التوفيق بين الصيام والعلاقة الحميمة

تُعد الصحة الجنسية في رمضان من الأمور التي يندر الحديث عنها خاصة من قبل المختصين، الأمر الذي يجعل بعض المتزوجين حديثاً يشعرون بالحرج من السؤال عن كيفية التوافق بين الصيام والواجبات الدينية من جهة، وبين تلبية الاحتياجات الفسيولوجية والعاطفية من خلال علاقة حميمة، تحقق صحة جنسية متوازنة للزوجين من جهة أخرى.
 
وصلت رسالة من السيدة أم علاء تقول: إنها متزوجة منذ ما يقرب من عشرة أعوام ولديها ولدان، وكانت طوال السنوات الماضية تخضع لرغبة الزوج في الممارسة الجنسية دون أي رغبة منها، فهي تعتقد أن المفروض أن يكون شهر رمضان فترة (إجازة جنسية)؛ حتى تتفرغ للطاعات والعبادة، الأمر الذي يجعل الزوج دائم الخلاف معها إلى أن هددها بالزواج من أخرى؛ إذا استمرت في ذلك، وتسأل: من منا على حق، وكيف أحافظ على زوجي في رمضان؟

الإجابة:
أعتقد أنه لم يسبق أن اطلعت على أي من المقالات المنشورة باللغة العربية، والتي تناقش الفوائد الصحية والنفسية للعلاقة الحميمة الحلال في رمضان، وهو من الأمور التي تحتاج إلى إعادة تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة المرتبطة بتلك العلاقة المقدسة، فهي في مجملها لا يجب أن تختلف عنها في الأيام العادية غير رمضان، والاختلاف الوحيد هنا هو توقيت العلاقة الحميمة، وهو بعد الإفطار إلى وقت السحور، ومن الناحية الطبية يفضل تحديد وقت العلاقة الحميمة بعد تناول وجبة الطعام بساعتين، وذلك مثل ممارسة الرياضة تماماً؛ حتى لا يصاب الشخص بأي تلبك معوي أو شعور بالإعياء الذي يمكن أن يؤثر على القدرة الجنسية من ناحية الاستمتاع وحتى القدرة العضلية على الممارسة.

وسأذكر هنا بعض الفوائد النفسية للعلاقة الجنسية الحلال في رمضان في فترة الإفطار المسموح بها:

1. تعمل على تحسين المزاج لدى الطرفين خاصة إذا كانت برغبة من الزوجين وليس فقط مجرد (أداء واجب).
2. تساعد على تجديد النشاط والحيوية وتحفيز أداء الدورة الدموية خاصة إذا كانت بصورة جيدة من حيثُ الأداء والاسترخاء الذي يتبعها.
3. تخفف من حدة التوتر العام داخل الأسرة خاصة إذا حرص الزوجان على تطويل مرحلة المداعبة.
 
4. تساعد على تحسين جودة النوم خاصة قبل الفجر.
5. تحسن أداء جهاز المناعة لدى الزوجين، ما يساعد على تخفيف احتمال الإصابة بالالتهابات المتعلقة بالتهابات جهاز التنفس.
6. تعزز المودة والرحمة والشعور الإيجابي بين الزوجين، الأمر الذي ينعكس على باقي أفراد الأسرة في رمضان والتقارب العاطفي بينهما، فقد أوضحت الدراسات العلمية أن التأثير الإيجابي للعلاقة الحميمة الواحدة يستمر إلى أكثر من 48 ساعة، وبالتالي تخفيف حدة التوتر بين الزوجين.