عاشت هذه الأيّام حادثة روتها بنفسها كما حصلت، تقول:
«نادرة الخروج أنا، لكن في مساء ما ذهبت إلى مطعم بسوسة، وأردت الدخول في وقت غير أوقات الذروة، فوجدت أمام الباب حارسين مفتولي العضلات، سألاني عن وجهتي، ولما قلت: المطعم، قالا لي بعد أن صعّدا فيّ النظر وصوّباه، هل لديك «ريزيرفاسيون» (حجز) قلت لا، نظرا إليّ مرة أخرى، والحق أني كعادتي أرتدي ثيابًا بسيطة إن لم أقل رثة بالنسبة إلى رواد هذه الأمكنة لاسيما من النساء. وربما لذاك قال لي الحارسان، عفوا لن تدخلي، قلت: هل الأماكن كلها محجوزة، أجابا: لا، قلت: إني لن أتجاوز الساعة جلوسًا، قال الحارسان: لا... لن تدخلي... وفجأة خرج صاحب المطعم، ويبدو أنه تعرّف إليّ، فعاتب الحارسين، وأدخلني معززة مكرمة، وأكلت وشربت ما طاب ولذّ... وقلت في نفسي: يا إلهي، ماذا يفعل الإنسان في هذه البلاد إن لم يكن يعرف أحدًا أو لم يكن يعرفه أحد؟... وسألت الله تعالى تغير هذه الأوضاع، وعدت إلى بيتي فرحة مسرورة، أمنّي النفس بزمان يكون القانون فيه فيصلاً لا الشكل، ولا المعارف ولا الحسابات».