تبرز علامة Anaya كقصة نجاح استثنائية كتبتها المصممة شازوري ساماراويرا Chathuri Samaraweera بخيوط من الشغف، الخبرة، والرؤية الواضحة. من شقة صغيرة في دبي عام 2012 إلى عروض الأزياء في باريس ومتاجر الأزياء العالمية، استطاعت شازوري أن تبني علامة تحتفي بالمرأة الحقيقية، بجمالها، قوتها، وتفرّدها.
في هذا اللقاء الحصري، تكشف لنا المصممة شازوري كيف شكّلت طفولتها المليئة بالفن، وخبرتها في كبرى بيوت الأزياء والشركات العالمية، فلسفتها في التصميم. كما تتحدث عن مصادر إلهامها المتجددة، مجموعتها الجديدة المستوحاة من أعماق البحر، ورؤيتها المستقبلية لتمكين المرأة من خلال الموضة.
- بدأت علامتك Anaya من شقتك في دبي فما الذي منحك الثقة للقيام بهذه الخطوة؟
الإبداع كان دائمًا جزءًا فطريًا مني لم أكن أحتاج إلى مطاردة الإلهام، بل كان ينبع مني بطبيعته. هذا الدافع الإبداعي الفطري منحني الشجاعة لأتخذ تلك الخطوة وأبني علامتي الخاصة. كما أن ثقتي تشكّلت أيضًا من الخبرات والمعرفة التي اكتسبتها منذ أن بدأت دراسة تصميم الأزياء في معهد FIDM بلوس أنجلوس عام 2003، مرورًا بعملي مع علامات مثل Victoria’s Secret، وNike، وBanana Republic من خلال MAS Holdings أكبر مصنع أزياء في جنوب شرق آسيا، إلى خبرتي في بيوت الأزياء الفاخرة في لوس أنجلوس. هذا المزيج بين الحس الإبداعي والفهم التجاري منحني الأدوات اللازمة لإطلاق Anaya من دبي.

تابعي ايضاً: صيحة الـ Dress Over Pants .. من أعادها للواجهة؟
- كيف أثّرت هذه الخلفية الفنية المبكرة لديك على التصميم؟
طفولتي كانت غارقة في الإبداع. كانت والدتي دائمًا أنيقة بطريقة مميزة، وأمضيت الكثير من عطلات نهاية الأسبوع مع والدي في المعارض الفنية والمسرح، حيث كنت محاطة بفنانين يستخدمون تقنيات متنوعة من الرسم بالزيت والماء والفحم. هؤلاء الفنانون شجعوني على كسر القواعد، أن أرسم بحرية، بخلاف القيود المفروضة في حصص الفن المدرسية.
واحدة من الذكريات التي لا تُنسى هي مشاهدتي للنحات الشهير "سارات شاندراجيوا" وهو يعمل في مرآب والدي، محوّلاً الطين إلى تماثيل تنبض بالحياة. تعلّمت من تلك اللحظات كيف يمكن تحويل ما هو بسيط إلى شيء استثنائي. ومنذ ذلك الوقت وعدت نفسي أنني سأحوّل قطعة قماش – شيء بلا شكل إلى تصميم مدهش وقوي يجعل المرأة تشعر بالفخر والجمال.

- تُعرف Anaya بتمكين المرأة العصرية العالمية. ما الذي يُلهمكِ في كل موسم؟
Anaya لها بصمتها الخاصة، لم تكن أبدًا عن ملاحقة الصيحات. بالنسبة لي، الموضة هي فن يُترجم إلى قطع تُبرز جمال قوام المرأة. الإلهام قد يأتي من مشاعر شخصية، السفر، الثقافة، الفن، أو تجارب الحياة اليومية. لكن مهما كانت نقطة الانطلاق، فإن جوهر المجموعة يبقى دائمًا متجذرًا في هوية العلامة. أُجدّد هذا الأسلوب باستمرار من خلال معالجة الأقمشة، اللعب بالألوان، القصّات، الدمج بين الخامات، الطبعات، والتطريز. وقبل كل شيء، أفكر في عميلاتي الحقيقيات، كيف يشعرن عند ارتداء التصاميم، وكيف يمكنني تمكينهن ليُجسّدن أقوى، أرقى، وأكثر نسخة أنثوية من أنفسهن.
- كيف أثرت خلفيتك المالية وتجربتك في بيوت الأزياء الفاخرة على قراراتك الإبداعية اليوم؟
بعد تخرجي في مجال المحاسبة والمالية من جامعة موناش، بدأت مسيرتي المهنية التقليدية في إدارة العلامات التجارية لدى Nestlé و Coca-Cola. هناك تعلّمت كيف تُخطط الشركات الكبرى، تُصمم، تُنتج، تُسوّق وتبيع على نطاق عالمي. هذه التجربة كانت ذهبية عندما تحولت إلى ريادة الأعمال، حيث يجب أن يتلاقى الإبداع مع الجانب التجاري. إدارة علامة تجارية تتطلب فهمًا عميقًا لتطوير المنتج، تحليل السوق، التسعير، التدفق النقدي، والاستراتيجية. أشعر بامتنان كبير لتلك السنوات التي قضيتها في التعليم والخبرة قبل إطلاق Anaya لأنها منحتني رؤية إبداعية مقرونة بانضباط عملي مكّنني من بناء مشروع مستدام.

- أخبرينا عن مجموعتك الجديدة، وكيف تعكس تطوّر المرأة؟
المجموعة الجديدة بعنوان Balearic Dreaming مستوحاة من سحر الأعماق في جزر البليار، حيث أقضي معظم صيفي في الغطس مع شريكي. ساعات قضيتها بمراقبة نظام بيئي غني حول أعشاب البحر Posidonia وكائناته البحرية ألهمتني لالتقاط جمال هذا العالم الخفي، حركته، ألوانه، وملمسه. تحت سطح الماء، لا وقت، لا حدود، لا قواعد، فقط حرية مطلقة. هذا الإحساس بالجمال اللامحدود أردت نقله من خلال هذه المجموعة.آمل أن تشعر عميلاتي بنفس الحرية والتوهّج عند ارتداء تصاميم Anaya متألقة، قوية، ومضيئة من الداخل والخارج.

- ما الجديد الذي يمكن أن نتوقعه في هذه المجموعة؟
لطالما كانت Anaya معروفة بالقصات المبتكرة والدرابيه المميز مع لمسة جاهزة للارتداء. لكن في مجموعة Balearic Dreaming، أخذتُ اتجاهاً أكثر قربًا من عالم الأزياء الراقية Couture. ستجدون طبعات مصممة يدويًا، مطبوعة يدوياً، إلى جانب تطريزات وزخارف حرفية دقيقة. هذه المجموعة تُعد لحظة فاصلة في رحلة Anaya، حيث نقدم أول عرض أزياء راقية لنا في أسبوع الموضة في باريس هذا أكتوبر، احتفال حقيقي بالحِرَفية والجمال.
- قلتِ أن عميلاتكِ هنّ نجمات العلامة فكيف يؤثر هذا المفهوم على طريقتك في التصميم؟
ملهمتي الأبدية هي ابنتي Anaya، وسميت العلامة تيمنًا بها عند ولادتها. كنت أراها فتاة قوية، واثقة، ومتعاطفة واليوم، وهي في السابعة عشرة من عمرها، تجسد كل ذلك وأكثر. لكن أيضًا، عميلاتي يلهمنني كل يوم. هنّ نساء حقيقيات، ذكيات، مستقلات، قويات، يوازنّ بين العمل، الأمومة، والعائلة ومع ذلك يظهرن بكامل أناقتهن. التصميم مع وضعهن في الاعتبار يجعل عملي صادقًا، واقعيًا، ومرتبطًا بحياة النساء اليومية.
- كيف تضمنين أن التصاميم تُبرز جمال المرأة الحقيقية دون أن تفقد لمسة الأزياء الراقية؟
Anaya تحتفل بالمرأة كما هي. أجسادنا تحكي قصصنا، ومسيرتنا الحياتية ولا يجب أن تُجبر على مقاييس غير واقعية. أصمّم مع التركيز على الشكل الطبيعي، أُعزز وأُبرز المنحنيات بدلًا من إخفائها أو تشكيلها ضمن قوالب ضيقة. الأزياء الراقية لا يجب أن تُقصي الأجسام الحقيقية، بل يجب أن تحتويها وتحتفل بها. لهذا تصاميم Anaya تبدو خالدة، حسية، ومُعززة للثقة، على نساء من جميع الأشكال والألوان.

- علامتك متوفرة في متاجر Saks Fifth Avenue و Harvey Nichols، هل ستصممين الإكسسوارات أو الأزياء العرائسية؟
نعم، وأنا متحمسة جدًا لذلك. أعمل حاليًا على إطلاق خط حقائب فاخرة، تم تطويره بعد دراستي في ميلانو، وسيتم عرضه لأول مرة خلال أسبوع الموضة في باريس، وسيكون متاحًا حصريًا في صالة العرض الخاصة بنا. الإكسسوارات والأحذية أيضًا على خارطة الطريق، مع توسعنا لتقديم أسلوب حياة متكامل لامرأة Anaya.
- ما الإرث الذي تأملين في تركه في عالم الموضة، خاصةً للمصممين الشباب في المنطقة؟
بالنسبة لي، الأمر يتمحور حول التمكين. أرغب أن تشعر النساء بالقوة، والثقة، وتبنّي حب الذات، وأن لا يخشين الحلم بشكل أكبر عندما يرتدين Anaya. قصتي الشخصية بدأت بحلم، وأنا أؤمن بصدق أنه إذا قمنا بدعم الجيل القادم، فسوف يحلمون بأكثر مما تخيلنا. وهذا ما أطمح أن يكون إرثي، تمكين النساء من خلال الموضة ومنحهن مساحة للإمكانيات.

قد يهمك ايضاً: التصاميم الهيكلية.. صيحات جريئة تواكب المرأة العصرية لصيف 2025





