مسابقة القصة الفكاهية: جدو عنده حمار

من القصص الفكاهية المستوفية لشروط مسابقة «سيدتي» للقصة الفكاهية القصيرة، والتي وعدناكم أن ننشرها تباعاً، نقدم لكم قصة: «جدو عندو حمار» لمجدي محمد حافظ.
مع العلم أن القصص لم تخضع لأي تصحيح، عدا التصحيحات اللغوية والإملائية، على أن تقوم لجنة الجائزة باختيار الأصلح بينها.

 

"جدو عنده حمار"
حتي تكتمل الصورة وتكتمل الأغاني المحببة إلي نفسي التي أبحث عنها باستمرار في الأيام الخوالي؛ كان يطرق على ذهني وأنا أغني لابنتي في صوت من النشاز المنقطع النظير مع الفنان المعتزل صاحب وطنيتنا حماها الله في العهد البائد ويتحول إلى صاحب أغنية للأطفال بعد الفاهمة ماما زمانها جاية وهو يغني «جدو علي عنده - - » وكان أفضل مقطع لي ولها في هذه الأغنية «جدو علي عنده حمار طيب قوي مش مكار» وكان هذا طموحًا لي أن أري أحفادي عندما يأتون إلي المزرعة أن تكون لهم متعة ركوب الدواب وخاصة الخيل أو الحمير؛ وأنا من الخلق التي تعتبر أن الحمار الذي أقل ما يوصف «حمال أسية وخاصة من البشر» ولكن أنا أعتبر نفسي من محبي الحمير، ولذلك دعوت حفيدتي أن تأتي بعد فترة من الزمن بعد أن يكبر الجحش بقليل ليبلغ من العمر حوالي ستة أشهر ليتحول إلي حمار صغير، وبعد سنتين يتحول إلي حمار متمرس علي أعمال الحقل؛ وكان لي تليفون من عبقرية هذا الزمن هو التليفون بكاميرا 13 ميجا بكسيل فتم تصويره وهو يبتسم ابتسامة عريضة وهو يفتح فمه على أسنانه القليلة.
مرت الأيام وأنا أنتظر أن يكبر الجحش ويتحول إلي حمار؛ حتي يتسني لحفيدتي ركوب شيء محترم، وأن تستمتع بركوب الحمير وخاصة أنها تعلمت ركوب الخيل في الصغر حتي تكون فارسة لايشق لها غبار؛ مازلت مع أهل الثقة الذين غيرتهم علي مدار السنوات القليلة أكثر من مرة أكثر مما غيرت الأحذية مع كامل الاحترام إلي الأحذية، لكن هذا أيضًا لم يشفع لي لأنه من البداية «أنا من اشتري الترام وأكمل الشراء بالعتبة الخضراء»؛ الجحش لا يكبر مازال كما هو جحش منذ ذلك اليوم الذي اشتريته.
أتي إلي المزرعة لكي يري ما الخطب في هذا الجحش الذي لا يكبر لكي يصير حمارًا متمرسًا؛ أتي في كامل هيئته؛ كله هيبة العالم ببواطن الحمير وهو يرتدي بالطو أبيض ويرتدي نوعًا من أغطية الرأس «الطواقي» عرفت بعد ذلك أنها من النوع الغالي الذي يرتديه علية القوم والعلماء ببواطن الحمير «طواقي أبوجنية» هذا هو اسمها.
بعد أن فحص الجحش وأعطيت كل التفاصيل الخاص به من أين اشتريته؟ ومنذ متي وهو في حوزتي؟ وأريته الصورة الخاصة به وهو يبتسم ابتسامة عريضة في بداية وجوده في المزرعة؛ أخبرني وهو يحك ذقنه وينظر إلي بنظرة متفحصة وكله ثقة فيما يقوله «لقد تم استبدال هذا الجحش عدة مرات ويحضرون لك واحدًا مختلفًا في كل مرة» لقد نظرت إلي الجحش ونظرت إلي الصورة وجدت أنه لايحمل الابتسامة الأولي الأخاذة.