في الهيمبا أغرب القبائل الأفريقية.. للمرأة طقوس خاصة

الإكسسوارات من العظام والنحاس وجلود الحيوانات
صبغة الوجه والجسد باللون الأحمر لتحل البركة
جدائل شعر نساء الهيمبا المصبوغة بدهن الماعز وأكسيد الرصاص
اللون الأحمر لشعر نساء الهيمبا.
4 صور

قبيلة "الهيمبا" هل سمِع احد بهذا الأسم من قبل؟ ربما سيفوتك الكثير إن لم تتعرف على بعض عادات وتقاليد هذه القبيلة الأفريقية التي تُمارس أكثر العادات والتقاليد غرابة وبدائية.. "سيدتي" تُطلعكم على أسرار هذه القبيلة وتاريخها وعاداتها الغريبة

لمحة تاريخية
الهيمبا هي قبيلة أفريقية بدائية، تستوطن شمال وشمال غربي دولة ناميبيا، تلك الدولة التي تقع جنوب غرب القارة الأفريقية، وتعد "ناميبيا" من أقل دول العالم كثافةً بالسكان، واكثرهم هدوئاً واستقراراً من الناحية السياسية.
قبيلة "الهيمبا" من أوائل القبائل والجماعات التي استوطنت تلك الأرض، ويتراوح أعدادهم بين 40 و50 ألف نسمة، ويُعتقد أنهم فروع منحدرة من شعوب الهيريرو، التي انتقلت في القرنين الخامس والسادس عشر الميلادي من بوتسوانا (وهي دولة تقع جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا الجنوبية) واستقرت في شمال ناميبيا، لعيشوا هناك معتمدين على الصيد وتربية المواشي.


أحتفظت هذه القبيلةٌ ببدائيتها وحياتها خارج نطاق المعاصرة والحداثة التي نعيشها الآن، متمسكين بتراثهم التقليدي القديم، ومحافظين على عادات وتقاليد أجدادهم الأوائل، ويعيشوا وفقاً لطقوسهم الخاصة بهم، دون أن يتأثروا بالمجتمع المتقدم الذي يحيطهم.
يتميز تاريخ هذه القبيلة بامتلائه بالكوارث والحوادث المهلكة، من جفافٍ وقحطٍ وصراعات وحروب، ولاسيما في فترة حرب الاستقلال الناميبية، وكذلك الصراع الداخلي مع دولة "أنجولا" كذلك حملة الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها مع باقي جيرانهم من جماعات الهيريرو، من قِبل الألمان الذين كانوا مستعمرين لتلك الأرض بقيادة لوثير فون تروثا.


في عام 1980 سادت مناطق تواجدهم حالة من القحط تسببت بمقتل ما لا يقل عن 90% من قطعانهم، مما دفعهم للهجرة الجماعية إلى منطقة أوبو (Opuwo) ليعيشوا في المناطق العشوائية هناك، هذه الحادثة كانت على وشك أن تؤدي إلى انقراض طبيعة وتراث القبيلة من الوجود.
لكن بدءاً عام 1990 بدأت قبيلة الهيمبا بالعودة إلى أرضهم التاريخية القديمة، والبدء بالعيش من جديد هناك وفقاً لطريقتهم وأسلوبهم الخاص بهم.


المرأة في قبيلة الهيمبا
المرأة تلعب في مجتمع الهيمبا دوراً أكبر مما يلعبه الرجل، وأغلب الأعمال والأنشطة التي تتطلب جهداً تقوم بها نساء القبيلة، وليس رجالها، فتربية المواشي وحلبها وإحضار الماء من الأنهار للقرية من شأن النساء، كذلك جلب الحطب وبعض الصناعات اليدوية وبناء المنازل وتربية الأطفال من اختصاص النساء، وتتعاون نساء القبيلة فيما بينهن لأداء هذه الأعمال وفي كثير من الأحيان قد تجد إحدى النساء تبرعت لتعتني وترعى أطفال نساء أخريات إلى جانب أطفالها.


أما الفتاة الصغيرة فحين تصل لسن البلوغ يتم الاحتفال بها وسط أجواء روحانية خاصة بهم، حيث تُؤخذ إلى المكان المقدس بالقبيلة والمخصص للشعائر الدينية التي يؤمنون بها، وتبقى هناك جالسة في حماية الأجداد حتى قدوم رفيقاتها وقريباتها إليها، وهنَّ يحملن هدايا لها فرحاً ببلوغها ووصولها للسن الذي تستطيع أن تتزوج وتنجب فيه.


ومن أغرب ما يواجه المرأة في هذه القبيلة أنها عندما يقترب موعد ولادتها تقوم بمغادرة القرية برفقة امرأتين لتلد في الخارج، ومن ثم تعود مع مولودها لتبدأ عندها إحتفالات طهور الصبي، وتُعتبر ولادة التوائم أمراً منبوذاً عندهم، فهو بالنسبة لهم غضب من الأجداد ولعنة على المرأة والتي يُعتقد وفقاً لأفكارهم إنها قد حملت من رجلين في آن واحد.


ومن أحد الأمور التي تميز نساء هذه القبيلة عن غيرهن من النسوة، هو استعمالهن لخليط يصنعنه بأنفسهن من دهن الماعز وأكسيد الرصاص وبعض أنواع النباتات مع خلطها ببعض الروائح الذكية، للإحتماء من أشعة الشمس المحرقة وكذلك لحماية أنفسهن من الحشرات، مما يعطي لأجسادهن لوناً أحمر يرمز عندهم إلى بركة الأرض التاريخية التي يعيشون عليها، وإلى دم الإنسان والذي هو رمز الحياة واستمراريته.


أما الرجال فقليلاً ما تجدهم في القرية، وفي أغلب الأحيان يكونون في الحانات يشربون الخمر، أو يذهبون إلى المدن بحثاً عن عمل، والرجل لا يكتفي أبداً بزوجة واحدة، وإنما له عدة زوجات والكثير من الأطفال.


الديانة
تتبع الهيمبا ديانة توحيدية تقدس أرواح الأجداد الميتون، فإلههم اسمه (موكورو Mukuru) إله واحد خالقٌ لكل شيء في الوجود، ولكنه إله بعيد لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال أرواح الأجداد الذكور فقط، الذين يتحولون بمجرد موتهم إلى كائنات مقدسة، والنار المقدسةOkuruwo تمثل حلقة الوصل بين الحياة وأرواح الأجداد لذا تظل مشتعلة دائماً، ويتم الاهتمام بها من قبل زعيم القبيلة الذي يعد الصلاة حولها ويطلب البركة والرحمة من الأجداد ويعتبر الإهتمام بهذه النار من إحدى واجباته الأساسية.


الشعر
للشعر عند هذه القبيلة أهمية خاصة، فلكل تسريحة دلالاتها، ولكل عمر تسريحته، النساء يقمن بعمل جدائل لشعورهن ثم يقمن بصبغها بالمزيج الذي يصنعونه من دهن الماعز وأكسيد الرصاص وبعض النباتات، ليأخذ بذلك لوناً أحمر يتطابق مع لون أجسادهن المصبوغة بنفس اللون.
وعدد الضفائر تختلف باختلاف الحالة الاجتماعية لكل واحدة منهن، فالفتاة الصغيرة الغير بالغة تمتلك ضفيرتين أثنين كبيرتين تنسكبان على جبينها، أما الراشدة فتزداد أعداد ضفائرها وتُصبح أصغر في الحجم، وعندما تتزوج تضع على رأسها تاج صغير مصنوع من جلد الماعز دلالة على دخولها عرش الحياة الزوجية.


أما الرجل فلا يصبغون شعورهم لكنهم يملكون قبل البلوغ ضفيرة واحدة تنسدل على الجبين، وعند بلوغهم يتم توجيهها بشكل منحني نحو الخلف على شكل ذيل، وعند الزواج يضع الرجل على رأسه عمامة تخفي شعره.


اللباس والزينة
لا يلبسون سوى القليل جداً من الثياب على أجسادهم، فالمنطقة العليا من الجسد (البطن والصدر)، تكون عارية تماماً عند الذكور والإناث على حد السواء، أما المنطقة السفلية فيتم تغطيتها فقط بتنورة قصيرة جداً مصنوعة من جلد الماعز.
أما من حيث الزينة فتتزين النساء ببعض الإكسسوارات التي يصنعنها بأنفسهن سواءً من العظام أو النحاس أو جلود الحيوانات، يضعونها في رقابهم وأيديهم، كما إنهن يضعن خلخالاً في أسفل قدمهن للحماية من لدغات الحشرات السامة، وعندما تزوج الأم إحدى بناتها فإنها تزيل الخلخال الموضوع في القدم اليسرى لمدة عام.

ترى ماهي بقية الطقوس الغريبة الخاصة بالنساء؟.. طالعوا التفاصيل في العدد المقبل من "سيدتي" 1832، حالياً في الأسواق.