تحذير من «غاز الضحك»

الدكتور محمد عبدالرحمن
سالم ساحوه
الدكتور مجدي عبدالعزيز
4 صور

حذرت وزارة الصحة، ووقاية المجتمع في الإمارات، في تعميم رسمي، من مخاطر الاستخدام الخاطئ لرذاذ كلوريد الإيثيل الذي يسمى حركيًا عند المراهقين: «غاز الضحك»، فقد طالب أطباء وتربويون وقانونيون بإحكام الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تبيع المواد الممنوعة مثل هذا الغاز، فهي متوفرة على مواقع البيع وثمنها رخيص.

في العام 2012 كانت القضايا المتداولة في محاكم الإمارات تؤكد بأن مادة «الترامادول» تأتي على رأس المواد المخدرة المتداولة بنسبة تصل إلى 80% ضمن الفئات العمرية الشابة والتي تتراوح أعمارها ما بين 18 لغاية 25 عامًا، وأصبح ينتشر بين فئات أصغر، من هنا قامت الجهات الأمنية المسؤولة عن مكافحة المخدرات بحملاتها الميدانية وبرامجها الوقائية داخل المدارس والجامعات والمعاهد لتوعية الطلاب والطالبات بأضرار هذه الحبوب، ومكافحتها.


فكرة شيطانية
منذ سنتين شاع بين الشبان الحديث، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكشفت وزارة الصحة في الإمارات، كما شاع في الصحف، عن أدوية عادية تؤخذ من دون وصفة طبية لتسكين الألم حيث يمكن الخلط بينها، لتتحول إلى مخدر يستخدم كبديل عن «الترامادول»، وعندما شاع استخدامها بين الطلاب بالطريقة التي اعتبرها الأطباء شيطانية، شملت بقانون الوصفة الطبية الرسمية، بعد أن كانت تباع في الصيدليات من دون وصفة، فكل منها على حدة لا يشكل ضررًا بل فائدة للمرضى المصابين بآلام عادية.


إنذار جديد
هذه الأيام بتنا نسمع عن كلوريد الإيثيل، وهو مخدر موضعي ينتمي لمجموعة مركبات دوائية تحدث حصارًا في الناقلات العصبية، وشللًا في العضلات الهيكلية والتنفسية عند الاستنشاق، كما يحدث شللًا في الأعصاب المغذية للأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ارتخاء العضلات الملساء، حيث يوضع على قطعة قماش ويتم استنشاقه، ويسبب موجة من الضحك أو البكاء تتبعها حالة من الهلوسة، الأمر الذي يحدث توسعًا وعائيًا يؤدي بالتالي إلى هبوط في الضغط وقد تنتهي الحالات الشديدة بمضاعفات خطيرة تصل إلى حد الوفاة، وما أثار موجة التحذير هو أن الوزارة كشفت استنشاق هذا الغاز بين أوساط الطلاب والمراهقين بين أعمار 12 و16 عامًا، الذين يشترونه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد نقلت حالات بسبب مضاعفاته إلى المستشفيات.


سهولة التعرف
يجد الدكتور محمد أحمد عبدالرحمن مدير كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي، أن الدخول إلى مواقع الإنترنت والتعرف على آلاف المنتجات وغيرها بات سهلًا، حيث إن الطالب الذي لا يتجاوز عمره 6 سنوات يحمل جهازًا ذكيًا موصولًا بالإنترنت، الأمر الذي يتيح له الإلمام بالمعلومات الكاملة عن المواد المخدرة، وعلّق: «للأسف هذه المواد رخيصة ومتوفرة ووجودها في حيازة أي شخص تعتبر قانونية».

آثار جانبية
حقيقة رذاذ كلوريد الإيثيل أنه يستخدم طبيًا لمنع الألم الناجم عن الحقن والإجراءات الجراحية البسيطة، ويستخدم كذلك للإغاثة المؤقتة للإصابات الرياضية البسيطة، ويساعد أيضًا على تخفيف آلام العضلات العميقة عند استخدامه مع تقنيات تشنج العضلات، من هنا يقول الدكتور مجدي عبدالعزيز استشاري حالات حرجة، «أعراضه الشعور بالسكر وعدم التنسيق وفقدان الوعي، كما يؤدي التعرض الطويل الأجل لكميات عالية من المادة إلى العديد من الآثار الجانبية العصبية، مثل ردود الفعل البطيئة، والترنح وصعوبة الكلام، والحركة اللاإرادية للعين والهلوسة، كما أن استنشاق الرذاذ قد يستنزف الجسم من الأوكسجين، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة فضلًا عن أن الاستعمال لفترات طويلة يؤدي إلى تلف الأعصاب الطرفية، كفقدان الإحساس وعدم القدرة على السيطرة على العضلات، بالإضافة إلى التسبب في تلف الكبد أو الكلى.

شاركوا معنا في استفتاء سيدتي الخاص بحملة نتزوج رغم الظروف