مدرسة بدون ترخيص وجدار منهار !

8 صور

تعالت صيحات ذوي طلبة سجلوا أبناءهم في مدرسة ويستمنستر الشارقة، عندما فوجئوا بأن المدرسة لم تحصل على التراخيص والموافقات الرسمية من وزارة التربية والتعليم حتى الآن، وذلك من خلال رسائل تلقوها عبر البريد الإلكتروني، منها وعلى ما يبدو أن المسؤولين عن المدرسة خالفوا القانون، عندما قبلوا الطلبة للعام الجديد قبل حصول المدرسة على أي ترخيص أو موافقة رسمية.

يشعر ريتشارد فوربس، مدير الاتصال والتسويق في مجموعة جيمس التعليمية، بخيبة أمل شديدة؛ لعدم استطاعتهم افتتاح مدرسة ويستمنستر «فرع الشارقة» حتى الآن، رغم بدء العام الدراسي منذ أسبوع وقبولهم لأكثر من 500 طالب وطالبة دفع ذووهم الرسوم المستحقة، لكنهم فوجئوا في صباح اليوم الموعود بأن المدرسة أغلقت أبوابها بدعوى انتظار الترخيص من قبل وزارة التربية والتعليم.

الخبر وقع على أولياء الأمر كالصاعقة، ورغم التطمينات، التي تلقوها من المسؤولين في المدرسة، إلا أن ذلك لم يغيّر من واقع الحال شيئاً، فأبناؤهم -حتى نشر هذا التحقيق- لا يزالون في البيوت، ولا يسمعون سوى وعود.. تتبخر أدراج الرياح مع كل يوم يمضي من عمر العام الدراسي.

مدير الاتصال والتسويق فوربس لا يزال في انتظار الموافقات اللازمة من الجهات المعنية، وقد بدا متفائلاً حين قال لـ«سيدتي نت»: «إن المؤشرات كافة تدل على أن الموافقات اللازمة ستصلهم في غضون الأسبوعين المقبلين، ولن نتمكن من بدء عامنا الدراسي الجديد، وعلى الأهالي التحلي بالصبر والتسامح».

خذوا نقودكم!
تناهى إلى مسامع «سيدتي نت» من مصدر في وزارة الصحة أن سقوط جدار على أحد العمال ووفاته كان سبباً في عدم الحصول على الموافقة المبدئية، فالمبنى خطر على الطلبة..

وكانت الصاعقة عندما اقترح خالد الملا، مدير إدارة الرقابة والجودة على التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم، إيجاد مدارس بديلة للطلبة المتضررين. فعلى الرغم من أن إجراءات ترخيص المدرسة مازالت جارية، إلا أن هذا الاقتراح مؤشر على أن المدرسة لن تفتح أبوابها على الأقل قريباً! ومباشرة رد مدير الاتصال والتسويق في مجموعة جيمس التعليمية: «الرسوم التي دفعها ذوو الطلبة كانت بمحض إرادتهم، ويمكنهم الحصول عليها كاملة إن أرادوا نقل أبنائهم».

متفاجئون
يصعب تحديد فترة زمنية للانتهاء من كل تلك الإجراءات، لذلك حمّلت حصة الخاجة، رئيسة قسم التعليم الخاص والنوعي، إدارة المدرسة المسؤولية لما حدث... فبرأيها أنها خالفت اللوائح والقوانين؛ بقبولها طلبة دون استكمال إجراءات الترخيص، والضحية للأسف هنا الأهالي. تابعت: «نحن اقترحنا أن نخاطب المدارس الخاصة لتوزيع الطلبة؛ كي يتمكنوا من اللحاق بركب زملائهم، والمنطقة تتلقى عشرات الاتصالات القلقة، لكن ليس باليد حيلة»!

سؤال يؤرق كل من تواصلوا مع «سيدتي نت» هو أن الإجراءات القانونية لإنشاء أي مدرسة تتطلب موافقة مبدئية من قبل وزارة التربية والتعليم، فكيف تجرأت المدرسة على تسجيل الطلاب؟!

تستدرك حصة: «حتى هذه الموافقة لا تعطي الحق للمدرسة بقبول أو تسجيل الطلبة أو الإعلان عن نفسها، فهناك إجراءات تتولاها المنطقة التعليمية بالتنسيق مع جهات حكومية أخرى، منها البلدية والدفاع المدني، ودراسة مدى توافر الاشتراطات والضوابط القانونية في المدرسة قبل منح الموافقة النهائية، كما أن الموافقة المبدئية نفسها لم ترد!»، أكد كلامها لـ«سيدتي نت» رئيس وحدة التراخيص في منطقة الشارقة التعليمية، محمد إسماعيل الزرعوني، فصحيح أن مجموعة جيمس التعليمية تقدمت بطلب إلى وزارة التربية والتعليم، بشأن ترخيص مدرسة في الشارقة، إلا أنه حتى اليوم لم ترد إلى المنطقة التعليمية أي معلومات تفيد بالموافقة المبدئية من قبل الوزارة على هذا الطلب!

أولياء الأمور
بين إدارة المدرسة ووزارة التربية، يجد ولي الأمر نفسه بين فكي كماشة، فشريحة كبيرة فقدت ثقتها بالمدرسة؛ كونها لم تطلعهم منذ البداية أنها لم تحصل على الترخيص، ورغم ذلك فتحت أبوابها لاستقبال طلبات التسجيل وتحصيل الرسوم، وفي الوقت نفسه هم يرغبون في مدرسة متوازنة الأقساط، ولديها جودة في التعليم في ظل جنون أسعار الرسوم المدرسية الذي لا يتوقف.

وهم ينتظرون أن تعوض لهم إدارة المدرسة بخصم رسوم شهر من الأقساط الدراسية، والالتزام بأيام الدراسة المقررة، وفق تعبيرهم. لذلك تستغرب تانيا براغوف، ربة منزل، مما حصل؛ لأنها اختارت المدرسة لابنيها دانيال وراشوف ودفعت المصاريف، مستندة إلى سمعتها العلمية، وأقساطها المتوازنة، وتابعت: «أنا خائفة من عدم الحصول على الترخيص بعد أسبوعين، وهو ما يمكن أن يضيع على أبنائي فترة لا تقل عن شهر من بدء العام الذي انطلق يوم التاسع من الشهر الجاري».

أحمد عبدالحليم، موظف في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، فقد ثقته بالمدرسة وطالبهم بالقسط، ووعدوه برده له؛ كي يتمكن من تسجيل ابنه بمدرسة اخري. علّق قائلاً: «أنا مضطر إلى اختيار مدرسة أغلى قليلاً؛ لعدم توافر مقاعد في مدارس أقل»..

فيما يعتقد عمر بدر الدين، موظف في جمارك دبي، أنه سيكون من الصعب بمكان إيجاد مكان لابنه في الصف الأول بمدرسة أخرى؛ لأن غالبية المدارس الخاصة في الشارقة رفعت شعار «كامل العدد»، كما أنه لم يبد متفائلاً من وعد الوزارة بإيجاد مدرسة تقبل أبنائهم، علّق قائلاً: «يقولون لنا عودوا إلى المنطقة التعليمية ودعوها تجد لكم مدرسة، نحن لا مقاعد لدينا».

وتخشى فداء عبدالله، ربة منزل، أن تضطر للقبول بتسجيل ابنتها في مدرسة مكتظة الفصول وبلا مستوى تعليمي فقط؛ من أجل ألا تضيع عليها السنة، فجميع المدارس المتميزة -كما تقول- أغلقت باب قبلوها منذ مايو الماضي. تستدرك فداء: «على الوزارة تحرير مخالفة جسيمة بحق المدرسة؛ لأنها تتلاعب بمصائر الطلبة».

ورغم أن قرار الإغلاق يحرم هيئة التدريس من فرص عمل، وحرم الطلاب من فرصة التعلم في مدرسة تتميز بتدني أسعارها، إلا أن المدرسة من وجهة نظر موسى غريب، مدير التعليم الخاص في عجمان، ارتكبت مخالفة تستدعي اتخاذ قرار حاسم بحقه...