كيف شاركت الفتاة السعوديَّة بالمناسبات العالميَّة؟ وما الذي تغيَّر؟

سمر السقاف
سارة عطار في الأولمبياد
زهور يماني
إبراهيم السليمان
فهد الدويرج
شادن الشمري تتوسط المسرح
7 صور

بعد مرور 8 عقود على توحيد المملكة العربيَّة السعوديَّة، حدث الكثير، وتطورت جوانب مهمَّة نقلت الشكل السابق للحياة في المملكة للمرأة والرجل -على حدٍّ سواء- إلى مستويات أخرى. وحديثًا عن الفتاة السعوديَّة، فإنَّ هناك أسئلة تدور حول ظهورها أكثر على المستوى العالمي أخيرًا. هنا قمنا بتقصي الأمر لمعرفة السرِّ وراء ذلك.
بمناسبة قرب الاحتفال باليوم الوطني السعودي التقت «سيدتي» بعض المواطنين لمعرفة آرائهم حول بروز الفتيات السعوديات على مستوى عالمي، فماذا قالوا؟


البيئة المناسبة
بداية أوضح فهد الدويرج (43 عامًا)، مدير عمليات بشركة «TNT»: المرأة السعوديَّة متى ما وجدت البيئة المناسبة، ومُنحت الثقة الكاملة ستنجز وتنجز وتنجز، وستحقق ما لم تحققه نساء العالم، وفقك الله.
ويقول إبراهيم السليمان (46 عامًا)، مدير موارد بشريَّة في القطاع الخاص: المرأة السعوديَّة ناجحة بكل المقاييس، وأثبتت وجودها في كل الميادين، فقط تخلصت من أشباه الرجال ممن ارتدوا عباءتها ليتحدثوا نيابة عنها.


السعوديَّة ورقة رابحة
وتقول الدكتورة سمر السقاف، وكيلة جامعة «الأميرة نورة للشؤون الصحيَّة»، والحاصلة على جائزة الدبلوماسيَّة الطبيَّة من جورج واشنطن: المرأة السعوديَّة قادرة على التحدي بشرط أن تُعطى الفرصة، وتُمنح الثقة، وأن يتم تحضيرها بشكل جيِّد؛ فقد وجدنا كثيرًا من الشابات السعوديات في المسابقات والتحديات، فكثير من طالباتنا من جامعة «الأميرة نورة» حصلن على ميداليات ذهبيَّة وفضيَّة عديدة في معارض لندن وكوريا للمخترعين. الشابة السعودية تستطيع أن تنافس في أي تخصص؛ فهي ورقة رابحة، وإنجازات المرأة السعوديَّة فخر لكل سعودية.
كما التقت «سيدتي» الأستاذة المساعدة في قسم علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتورة رجاء القحطاني، الحاصلة على الدكتوراه في التغيُّر الاجتماعي، فقالت: بدايةً مشاركة المرأة السعوديَّة ليست جديدة؛ فقد كانت تشارك محليًّا بصناعتها لبيوت الشعر ومشاركتها في الطوافة، وفي موسم الحج، كانت تحول بيتها إلى مطعم وفندق، لكن شكل المشاركة هو ما تغيَّر الآن، وعلى الرغم من أنَّ الأعراف تضع كثيرًا من القيود عليها، فنجد أنَّها تستغل أي منفذ أو فرصة تُتاح لها وتستفيد منها بأقصى حدٍّ ممكن.
وأضافت: السبب في الظهور أكثر عالميًّا يعود إلى عوامل داخليَّة وأخرى خارجيَّة؛ فبالنسبة للعوامل الخارجيَّة، فإنَّ العالم أصبح قرية صغيرة واحدة، كما إنَّ المملكة وقعت على اتفاقيات ومواثيق دوليَّة عديدة، منها اتفاقيَّة عدم التمييز ضد المرأة (سيداو)، بالإضافة إلى تصديق المملكة على الأهداف الإنمائيَّة للألفيَّة الثالثة عام 2000، التي تضمنت بنودًا كان ثالثها تمكين المرأة، ورأينا بعد ذلك كيف حققت المرأة إنجازات متميِّزة، كإتاحة فرصة الابتعاث للمرأة بعد توقفه سنوات. وبالنسبة للعوامل الداخليَّة، فإنَّ أهم عامل هو التعليم، والمرأة عندما تعلمت فرضت نفسها تلقائيًّا.


تمكين المرأة السعوديَّة
مضيفة: إذا حللنا مفهوم تمكين المرأة السعوديَّة فسنجد أنَّ البعد الاجتماعي تم تحقيقه؛ فمستوى الأمية تقلص، ونجحت المرأة السعوديَّة في التعليم، فأعداد الخريجات تفوق عدد الخريجين من البنين. ومن الناحية الصحيَّة نجد أنَّ المملكة حققت نجاحًا كبيرًا من خلال خفض وفيات النساء؛ فقبل 40 سنة أو 50 سنة كان متوسط عمر المرأة 40 سنة، لكن الآن المرأة في عمر 40 سنة تبدو في العشرينات؛ لأنَّ الخدمات الطبيَّة تطورت. أما بالنسبة للجانب السياسي، فمنذ دخول 30 امرأة في مجلس الشورى أصبحت قضايا المرأة تثار بشكل مستمر.


وراء كل امرأة ناجحة ولي أمر مثقف
مثلما يُقال: "وراء كل رجل عظيم امرأة" أنا أقول وراء كل امرأة ناجحة ولي أمر مثقف ومتفتح ومؤمن بدور المرأة، وإلا فعلى المرأة بذل أضعاف الجهد؛ لكي تنجح، وهناك من نجحن رغم العقبات، لكن الحالات استثنائية جدًّا. وإن نظرت إلى كل النساء الأوليات من سعوديات ابتعثن أو حصلن على شهادات أو عملن في مجالات جديدة، فسوف نجد أنَّ ذلك تم بدعم ولي الأمر؛ فدعم الأسرة جدًّا مهم.


نصيحة للفتاة السعوديَّة
وتقول شادن الشمري، الحاصلة على الميداليَّة الذهبيَّة في أولمبياد الرياضيات الأوروبي للبنات: لقد كان لدعم أهلي، وبالأخص أمي، أثر كبير في نجاحي، كما كان لأساتذتي دور في تنمية مواهبي، وكذلك وزارة التعليم ومؤسسة «موهبة». إنني أنصح الفتاة السعوديَّة بألا تتوقف أبدًا مهما كانت الظروف، فمن خلال تجربتي واجهت عوائق كثيرة، منها اضطراري إلى الانتقال إلى مدينة أخرى للتدريب، والسفر، وغيرهما من العوائق، التي استطعت -بفضل الله- تجاوزها.