كيف تستعدين لاستقبال أول مولود؟

 

مزيج من القلق والسعادة يخيم على الأم الحامل، التي تستعد لاستقبال مولودها الأول، القلق نابع من المسؤولية الجديدة التي ستواجهها، والسعادة نابعة من الشعور الإنساني بالأمومة. وبين القلق والسعادة هناك أمور يجب أن ترتب؛ لتكون الأجواء جاهزة؛ لاستقبال أول مولود سيملأ حياتك وحياة زوجك بالسعادة والمسؤولية، والحرص على تربيته أفضل تربية ممكنة.

تغير طفيف!
قبل قدوم المولود الأول تكونين حرة طليقة، تذهبين مع زوجك حيثما تشائين، تتمتعين معه بالعلاقة الزوجية خارج إطار الضوضاء التي يحدثها الأولاد. قالت دراسة بحث فيها مارسيلو فالي، طبيب متخصص بالولادة وأمراض النساء في البرازيل: «علاقتك الزوجية ستشهد تغيرات لابد منها مع قدوم مولودك الأول، ستحتارين وتضطربين وتشعرين بمسؤولية إضافية، فهذا الحدث مناسبة تعتبر الأكثر إثارة في حياتك الزوجية، وعليك الاستعداد؛ لقبول الواقع وليس الخيال».

الفزع غير منصوح به
يستغرب الدكتور مارسيلو، من أمهات حوامل يضخمن مسؤوليات قدوم مولودهن الأول لدرجة قد تصيبهن بالفزع أحيانًا، وهذا خطأ؛ لأن الفزع هنا غير منصوح به طالما أنه لا يساعد على الاستعداد النفسي لاستقبال المولود الأول. يعلّق مارسيلو: «اعتبري قدوم مولودك الأول هدية ثمينة ستتسلمينها، وتحافظين عليها على أفضل وجه».

يعود مارسيلو إلى العروس الجديدة التي تفكر بحاجتها لطفل؛ ليملأ حياتها سعادة، ولكن عندما يحدث الحمل يتغير موقفها النفسي، وكأنها كانت في حلم واستيقظت. وهذا التغير المفاجئ في المواقف هو الذي يؤدي إلى ما يسمى في علم النفس بـ«الاكتئاب المؤقت» للمرأة خلال فترة حملها، وبعد قدوم المولود بفترة قصيرة.

وبرأي الدكتور مارسيلو أن هذا الاكتئاب ناجم عن عدم الاستعداد الكامل والعقلاني لاستقبال المولود الأول، ولقناعة تامة بأن المولود الأول سيغير حال حياتها رأسا على عقب.

قدومه لا يُضعف الحب
تذهب بعض النساء بتفكيرهن بعيدًا، وهي أمور نادرة الحدوث، برأي الدكتور مارسيلو، كالاعتقاد أن قدوم المولود الأول سيضعف الحب بينها وبين زوجها الذي تربطه معها عاطفة حب قوية. وأضاف: «لاشيء يمكن أن يضعف الحب إذا كان حقيقيًّا.

وبدلاً من أن تميلي إلى التفكير السلبي، اعلمي أن هذا المولود الجديد هو ثمرة حبكما، وأن الطفل سيساهم في نضوج هذا الحب إلى مرتبة أعلى، فالحب قبل قدوم المولود الجديد قد يكون طائشًا أو يفتقر للمسؤولية، ولذلك فإن قدوم المولود الأول يمكن أن يكمل ما كان ناقصًا فيه».

كليشيات لا لزوم لها
بعض الحوامل يرددن «كليشيات» سمعنها من نساء أخريات حول أن قدوم المولود الأول هو بداية النهاية للحب أو أن المسؤوليات المترتبة على قدومه ستطغى على الحياة الزوجية، وتسبب تباعدًا نفسيًّا وجسديًّا بين الزوجين، أو أن الوضع الجديد سيمنح الأرضية الخصبة للشجارات وسوء التفاهمات ومشاكل حول أسلوب تربية هذا المولود.

لكن الدكتور مارسيلو نصح في دراسته الحوامل بأنه يجب عدم إعطاء كثير من الأهمية لمثل هذه «الكليشيات»؛ لأن الأوضاع تختلف بين الناس، ولكن أفضل وسيلة لتجنبها تتمثل في الاستعداد الكامل لتلقي هذا المولود بذراعين مفتوحتين.

ويتمثل هذا الاستعداد في احترام قرار الحمل الذي اتخذه الزوجان؛ لأن الطفل لا يأتي من فراغ بل من قرار متفق عليه. وعلّق: «أفضل وسيلة للاستعداد لقدوم المولود الأول هو أن تحاوري زوجك في كل النقاط مثل أسلوب التربية وإدراك المسؤوليات، وعدم التذمر منك بعد الولادة».