النخاع الشوكي: إصلاحه بات قريباً بفضل سمكة!

النخاع الشوكي
سمكة الحمار الوحشي ستكشف سرّ إصلاح الحبل الشوكي
3 صور

إنَّ تلف النخاع الشوكي لدى الإنسان يسبّب الشلل، وقد يؤدي إلى الوفاة في الكثير من الحالات. نجح الباحثون في عزل البروتين الرئيسي في سمكة الحمار الشوكي، الذي بمقدوره تجديد النخاع الشوكي؛ وهذا اكتشاف واعد، وبغاية الأهمية، ويمكن تطبيقه على الإنسان لمعالجة وإصلاح آفات النخاع أو الحبل الشوكي.

قام باحثون أمريكيون، منهم كينيث بوس، بروفسور علم أحياء الخلية، في جامعة ديوك في الولايات المتجدة بدراسة سمكة الحمار الوحشي الصغيرة، وهي نوع من الأسماك التي تعيش في الهند، ولكن تُستخدم في المختبرات في شتى أرجاء العالم من أجل البحوث العلمية.

قدرة على إصلاح الكسر في العمود الفقري
تشترك سمكة الحمار الوحشي في العديد من الجينات الوراثية مع البشر. وقد وجد العلماء أنه عند تعرّض العمود الفقري لكسر لدى هذه الحيوانات المائية، يتمّ تشغيل عملية الإصلاح لإعادة بنائه بشكل طبيعي.
وقد أثبتت دراستهم التي نشرت في المجلة الأمريكية "العلوم" أنَّ الخلايا على جانبي المنطقة التالفة من العمود الفقري تنطلق باتجاه تلك المنطقة لملء الفراغ الناتج عن الكسر أو التلف. ثمّ تبدأ الخلايا العصبية بالنمو، ثم بعد ثمانية أسابيع من الإصابة تكون عملية الشفاء مكتملة، وتستعيد السمكة بالتالي قدرتها على الحركة.

بروتين لإعادة توليد النخاع الشوكي
وقد تمكّن العلماء من عزل الجين الوراثي الذي يلعب دوراً حاسماً في عملية التجديد هذه. وقام الباحثون خلال التجارب بمنع وظيفة الجين الذي يسمح بإنتاج البروتين الذي يسمّى CTGF(عامل نمو النسيج الضامّ)؛ والنتيجة أن سمكة الحمار الوحشي لم يكن بإمكانها إصلاح الأنسجة التالفة. وعندما سمح العلماء بزيادة عمل هذا البروتين تجدّدت الخلايا بشكل أسرع.
والسؤال المطروح هنا هو كالآتي: هل يمكن تطبيق هذه العملية على الإنسان؟ فهذا النوع من الأسماك والإنسان يشتركان في عدد كبير من الجينات الوراثية (بما في ذلك نحو 90 في المئة من تلك الجينات التي تنتج عامل النمو CTGF؛ لذلك قام العلماء بغرس النسخة البشرية من هذا الجين في سمكة الحمار الوحشي المصابة في عمودها الفقري، والمفاجأة كانت أنّ الأنسجة تجدّدت وتولّدت من جديد، وأعادت الحركة الطبيعية إلى المخلوقات المائية الصغيرة.
ويعتقد العلماء أنّ هذا البروتين السحري ليس كافياً لإصلاح النخاع الشوكي فقط بمفرده لدى البشر، وثمّة حاجة ملحة إلى إجراء المزيد من الأبحاث المستقبلية.