محمد خير الجراح وشكران مرتجى وقصة ثنائيتهما المرحة من الألف إلى الياء

تجمعهما خفّة الظل والروح المرحة والفكاهة والأداء المميّز. فقد شكّلا من دون أن يتعمّدا ثنائياً جميلاً منسجماً دخل بسهولة قلوب الناس فأحبّوهما وأُعجبوا بفنّهما. ولا يمكن للمشاهد العربي أن ينسى شخصيتي أبو بدر وفوزية في "باب الحارة". فقد أضحكا الجمهور بتصرفاتهما ومواقفهما الخفيفة الظل. واعتبرالبعض "باب الحارة" بداية انطلاقة لثنائي كوميدي سوري لم تشهده الساحة الفنية منذ سنوات طويلة. وبعده، توالت العروض عليهما ليشارك كل من النجمين في أعمال تضمّهما سوياً إلا أنهما رفضا بعضها رغبةً منهما في عدم تكريس فكرة الثنائية بينهما. وشاءت الصدف أن تجمعهما مرات أخرى في أعمال متعدّدة قد تكون انطلاقة جديدة لهما في سماء الثنائية الفنية. فهل سيقبلان بأن يكونا ثنائياً بالقوة؟ وكيف ينظر كل منهما للآخر؟ وكيف يتحدثان عن تجربتهما الجديدة في مسلسل "الخربة"؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنكشف الإجابة عنها من خلال لقائنا التالي معهما:

 

 

مع محمد خير الجراح

 *ما رأيك بشخصية جوهر التي جسّدتها في "الخربة"؟

جسّدت شخصية جوهر بو مالحة. وهو شخص بسيط يحب الظهور، يعيش في منزل انتشرت فيه صور كثيرة له مع مسؤولي البلد، علّقها على جدرانه كي يثبت أنه رجل مهمّ وله علاقات كثيرة مع أشخاص بارزين. (يضحك) وهو يشرح لنا أنه جسّد شخصية رجل متطفّل على الهامش ووصولي يحب الظهور ويقول: "هي حالة منتشرة في مجتمعاتنا لأشخاص يحبّون البروز والظهور. وهم متطفّلون لا تأثير لهم في المجتمع ويعيشون على هامشه. لديه عقدة أن تلتقط له صور مع أشخاص من أصحاب القرار لكي يقول للناس إنه مهم، وهو أصلاً يلتقط الصور معهم في تجمّعات عامة أو احتفالات رسمية مثل غيره. يريد أن يجعل لنفسه مكانة رغم جهله وضعفه وهاجسه الأساسي في هذه الحياة أن تلتقط له صور مع أشخاص مهمّين ليشبع رغبته في حب الظهور على من حوله وليشعرهم بوجوده وبعلاقاته معهم. الشخصية طريفة وخفيفة الدم تتعرّض لعدد من المواقف والناس يعرفون حقيقته. ولكنه يعيش في حالته الخاصة، وهي مرض نفسي تضفي نوعاً من الجمالية على الشخصية".

* رأيناك مراراً مع شكران مرتجى وأنت الآن تشاركها في "الخربة" وجسّدت شخصية زوجها فيه، ألا تخشى أن يقال إنكما تجسّدان ثنائياً في أعمالكما؟

-           (يضحك) "شكران بتفهم عليّ تماماً"... أيضاً نحن اشتركنا هذا العام بلوحات في مسلسل "بقعة ضوء". وهذه كلها صدف جميلة. ما يحدث أن المخرجين يرون أن شخصيتي تتلاءم مع شخصيتها. فيتمّ اختيارنا لنكون سوياً. لم نقدّم أنفسنا أنا وشكران أبداً كثنائي. لكن الظروف فقط هي التي تجمعنا بشكل مستمر والناس أحبونا معاً في عدة أعمال تلفزيونية ، كانت أهمّها تجربتنا المشتركة في "باب الحارة".

شراكة فنية

•           هل أصبحت بينكما شراكة فنية حقيقية؟

-           شكران فنانة بكل المعايير، تجيد كل أنواع العمل الفني. بيننا شراكة فنية غير متفق عليها. وما يجمعنا فقط هو حب العمل والكاراكتر المشترك. هناك كيمياء فنية تظهر عندما نشترك معاً أنا وشكران في عمل واحد. لديّ رغبة بأن أنوّع مشاركاتي ولكنّ الأقدار هي التي تشدّنا دائماً لنعمل معاً. أنا سعيد بتجاربي معها وأستمتع بالعمل معها. وأعتقد أن التجارب ستتكرّر مستقبلاً وهي غير متعمّدة. لا أخفيك أنني عندما أعمل إلى جانبها تظهر لديّ مهارات فنية بشكل تلقائي. وأداؤها الفني الجميل يستفزني دائماً لتقديم الأفضل. الحقيقة، نحن ثنائي شكّلته الصدف الجميلة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

•           نعلم أنكما صديقان منذ فترة طويلة؟

-           تجمعني بها صداقة قديمة تحوّلت فيما بعد إلى تفاهم فني جميل بيننا. شكران لطيفة وخفيفة الظل وفنانة تلقائية يحبها المرء لمجرد التعامل معها، ونتفق كثيراً في بعض الشخصيات الفنية.

 

 

مع شكران مرتجى

الفنانة شكران مرتجى التي زرناها في موقع تصوير "الخربة" في فترة سابقة، وكانت تتجادل بشكل مستمر مع زوجها محمد خير الجراح الذي ملأ المنزل بصوره، تحدّثت عن مسلسل "الخربة" بعد عرضه فقالت: "كان مسلسلاً مميّزاً بكل المقاييس. فقد حقّق نجاحاً كبيراً في ظل وجود الكمّ الكبير من الأعمال الجادة و"المزعجة". وقد أضحك الناس في أجواء عامة نحتاج فيها للضحك والراحة النفسية كي ننسى مشاكلنا وآلامنا". شكران، طيلة العمل، ارتدت ملابس نساء الجبل. وقد بدت امرأة جبلية قوية الشخصية تتمتّع بكاريزما خاصة، تحدّثت عن دورها فقالت لنا: "قدري في العمل أن أكون زوجة جوهر ويؤدّي دوره الزميل محمد خير الجراح، وأسمي هو عطرشان وهي سيدة ذات شخصية قوية ولا يعجبها شيء في الحياة (تضحك) وخصوصاً زوجها وتصرفاته معها ومع من حوله ونظرة الناس له وحبه للظهور بسبب وبدون سبب. طبعاً، هي سيدة مدبّرة وذات كيان خاص تمتلك لساناً سليطاً لا تخشى شيئاً، وتستطيع أن تذكر أمثالاً من التراث في كل موقف تواجهه. وقد وضع لها الكاتب أمثالاً لم تسمع بها من قبل، وتقول لمن يسألها عنها إنها من صنع الموقف. فهي امرأة متحدّثة جيدة وتعبّر عمّا تريد بكل جرأة. بصراحة، الدور كان مناسباً لي، وهو من أجمل الأدوار الكوميدية التي قرأتها وجسّدتها. فالدور مشبع من قبل الكاتب ولا يحتاج مؤدّيه سوى إلى تمثيله على أرض الواقع، في ظل وجود مخرج مميّز يعرف ما يريد، ولديه حرفية خاصة في إدارة مثل هذه الأعمال والأدوار.

 

مختلف عن "باب الحارة"

* عطرشان مجدّداً تلك المرأة القوية المتسلّطة؟

لا. هنا دوري مختلف عمّا شاهده الجمهور سابقاً في "باب الحارة" أو غيره. هنا، عطرشان قوية بالحق، وهي ذات شخصية قوية جداً، ولكنها غير متسلّطة على زوجها وهو ليس مسكيناً. كانت تضحكني كثيراً تصرفاتها وأحاديثها وألفاظها. (تضحك) "زوجي مانو سهل أبداً في "الخربة". هو متسلّط تحدث بيننا خلافات حول بعض تصرفاته التي لا ترضيني. فهو لا يعمل، يجلس في المنزل، ويدور في الطرقات وحارات القرية، ويحب الظهور. كل ما يقوم به لا فائدة منه بل تضييع للوقت. فأنا من يدبّر أمور المنزل. ونحن في العمل مثل الديوك لا نتغاضى عن سلوك أو تصرفات أو كلام بعضنا، ودائماً في جدال لا ينتهي، خاصة أن زوجي جوهر يعتقد أنه شخص مهمّ جداً ولا يريد الاعتراف بفشله، وبأنه يمضي وقته هكذا سدى بلا فائدة. فأنا في العمل زوجة تبحث عن مصلحة زوجها ولا تريده أن يكون شخصاً فاشلاً بلا فائدة، يعيش كذبة صدّقها.

•           حدّثينا عن هذا التفاهم الفني الحاصل بينكما؟

-           بيننا تفاهم مهمّ جداً وكيمياء فنية رائعة. فقد عملنا معاً في ثلاثة أجزاء من"باب الحارة وفي "بيت العز" و"بقعة ضوء". محمد شريك جميل يتحمّلني أكثر ممّا أتحمّله. فأنا مزاجية أكثر منه (المزاجية بتضرب معي أحياناً). وهو شخص "هني رايق" ودائماً يستطيع جرّي للمزاج الصحيح والأداء الأفضل في العمل وهو يعطي دوره ما يستحقّ. لا يمكن لمن يعمل معه إلا أن يبتسم وأن يبادله ما يقدّمه بأداء أفضل أو مناسب له. أصبحنا متآلفين وبتنا نفهم على بعضنا تماماً.

•           عندما علمت بأنه سيشاركك في العمل، ماذا قلت له وماذا قلت لنفسك؟

-           (تضحك) متسائلةً: هل وجّهت له هذا السؤال؟ الحقيقة، كان لدينا نفس الانطباع. كنا لا نرغب بأن نكرّر أنفسنا مجدّداً في عمل مشترك. كلانا كان يرغب بأن يشترك مع فنان آخر ليجرّب كيف سيكون الأمر. ولكن، شاءت الأقدار أن نجتمع مجدّداً في "الخربة". كلانا يحب المرح والطرافة والكوميديا.

 

 

 

تابعوا المزيد من التفاصيل في العدد 1594 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الاسواق... وشاركونا بارائكم من خلال مساحة التعليقات