في كل رمضان تتسابق القنوات اللبنانية على إبراز أعمالها المحلية في استفتاءات خاصة بين مشاهديها أو استفتاءات تشرف عليها شركات متخصصة؛ لتقول بحفل إعلامي كرنفالي إن مسلسلها الفلاني فاز بالمرتبة الأولى، وتناقضها قناة أخرى لتؤكد أن مسلسلها الحصري هو الفائز بهذه المرتبة لا غيره، فمن يصدق الجمهور؟
بالطبع الأكثر إقناعاً ربما تكون الاستفتاءات العربية اللاحقة إثر انتهاء ماراثون رمضان الدرامي، حيث يحدد فيه الجمهور اللبناني وأيضاً الجمهور العربي المسلسل اللبناني الذي كان بالفعل الأكثر مشاهدة، أو على الأقل الأعلى جودة درامياً وأدائياً.
المسلسلان العربيان (ياريت) و(نص يوم) حققا نسبة مشاهدة عالية، لكن هل هما الأفضل؟
لا نستطيع القول إن المسلسل العربي المشترك بين فنانين سوريين ولبنانيين (ياريت) مسلسل لبناني خالص، بل هو مزيج شامي وتعاون لبناني سوري مشترك، ورغم أن مؤلفته لبنانية (كلوديا مرشيليان) إلا أنه نص غربي بامتياز أكثر منه شرقي، فلم تقنع أحداثه الرومانسية الافتراضية المشاهدين، تينا تخون حبيبها وتنام مع الشاب الوسيم إياد بعد لقائها الأول به، وإياد يعيش منذ سنوات، ويقيم في فندق لبناني مع حبيبته جنى المطلقة في لبنان وابنته الصغيرة بحرية، ولا يفكر بالزواج منها إطلاقاً، ويخونها بسهولة بعد لقائه الأول بحبيبة شقيقها، ثم يتنازل عن الفتاتين بسهولة عجيبة ليعود وابنته إلى لندن.
وضمن الأحداث يدخل شخص ثالث صديق جنى في لندن؛ لينافسه على قلب جنى، غير مبال بماضيهما العاطفي المشترك، ويقف إلى جانبها وتتزوجه بعد هجرها إياد، وكأن المؤلفة تبنت أعراف المجتمع الأوروبي المتحرر أخلاقياً من قيم الوفاء والأخلاق، وإقحام خط اللاجئين السوريين عائلة إياد في النص لم يدخل إليه بعض الدفء الإنساني المفتقد أصلاً في هذا النص الغربي شكلاً ومضموناً، وكأن فكرته الأصلية مقتبسة، وليست شرقية أو لبنانية بالمرة، واجتهاد الفنانين في أداء شخصيات غير واقعية في مجتمعنا الشرقي يحسب لهم وحدهم، وربما أسماء أبطاله سر متابعة الكثيرين له لا النص أو الإخراج.
ويبدو أن المسلسل العربي المشترك الآخر (نص يوم) أفضل حالاً نصاً وإخراجاً وأداءً بحبكته التشويقية المتقنة، وبالكيمياء الهارمونية الأدائية العالية بين بطليه السوري تيم حسن، واللبنانية نادين نجيم، التي بدت أكثر نضجاً بشخصية المحتالة ميساء، التي تعرف الحب أخيراً على يد زوجها العاشق ميار، فتضحي بحياتها من أجله وتقتل شريكها جابر لتنقذه من الموت سماً، وتواجه الإعدام بشجاعة، (ونجح المخرج سامر برقاوي بإدارتهما بالشكل المثير المقنع الدافئ وحركا فيه جمهورهما وراءهما حلقة تلو حلقة ببراعة.
(مش أنا) أفضل مسلسل رومانسي كوميدي لولا....
ونافسهما بقوة محلياً في الشارع اللبناني المسلسل الرومانسي الكوميدي (مش أنا) تأليف وبطولة النجمة اللبنانية الكوميدية كارين رزق الله، وشاركها بطولته في ثنائية رومانسية مميزة النجم الشاب بديع أبو شقرا، ورغم أن النص الذي كتبته كارين يتجاهل في مضمونه الأعراف الغربية والعربية بارتكازه على نشوء قصة حب بين شاب ثري وسيم وأرملة عمه الشابة الجميلة؛ حيث تترمل الحسناء هنا (كارين رزق الله) فجأة، وتفرح لخلاصها من زوجها العجوز السادي الذي عذبها بقسوته وبربريته (8) سنوات كاملة، حتى تعقدت من الرجال، فتعلن عداوتها لابن أخيه مجد (بديع أبو شقرا) ظناً منها أنه قادم ليتقاسم الميراث معها ولا تعلم أنها أموال والده وأمواله إلا متأخرة، وتتعمق علاقتهما، ويقع مجد المطلق من زوجة خائنة في حبها، ويحاول إعادة ثقتها بالحب والرجال مع أنه كان رجلاً فاقداً الثقة بكل النساء بعد خيانة زوجته السابقة له.
وكارين رزق الله كمؤلفة تكرر تيمة وأسلوب روايات عبير القديمة؛ حيث تبدأ العداوة بينها وبين حبيبها الدرامي الجديد في الحلقة الأولى، ثم بعد حلقات عدة تشتعل شرارة الحب في قلبيهما، لكن ارتكاز قصتها على قصة حب بين شاب وأرملة عمه غير مقبولة وغير مقنعة لعدد كبير من المشاهدين العرب؛ لعدم جواز قيم المجتمع لشاب بالارتباط بأرملة عمه أو خاله حتى في الغرب، وشرب البطلة المتواصل من حلقته الأولى لباقي الحلقات، الخمر كأنه شاي غير مقبول إطلاقاً وغير مبرر درامياً، والتفاصيل الغربية الموجودة بكرم هائل في المسلسلات اللبنانية وراء عزوف القنوات الخليجية والعربية المحافظة عن عرضها، ويظل مسلسل "مش أنا" رغم شوائبه الغربية مسلسلاً رومانسياً كوميدياً جيداً نوعاً ما لو بذلوا فيه مجهوداً فكرياً واجتماعياً وأدائياً أكبر، ولو تخلى صناع الدراما اللبنانية عن توابل الخمر والقبلات الساخنة والأحضان الدافئة لربما حققت الدراما اللبنانية انتشاراً عربياً أوسع في السنوات القادمة.
نادين نسيب نجيم أكثر النجمات اللبنانيات اجتهاداً وصدقاً في رمضان 2016
ومن بين كل النجمات اللبنانيات تميزت عنهن جميعاً هذا العام نادين نسيب نجيم التي بدت في (نص يوم) أكثرهن اجتهاداً وصدقاً في الأداء في رمضان 2016.
والحكم النهائي للجمهور في استبيان (سيدتي) الدرامي لعام 2016
شاركي معنا في الاستفتاء واملئي الاستمارة بالأسفل؛ لكي تربحي معنا جوائز قيمة!
بالطبع الأكثر إقناعاً ربما تكون الاستفتاءات العربية اللاحقة إثر انتهاء ماراثون رمضان الدرامي، حيث يحدد فيه الجمهور اللبناني وأيضاً الجمهور العربي المسلسل اللبناني الذي كان بالفعل الأكثر مشاهدة، أو على الأقل الأعلى جودة درامياً وأدائياً.
المسلسلان العربيان (ياريت) و(نص يوم) حققا نسبة مشاهدة عالية، لكن هل هما الأفضل؟
لا نستطيع القول إن المسلسل العربي المشترك بين فنانين سوريين ولبنانيين (ياريت) مسلسل لبناني خالص، بل هو مزيج شامي وتعاون لبناني سوري مشترك، ورغم أن مؤلفته لبنانية (كلوديا مرشيليان) إلا أنه نص غربي بامتياز أكثر منه شرقي، فلم تقنع أحداثه الرومانسية الافتراضية المشاهدين، تينا تخون حبيبها وتنام مع الشاب الوسيم إياد بعد لقائها الأول به، وإياد يعيش منذ سنوات، ويقيم في فندق لبناني مع حبيبته جنى المطلقة في لبنان وابنته الصغيرة بحرية، ولا يفكر بالزواج منها إطلاقاً، ويخونها بسهولة بعد لقائه الأول بحبيبة شقيقها، ثم يتنازل عن الفتاتين بسهولة عجيبة ليعود وابنته إلى لندن.
وضمن الأحداث يدخل شخص ثالث صديق جنى في لندن؛ لينافسه على قلب جنى، غير مبال بماضيهما العاطفي المشترك، ويقف إلى جانبها وتتزوجه بعد هجرها إياد، وكأن المؤلفة تبنت أعراف المجتمع الأوروبي المتحرر أخلاقياً من قيم الوفاء والأخلاق، وإقحام خط اللاجئين السوريين عائلة إياد في النص لم يدخل إليه بعض الدفء الإنساني المفتقد أصلاً في هذا النص الغربي شكلاً ومضموناً، وكأن فكرته الأصلية مقتبسة، وليست شرقية أو لبنانية بالمرة، واجتهاد الفنانين في أداء شخصيات غير واقعية في مجتمعنا الشرقي يحسب لهم وحدهم، وربما أسماء أبطاله سر متابعة الكثيرين له لا النص أو الإخراج.
ويبدو أن المسلسل العربي المشترك الآخر (نص يوم) أفضل حالاً نصاً وإخراجاً وأداءً بحبكته التشويقية المتقنة، وبالكيمياء الهارمونية الأدائية العالية بين بطليه السوري تيم حسن، واللبنانية نادين نجيم، التي بدت أكثر نضجاً بشخصية المحتالة ميساء، التي تعرف الحب أخيراً على يد زوجها العاشق ميار، فتضحي بحياتها من أجله وتقتل شريكها جابر لتنقذه من الموت سماً، وتواجه الإعدام بشجاعة، (ونجح المخرج سامر برقاوي بإدارتهما بالشكل المثير المقنع الدافئ وحركا فيه جمهورهما وراءهما حلقة تلو حلقة ببراعة.
(مش أنا) أفضل مسلسل رومانسي كوميدي لولا....
ونافسهما بقوة محلياً في الشارع اللبناني المسلسل الرومانسي الكوميدي (مش أنا) تأليف وبطولة النجمة اللبنانية الكوميدية كارين رزق الله، وشاركها بطولته في ثنائية رومانسية مميزة النجم الشاب بديع أبو شقرا، ورغم أن النص الذي كتبته كارين يتجاهل في مضمونه الأعراف الغربية والعربية بارتكازه على نشوء قصة حب بين شاب ثري وسيم وأرملة عمه الشابة الجميلة؛ حيث تترمل الحسناء هنا (كارين رزق الله) فجأة، وتفرح لخلاصها من زوجها العجوز السادي الذي عذبها بقسوته وبربريته (8) سنوات كاملة، حتى تعقدت من الرجال، فتعلن عداوتها لابن أخيه مجد (بديع أبو شقرا) ظناً منها أنه قادم ليتقاسم الميراث معها ولا تعلم أنها أموال والده وأمواله إلا متأخرة، وتتعمق علاقتهما، ويقع مجد المطلق من زوجة خائنة في حبها، ويحاول إعادة ثقتها بالحب والرجال مع أنه كان رجلاً فاقداً الثقة بكل النساء بعد خيانة زوجته السابقة له.
وكارين رزق الله كمؤلفة تكرر تيمة وأسلوب روايات عبير القديمة؛ حيث تبدأ العداوة بينها وبين حبيبها الدرامي الجديد في الحلقة الأولى، ثم بعد حلقات عدة تشتعل شرارة الحب في قلبيهما، لكن ارتكاز قصتها على قصة حب بين شاب وأرملة عمه غير مقبولة وغير مقنعة لعدد كبير من المشاهدين العرب؛ لعدم جواز قيم المجتمع لشاب بالارتباط بأرملة عمه أو خاله حتى في الغرب، وشرب البطلة المتواصل من حلقته الأولى لباقي الحلقات، الخمر كأنه شاي غير مقبول إطلاقاً وغير مبرر درامياً، والتفاصيل الغربية الموجودة بكرم هائل في المسلسلات اللبنانية وراء عزوف القنوات الخليجية والعربية المحافظة عن عرضها، ويظل مسلسل "مش أنا" رغم شوائبه الغربية مسلسلاً رومانسياً كوميدياً جيداً نوعاً ما لو بذلوا فيه مجهوداً فكرياً واجتماعياً وأدائياً أكبر، ولو تخلى صناع الدراما اللبنانية عن توابل الخمر والقبلات الساخنة والأحضان الدافئة لربما حققت الدراما اللبنانية انتشاراً عربياً أوسع في السنوات القادمة.
نادين نسيب نجيم أكثر النجمات اللبنانيات اجتهاداً وصدقاً في رمضان 2016
ومن بين كل النجمات اللبنانيات تميزت عنهن جميعاً هذا العام نادين نسيب نجيم التي بدت في (نص يوم) أكثرهن اجتهاداً وصدقاً في الأداء في رمضان 2016.
والحكم النهائي للجمهور في استبيان (سيدتي) الدرامي لعام 2016
شاركي معنا في الاستفتاء واملئي الاستمارة بالأسفل؛ لكي تربحي معنا جوائز قيمة!
