«قرقاعون عادت عليكم يالصيام..عطونا الله يعطيكم بيت مكه يوديكم يا مكة يا المعمورة»
أهازيج يردِّدها الأطفال في احتفال يسمونه القرنقعوة أو القرقيعان، وهو من أهم العادات الرمضانيَّة الشعبيَّة في المجتمع الخليجي، وتأتي في ليلة 13، 14، 15 من ليلة النصف من رمضان، والقرقاعون أو القرقيعان، عبارة عن سلة كبيرة مصنوعة من سعف النخيل، يوضع بداخلها خليط من المكسَّرات، بحسب العادات والتقاليد الخليجيَّة، وتعني القرنقعوة أو القرقيعان الشيء المخلوط المتعدد الأصناف، والمقصود هنا المكسَّرات.
ولكل دولة من دول الخليج طريقة خاصة للاحتفال:
• الإمارات
- يسمى بـ«حق الليلة».
- الأناشيد والأهازيج التي يردِّدها الأطفال «إنطونه حق الله، يرضى عليكم الله، جدام بيتكم دله، عسى الفقر ما يدله».
- طريقة الاحتفال: يجوب الأطفال الشوارع وهم يرتدون الملابس الشعبيَّة، ويحملون أكياساً تخاط خصيصاً لهذه المناسبة ليجمعوا فيها الحلوى، والمكسَّرات، التي يحصلون عليها من أصحاب البيوت؛ مبتهجين بهذه المناسبة التي توارثتها الأجيال.
- ومن الأمور الطريفة التي تحدث بعد نهاية ليلتهم، أنَّهم يتباهون فيما بينهم، أيهم جمع أكثر من الحلويات، والمكسَّرات، ويذكرون بشيء من المدح، والثناء صاحب المنزل الذي أعطاهم كميَّة أكبر ونوعيات مختلفة.
• السعوديَّة
- يسمى الاحتفال بـ«القرقيعان»
- فينشدون «قرقع قرقع قرقيعان أم قصير ورمضان، عطونا من مال الله يسلم لكم عبدالله، عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يوديكم لأهاليكم، ويلحفكم بالجعد عن المطر والرعد».
- من أشهر المناطق حفاظاً على تلك العادة، المنطقة الوسطى والشرقيَّة.
- تبدأ أحداث الاحتفال من غروب الشمس إلى آخر الليل.
- كل أسرة تخيط وتخبن لصبيانها ما تسمى بـ«الخريطة»، وهي تشبه الكيس تعلق على الرقبة بخيط تشد به الخريطة التي على الصدر، وفي بعض المناطق عبارة عن سلة كبيرة مصنوعة من سعف النخيل أو قطعة قماش، وهي تعرف عربيـاً بـ «المخلاة».
- يوضع بداخل الكيس خليط من المكسَّرات النخي، والنقل، والسبال، والفول السوداني والتين المجفف، إلى جانب بعض الحلويات.
- أما البنات فيلبسن لباساً خاصاً يسمى «المخنق»؛ فيطفن البيوت ليجمعن الحلوى فتمتلئ الشوارع بمسير جماعي من الأطفال من بيت لآخر.
• الكويت
- يسمى في دولة الكويت بـ«القرقعان».
- وتنشد البنات «قرقيعان وقرقيعان، بيت قصير ورمضان، عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام يا الله سلم ولدهم، يا الله خليه لأمه، عسى البقعة لا تخمه، ولا توازي على أمه، أعطونا الله يعطيكم، بيت يوديكم».
- وما أن يتناول الأطفال الإفطار حتى يسارعوا للتجمع والسير في شكل مجموعات يردِّدون أهازيج القرقيعان.
- مجموعة البنات منفصلة، والفتيات لا يستطعن الابتعاد عن منازلهنَّ؛ بل يتجولن قريباً منها، أما الأولاد فيمتد تجوالهم إلى خارج الفريج الذي يسكنون فيه.
- وبعد الانتهاء من الأناشيد يتم توزيع المكسرات والحلويات على الأطفال، وتوضع الهدايا في أكياس معلقة برقبتهم تسمى بالخريطة.
• قطر
- تعرف بليلة «الكرنكعوه».
- ينشد الأطفال بها «قرنقعوه قرقعوه، عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم، يا مكة يا المعمورة يا أم السلاسل والذهب يا نورة» وهكذا تختلف قليلا عن البحرين والإمارات وسلطنة عمان.
• البحرين
- تسمى القرقاعون.
- ترتدي الفتيات الأزياء التقليديَّة المتعدِّدة من «البخنق»، وثوب النشل والجلابيات المبتكرة.
- الأولاد يرتدون الثوب الأبيض المطرز بخيوط ذهبيَّة مع صديري أسود أو من دونه، ويحملون معهم أكياساً مصنوعة من القماش.
- مكونات القرقاعون، تقتصر على أنواع محدَّدة من المكسَّرات، مثل: اللوز، الجوز، النخي، الفول السوداني، إلى جانب بعض الحلويات وأصناف معينة من الحلوى تستورد من إيران.
• أهازيج القرقيعان في بعض دول الخليج الأخرى:
«عادت عليكم صيام.. كل سنة وكل عام» ثم يشرعون بالدعاء إلى أهل البيت فرداً فرداً، ويقولون: «الله يخلي راعي البيت آمين.. الله يخلي.. آمين» ويذكرون أسماءهم؛ فتخرج ربة البيت وتطلب منهم الإكثار من الدعاء قبل أن توزع عليهم الحلوى والمكسرات.
• وفي العراق تُسمى هذه العادة بالماجينة، ولهم أهزوجتهم الخاصة «ماجينه يا ماجينه.. حل الكيس وانطينه.. انطونه الله ينطيكم.. بيت مكة يوديكم» وإذا طال عليهم الوقوف ولم يخرج إليهم صاحب الدار يصرخون بأعلى أصواتهم: «يا أهل السطوح.. تنطونه لو نروح».
• وبسبب التطورات التي حدثت بالمجتمع الخليجي أخيراً، أضيفت بعض الاختلافات:
لم تعد الأسر تسمح بذهاب لأطفالها بالحصول على القرقيعان من الجيران أو المنازل المجاورة؛ فيكفي الاحتفال به في حدود الأسرة والأصدقاء في أجواء عائليَّة داخل المنزل؛ لشعورهم بالأمان أكثر داخل منازلهم ودخول الكبار بالمشاركة بهذه الاحتفاليَّة، وارتداء الأطفال الأزياء الشعبيَّة المتطوِّرة وإظهارها لأقاربهم وأصدقائهم، وتلتقط الصور التذكاريَّة.
