معرض «كل تغير إحياء»: تحدٍ لقيود العالم الواقعي

الفنان محمد ظاظا
القشرة، 2016. الإكريليك على قماش
كل تغيُّر إحياء
المنظر، 2016. الإكريليك على قماش، إحدى لوحات المعرض
جانب من المعرض
اهتمام معاصر 2، 2016. الإكريليك على قماش
6 صور
للفنِّ عدد لا نهائي من الأوجه والأساليب والانطباعات التي يتأثّر بها ويؤثّر بها. وعن ذلك الفن الذي يتمكّن بنجاح من التخاطُب مع وجدانك، وإدخالك في دائرة من التفكُّر المستمر.. استضاف معرض حافظ جاليري بمدينة جدّة، المعرض الشخصي «كل تغيُّر إحياء» للفنان محمد ظاظا، وذلك خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين.
حيث احتوى المعرض على عددٍ من الأعمال الفنية التشكيلية التي تركز على الحركة الموجودة خلف المشاهد الثابتة، فهو يعيد تعريف الفكرة المبلورة مسبقاً للأشكال بإزالة الرابط بين الشكل والوظيفة؛ إذ يعتمد ظاظا على طريقة خاصة يصور فيها عناصره من دون شكل محدد، وخارجة عن موضوع الرسمة، متحدِّيًا بهذه الطريقة قيود العالم الواقعي. وكانت كل لوحة تعكس فكرة التغيُّر الدائم اللا متناهي، والخلق المستدام لأشكال وأنوع جديدة من مناظر مختلفة. وبذلك يعكس انسياب الحياة، وهكذا أخذتنا اللوحات في رحلة خلابة إلى عالم التحول، حيث تطمح لوحاته إلى خلق نافذة عبور من هذا العالم إلى بُعد آخر من الحياة.
وجوه متداخلة، أعيُن وأيدٍ متوارية، ألوان صارخة وباردة.. توازن غريب ويزداد غرابة، مستلزمًا تفكُّرًا عميقًا لمعنى كل لوحة، بعناوين حملتها تلك اللوحات مثل «اهتمام معاصر» و«رحلة الرجل الأحمر».
التقت «سيدتي» الفنان محمد ظاظا لاكتشاف الإنسان والروح خلف العمل، ودار حوارٌ فلسفي مُلهم.
- من أين يأتيك الإلهام؟
- لا أستطيع تحديد من أين يأتي الإلهام، فهو مفاجئ. يكون بلحظة من حدث أو شكل، أو شعور ما. لكنني أستطيع القول إنني لازلت على قيد الحياة، وتلك هي الفكرة التي تجعلني أحوِّل كل الوجود إلى إلهام.
- اخترت أن تخلق أشكالاً وأنواعًا جديدة من مناظر مختلفة، حيث حملت لوحاتك مزيجًا متلاحماً بين الواقع والخيال. هل ذلك نوعٌ من التمرد على الواقع أم هو تعايش معه؟
بل هو تعايش معه ونتيجة منه أيضًا، الواقع أو الوجود هو معلمنا الأبدي الذي يسير بسكون وحكمة. ممتلئ بأشكال الحياة، وهو المصدر الكريم الذي حوّل الكثير من البشر إلى فنانين وحرفيين وعلماء يتوقون لاستكشاف خفاياه وتخيل ما وراءه. نحن اعتدنا هذا الواقع وأطلقنا عليه الكثير من الأسماء، ولكن مع قليل من التأمل وخارج كل ما عرفناه وتعلمناه عنه، سنجد بأنه «الخيال». وعن الرسالة التي يريد إيصالها بفنّه، وضّح ظاظا بأنّه يحاول أخذ المتلقي في جولة في البُعد الخاص بالشكل المطروح في العمل، وأن المواضيع تتنوّع متأثِّرا بالطبيعة والخلق والفيزياء التي لطالما ألهمته. وأضاف: «الفن الغني لا يعرف ما هي رسالته بل يقدم الكثير من الاقتراحات والاحتمالات والمحاولات والعمل الدائم والاستماع للهواجس التي تدوي في المخيلة فجميعها معًا بشكل بنائي تؤدي الى معرفة الرسالة التي يريد الفنان نفسه معرفتها حقًّا».
يُذكر أن الفنان السوري محمد ظاظا وُلد في الرياض عام 1987م، وانتقل إلى سوريا عام 2006 لدراسة علوم الفن في جامعة حلب، وعمل كمساعد مدرّس هناك ثمّ انتقل إلى تركيا. ومن أعماله أيضًا بالإضافة إلى الرسم على اللوحات، الرسم التوضيحي والرسم المتحرك.
للمزيد من أعمال الفنّان، يمكنكم زيارة الرابط التالي:
http://www. mohammadzaza. com/gallery