لماذا يرحلون عنا في الشهر الأخير من كل عام؟

الممثل «أحمد راتب» الذي رحل في الرابع عشر من هذا الشهر
«زبيدة ثروت» التي رحلت في الثالث عشر من هذا الشهر
5 صور

منذ فترة وأنا أتابع ما ينقله الإعلام عن رحيل الفنانين والأدباء والمشاهير في الشهر الأخير من العام، ومنهم: «زبيدة ثروت»، و«أحمد راتب»، و«جورج مايكل»، وعضو فريق «كنغ كريمسن» البريطاني، وأسطورة هوليوود «زازا غابور» وابنها الذي لحق بها بعد أيام، والأسطورة «كاري فيشر»، وأمها النجمة «ديبي رينولد» التي لحقتها بعد يومٍ واحدٍ فقط؛ لأنها لم تقو على فراقها، والقائمة تطول، وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال يتكرر مع كل خبر وفاة: لماذا تزداد أعداد الراحلين في هذا الوقت من السنة؟ وهل هي مصادفة أن يرتفع العدد مع قرب نهاية العام؟

ما هي العلة في هذا الشهر؟
الأمر لا يتعلق بالمشاهير فقط؛ حيث تؤكد سجلات المستشفيات في بريطانيا على زيادة أعداد المتوفين في أقسام الطوارئ، أو الذين في طريقهم إلى المستشفى، مع زيادةٍ ملحوظةٍ في الوفيات التي تقع في البيوت والشوارع، وفي الطرق في هذا الشهر الذي يسبق نهاية العام، وقد أجرى البروفيسور «ديفيد فيليبس» وفريقه دراسة في هذا الشأن، وجاء فيها أن أسباب وفاة البشر الطبيعية تندرج بشكل عام في خمسة مشاكل صحية، هي: أولاً مشاكل القلب والدورة الدموية، وثانيًا أمراض الجهاز التنفسي، وثالثًا أمراض الغدد الصماء والمشاكل الأيضية، ورابعًا أمراض الجهاز الهضمي، وخامسًا أمراض السرطان، وأن الشهر الأخير من العام يشهد زيادةً ملحوظةً في الوفيات الناتجة عن هذه الأمراض في كل أعمار البشر ما عدا الأطفال.

إنه أمر محير حقًا!
تؤكد الدراسة على أن أسباب الوفاة كثيرة، ومنها.. أعياد رأس السنة!!! وتسوق بعض النظريات التي يتداولها الناس، ومنها الكآبة والضغط النفسي والحزن الذي يقع فيه الإنسان خلال هذه الأعياد، وهنالك كثير من القصص عن أناس يموتون حزنًا على فراق أحبتهم؛ حيث تزداد وطأة الحزن مع اقتراب السنة الجديدة، ولكن ماذا عن أسباب زيادة الوفيات بين المصابين بالزهايمر رغم أنهم لا يشعرون بفقدان من حولهم؟ ويبدو أن هنالك نظرية أخرى تتعلق بالجو البارد الذي يزداد حدةً في هذا الشهر، والذي قد يكون سببًا في الوفاة؛ لأن أعداد الناس التي تموت في الشتاء هي أكثر من أي فصلٍ آخر، ولكن ما يدحض هذه النظرية هو زيادة أعداد المتوفين في البلدان التي تعيش شتاءً دافئًا!!.إنه أمر محير حقًا!

الجؤوا إلى الأصدقاء المخلصين
يرى البروفسور «فيليبس» أن الأسباب قد تكون متشابكة ومترابطة مع بعضها، منها النفسية والعاطفية، والتي تجعل الإنسان زاهدًا بالموت ومستسلمًا له، ومنها برودة الطقس ونزول الأمطار والثلوج؛ مما يدفع بعض المرضى إلى إلغاء أو تأجيل فكرة الذهاب إلى المستشفى بانتظار تحسن الجو، وأخيرًا تنصح الدراسة باللجوء إلى الأصدقاء المخلصين من أجل التخفيف من الألغام العاطفية التي تزخر بها الأيام الأخيرة من السنة، والبحث عمن يُصغي ويُخفف من الآلام النفسية والحزن والوحدة، وتهدئة كل العوامل التي تجعل من الإنسان مستسلمًا للمرض وزاهدًا في الحياة.