"سيدتي نت" يرصد مأساة التوأم الملتصق "منة ومي"

مأساة التوأم الملتصق منة ومي
مع والدهما
3 صور

بدموع الفرحة، استقبل إسلام صقر والد التوأم الملتصق "منة ومي" قرار الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين بنقلهما إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض، لإجراء الفحوص اللازمة لهما وإمكانية فصلهما بالقرار.

وقال والد التوأم في حديثه لـ"سيدتي نت"، إنه ليس غريباً على جلالة الملك سلمان هذا التصرف الإنساني النبيل في إنقاذ حياة ابنتيه، مضيفاً أنه شعر بأن الحياة ابتسمت له، فقد عاوده الأمل في شفاء طفلتيه بعد عناء وعذاب ذاقهما طيلة عام ونصف العام، وكان كل يوم يترقب خبر وفاة إحداهما أو كلتيهما معاً لعجزه عن علاجهما.

ولفت والد الطفلين الى إنه لم يتمالك نفسه من السعادة عند تلقيه اتصالاً هاتفياً من السفير السعودي بالقاهرة، أحمد قطان الذي دعاه إلى الحضور للسفارة لإنهاء إجراءات سفر ابنتيه والأسرة إلى الرياض، كما تلقى اتصالاً آخر من الدكتور عبدالله بن عبد العزيز الربيعة، والمتخصص في الحالات الشبيهة بابنتيه، والمستشار بالديوان الملكي السعودي، والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي أوضح له أن مستشفى الحرس الوطني بالرياض سيتكفل بعلاجهما بعد قرار خادم الحرمين، مع استضافة الأب والأم والتكفل بكل نفقات العلاج والإقامة.

وتحدث الأب عن مأساته طوال 18 شهراً: "الدنيا اسودت في وشي وكنت فاقد الأمل في علاج بناتي، وبالرغم من ظروفي الصعبة كنت بلف بين محافظات البحيرة والشرقية والقاهرة والقليوبية". وشرح الأب تفاصيل رحلته في البحث عن علاج لتوأمه قائلاً: "منذ ولادة بناتي في 21 يونيو من عام 2015 وهما ملتصقتان بالرأس وتحتاجان إلى إجراء عملية جراحية لفصلهما حتى تعيشا حياة طبيعية كباقي الأطفال".

وكشف الأب الذي ليس له مصدر ثابت للدخل، انه اضطر إلى الانتقال إلى محافظة الشرقية للإقامة لدى خاله حتى يتمكن من مباشرة رحلة علاج طفلتيه في القاهرة والقليوبية، وأنه توجه إلى مستشفى أبوالريش للأطفال لعلاجهما من الالتصاق، وهناك أدخلتا إلى الحضانات لصعوبة حالتيهما، وقرر الأطباء إجراء عملية فصل لهما بعد مرور 90 يوماً، وطلبوا منه أشعة وتحاليل بعد مرور 40 يوماً على وجودهما في الحضانات، وقال الأطباء إن هناك وريداً مشتركاً بين الطفلتين، وسيتم إجراء العملية في المستشفى، ولكن بعد مرور 90 يوماً لم يجر المستشفى العملية للطفلتين، وإنما طلبوا منه أن يغادر بهما، على أن يتم إجراء العملية بعد سنة.

وأوضح الأب: "حصلت على كارت متابعة مع طبيب مخ وأعصاب بالمستشفى، حتى أتابع معه، لأن حالة الطفلتين صعبة، خاصة مي المتأثرة بشدة من الالتصاق. ذهبت إلى المستشفى 4 مرات عشان أتابع مع الدكتور لكن للأسف ملقيتوش، رغم إني في كل مرة باخد عربية بـ400 جنيه، ويعلم ربنا بجيبهم منين، ولما زهقت بعد تعب 3 شهور مع مستشفى أبوالريش، أهل الخير أشاروا على إنى أروح مستشفى بنها للأطفال، وأول الأطباء ما شافوا الطفلتين قالوا إزاي متعلمهومش عملية جراحية مؤقتة لحد دلوقتي، عشان يحصل تليين بين الجلد والعظم عشان تكون نسبة نجاح عملية الفصل كبيرة، وتم حجز الطفلتين في المستشفى وطلبوا عمل تأمين صحي لهم عشان العملية، وعندما خلصت أوراق التأمين الصحي من البحيرة، ورحت وديتها لمستشفى بنها، لكني فوجئت بإنهم بيطلبوا منى أن آخد الطفلتين من المستشفى وإنهم هيتصلوا بي فيما بعد لإجراء العملية، ورغم مرور 6 شهور حتى الآن، إلا أنهم لم يتصلوا بي، ولم أتمكن من إجراء عملية الفصل للطفلتين، وعمر منة ومى، ما دفعني أن أذهب إلى منظمة حقوقية في العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية عشان يشوفوا لي حل في مأساتي".

ومن جانبها، وقالت الأم إن قرار جلالة الملك سلمان أنهى المأساة التي عاشتها الأسرة مع الطفلتين "منة ومي" ، وإنها تشعر بسعادة بالغة بعد تدخل خادم الحرمين الشريفين بنفسه ، وإن هذا القرار الإنساني والأبوي أنساها المعاناة التي تعرضت لها الأسرة بين 4 محافظات في مصر، خاصة وأن زوجها ووالد الطفلتين عامل باليومية ولا يملك من حطام الدنيا شيئاً، وليس لديهم أموال تمكنهم من الذهاب إلى المستشفيات الخاصة.