المسلم الذي تعرض لهجوم بالحامض في لندن: ماذا لو كنت أبيض!!

"جميل مختار" يستذكر الحادثة
"ريشام خان" شابة لا علاقة لها بالإرهاب
"ريشام خان" قبل الاعتداء بالحامض
منفذ الهجوم الهارب "جون توملن"
"جميل مختار" وابنة عمه "ريشام خان"
"ريشام خان" تتعالج من الحروق
7 صور

" لو تعرض رجلاً أبيض لمثل هذا الإعتداء لكان الخبر الأول في كل وسائل الإعلام " هكذا بدأ البريطاني المسلم "جميل مختار" حديثه يوم أمس (الجمعة) في اللقاء الذي أجرته معه القناة الإخبارية الرابعةChannel 4 New في التلفزيون البريطاني واصفاً الاعتداء الذي دمر حياته "بجريمة الكراهية".

كنت أظنه ماء
تبدأ الحكاية في منطقة "نيووم" شرقي لندن، عندما كان "جميل مختار" وابنة عمه "ريشام خان" في سيارتهما المتوقفة عند إشارة المرور وهما في طريقهما للاحتفال بعيد الميلاد الواحد والعشرين لابنة العم، ولكن ومن دون مقدمات اقترب رجل أبيض من نافذة السيارة المفتوحة ورمى عليهما الحامض (الكاوي) وفر هارباً.

وهنا يستذكر جميل الحادث: "كان سائلاً شفافاً بلا لون، وكنت أظن أنه ماء، ولكني سمعت ابنة عمي وهي تصرخ وكنت أراقبها وهي تحترق ولم أنتبه إلا لاحقاً بأني كنت أحترق أيضاً، وحاولت قيادة السيارة ولكني ارتطمت بحاجز وتحطمت سيارتي من جراء ارتباكي وذعري، وبسرعة جردت نفسي من الملابس ونزعت بعض الثياب من ابنة عمي على قدر الممكن وسحبتها وهي تصرخ وتبكي، وكنت أنا أيضاً أصرخ وأركل أبواب البيوت طلباً للمساعدة".

أهو ثأر وانتقام؟
في المستشفى غسل الأطباء جسميهما من الحامض، وكانا يصرخان من الآلام المبرحة جراء الحروق الشديدة في الوجه والجسم، وهنا يكمل جميل حديثه مع القناة: لوكان الرجل الضحية أبيض والمعتدي شخص مسلم فإنهم سوف يقبضون على الجاني خلال 24 ساعة وستتصدر الحادثة الأخبار، وستكون هنالك "مطاردة وطنية للمجرم"، وأعتقد أن الكيل بمكيالين يتعلق بظاهرة "الإسلاموفوبيا".


ويؤكد جميل قائلاً: أنا لم أرَ هذا الشخص في حياتي ولا مشكلة لي مع أي أحد، وابنة عمي لاتزال في الحادية والعشرين من عمرها، وهي تدرس إدارة أعمال فلماذا يفعل أحدهم كل هذا بنا؟ لا أدري إذا ما كان البعض يريد الانتقام والثأر مما حصل في بريطانيا من اعتداءات إرهابية؛ ولكننا أبرياء ولا نستحق كل هذا وأعتقد أن الأمر سيكون محفوفاً بالمخاطر على الجميع وليس على المسلمين وحدهم، فقد حاول هذا الرجل قتلنا ولكننا مازلنا على قيد الحياة والحمد لله.

الشرطة تبحث عن الجاني
من جهتها ناشدت الشرطة المواطنين للمساعدة في إلقاء القبض على الجاني الهارب واسمه "جون توملن"، وهو أبيض اللون وضخم الجسم، في الرابعة والعشرين من عمره، وقال المحقق المشرف على القضية إن العمل لايزال مستمراً بأعلى وتيرة للعثور على الجاني وتقديمه للعدالة.
على صعيد آخر فتح باب التبرعات للضحيتين، وقد وصل المبلغ حتى الآن إلى 35 ألف جنيه استرليني.