قد يكون اضطراب العلاقة الحميمة أول العلامات على وجود أمراض أخرى تحتاج إلى العناية الطبية، فالإنسان كائن متكامل الوظائف الفسيولوجية، والتي تحدث بتوافق وتناغم شديد الدقة.

و إذا حدث أي خلل في أي من أجهزة الجسم تبدأ باقي الأجهزة في إرسال علامات استغاثة، قد يكون أحدها هو خلل في الأداء في العلاقة الحميمة.

 

الحالة:

اتصلت القارئة غ.ن. تطلب المساعدة للحالة التي وصلت بها العلاقة مع الزوج، وتقول؛ إنها سيدة تبلغ من العمر 53 عامًا، متزوجة منذ فترة طويلة، وزوجها يبلغ من العمر 64 عامًا، تقاعد مؤخرًا من العمل الحكومي، وبدأ في القيام ببعض الأعمال الخاصة مثل التجارة.

تقول: إن حياتهما كانت هادئة ومرتاحة، ولا يشوبها إلا بعض المشكلات الزوجية العادية، وسرعان ما تزول. لاحظت أن الزوج في الفترة الأخيرة بدأ يطلب ممارسة العلاقة الحميمة أكثر من ما كان معتادًا عليه، وقد يطلب العلاقة أكثر من مرة في اليوم الواحد، وهو ليس من طبيعته المعتادة (كان المعدل المعتاد 2-3 مرات في الأسبوع) وتجده يصاب بحالة من الإثارة الجنسية التي تلاحظها عليه حتى من مجرد النظر إلى صور النساء، والشيء الذي أزعجها كما تقول هو عدم عودة الجسم إلى طبيعته بعد إكمال العلاقة الحميمة، كما لاحظت عليه أنه لم يعد يهتم كثيرًا بالمحافظة على مظاهر الوقار والحشمة كما كان في السابق، وأيضًا بدأ في المزاح من النوع الثقيل، وبعبارات غير لائقة حتى مع أحفاده.

ولاحظت أيضًا أن ذاكرته بدأ يظهر عليها بعض النسيان، ويثور كثيرًا عندما يحاول أي إنسان مناقشة ما يحدث له.

هو يرفض الذهاب إلى أي طبيب، ماذا أفعل؟

 

الإجابة 

السيدة الفاضلة: أعتقد أن الوصف الذي شرحته عن حالة الزوج يجعلني أفكر أن المشكلة ليست كما تبدو، ألا وهي زيادة الممارسة الجنسية، والتي هي أحد أعراض ما يمر به الزوج. هناك بعض المعلومات المهمة التي يجب أن أعرفها عن حالة الزوج؛ مثلاً هل يعاني من أي أمراض عضوية مثل: السكري أو ارتفاع ضغط الدم، وهل يتناول أي أدوية؟

ثم نحتاج إلى تقييم حالة الذاكرة بصورة أكثر دقة لتشخيص حالته.

وأود أن أوضح بعض الحقائق عن جزء من الشكوى التي وردت، ألا وهو موضوع زيادة الرغبة الجنسية عند بعض الرجال، فكثيرًا ما نجد الأطباء يناقشون موضوع انخفاض الرغبة، ونادرًا ما نتطرق لموضوع زيادة الرغبة الجنسية:

هناك نسبة وتناسب بين عمر الرجل والرغبة الجنسية؛ مثلاً نجد في مرحلة البلوغ هناك زيادة في هذه الرغبة، والتي تتمثل في بعض الأحيان بممارسة الإثارة الذاتية لدى الشاب، كما نجد أن الرغبة والممارسة تزداد لدى المتزوجين حديثًا، ثم تبدأ في الاعتدال، وتأخذ الوضع والمعدل المتعارف عليه من ناحية عدد مرات الممارسة الأسبوعية.

ازدياد الرغبة لدى المرأة هو أحد الموضوعات «المسكوت عنها»، والتي تندر مناقشتها، ودائمًا ينظر إليها على أنها (سلوك خطير ومنحرف أكثر منه حالة مرضية تستوجب الاهتمام الطبي)، وقد نقوم بمناقشة هذه الحالة في المستقبل القريب بإذن الله.

زيادة الرغبة بعد سن الخمسين وظهور الأعراض مصاحبة لعلامات اضطراب الذاكرة، من المحتمل أن يكون أول علامات اضطراب الذاكرة أو ما يعرف بالخرف بنوعيه: مرض الزهايمر، ومرض جلطات الدماغ المتكرر، فقد وجد علميًا أن حالات الخرف عند بعض الحالات قد تظهر على هيئة Sexual Disinhibition وهو فقدان الاحتشام مع زيادة في السلوك الجنسي غير المقنن، والتي تسبب حالات من الحرج للعائلة، في حين أنها لا تزعج المريض، والذي يفقد الاستبصار بما يصدر منه.

السبب الآخر لعدم قدرة الأعضاء التناسلية لدى الرجل على الاسترخاء حتى دون زيادة في الرغبة الجنسية قد يدل على وجود بعض الأمراض العضوية، مثل: تأثير أحد أنواع الأورام الخبيثة، وقد يكون أيضًا أحد الآثار السلبية النادرة لبعض الأدوية، مثل: أحد مضادات الاكتئاب.

الحل سيدتي يجب أن يبدأ أولاً بمراجعة الطبيب المختص؛ لتحديد التشخيص الدقيق، وبالتالي تقديم العلاج.

 

نصيحة:

العلاقة الحميمة ليست فقط لإشباع الاحتياجات الفردية وإنما هي أيضًا ميزان دقيق لمعرفة الكثير من الأمور للزوجين خاصة بما يتعلق بالصحة العامة.