ضرورة التواصل العاطفي بين الزوجين

العلاقة الحميمة لا تعني فقط عملية الجماع في كل اللقاءات التي تحدث بين الزوجين، وإنما تشمل المداعبة والتهيئة النفسية والتي تنعكس ايجابياً ليس فقط على العلاقة الزوجية وإنما على الناحية النفسية لكلا الزوجين وهي الأهم خاصة وأن التواصل العاطفي والرعاية العاطفية تساعد كلا الزوجين على التغلب على المشاعر السلبية التي يعاني منها الإنسان في حياته العامة.

الحالة :
السيدة أمل ط. تقول أرجو مساعدتي في كيفية ايصال مشاعري الخاصة والتي حاولت عدة مرات أن أتحدث مع زوجي بأنني أحتاج منه في أوقات معينة خاصة قبل الدورة الشهرية إلى مودته وحنانه , الشيء المزعج في الأمر أنني لم انجح في توصيل رغبتي في أن يحتويني بعاطفته بعيداً عن أي علاقة جماع , فبمجرد أن أتقرب منه وأحاول احتضانه وإلقاء رأسي على صدره ويبدأ في إسماعي بعض التعليقات الجارحة مثل " أنا تعبان الآن خليها لبكرة"
والحقيقة انني لا أكون راغبة في "علاقة جماع " بقدر ما أكون بحاجة الى قليل من الحب والاحتواء العاطفي خاصة في الأيام العصيبة التي تواجهني الحياة بصدماتها المؤلمة و أيضا أيام الدورة الشهرية، التي تجعلني أكثر ميلا للبكاء.
ماذا حدث لزوجي هل اصبح بلا مشاعر وكل ما يهمه هو الجنس؟ هل أنا الوحيدة التي لديها مثل هذه المشاعر ؟ أم أن هناك نساء غيري لديهن مثل هذه المعاناة؟ وهل يوجد حل؟

الإجابة :
عزيزتي السائلة: استطيع أن أؤكد لك أن كل ما تعانين منه يمثل معاناة أكثر من ثلثي النساء في المجتمعات العربية وانك لست الوحيدة التي تعاني من الفتور العاطفي والجمود في المشاعر بين الزوجين.
ومن المهم هنا أن أوضح لك بعض النقاط الهامة في المشكلة التي عرضتيها:
1.جزء كبير من المشكلة يكمن في الثقافة التربوية للرجال والنساء المتعلقة بالعلاقة الجنسية بينهما, فالمرأة تربى على انها يجب الا تعبر عن رغباتها الجنسية للزوج ولا حتى العاطفية حتى لا يفسر الامر تفسيرا خاطئا, ويربى الرجل على ان عليه مهمة البدء والانتهاء من العلاقة الجنسية متى يشاء , والحقيقة هي ان العلاقة الجنسية لا تهدف فقط الى الانجاب وتكوين الاسرة وهو امر مهم ولكن تشمل هذه العلاقة الاشباع الجنسي والعاطفي للطرفين معا.
2. اثبتت الدراسات العلمية ان العلاقة العاطفية الحميمة تساعد على استقرار الحالة المزاجية لدى الزوجين , كما وانها تساعد على تقوية القدرات النفسية على تحمل الازمات والصدمات العامة في الحياة.
3.تمر بعض النساء في فترات ما قبل حدوث الدورة الشهرية الى بعض التغيرات في المزاج وتتراوح الاعراض ما بين الخفيفة مثل الرغبة في تناول الشوكولا واضطراب في النوم وقد يكون اشد من ذلك وينتج عنه اعراض شبيهة بالاكتئاب .
ويجب ان نوضح اهمية التواصل العاطفي والاحتواء الحميم من قبل الزوج كأحد اهم النصائح العلاجية للتغلب على هذه المرحلة بالإضافة إلى بعض الطرق العلاجية الاخرى سواء النفسية أو حتى الدوائية منها.
4.حاولي ان تجعلي حوارك مع الزوج بطريقة مختلفة , مثل اختيار الوقت المناسب والمكان بعيدا عن غرفة النوم او وقت النوم , وابدئي حديثك عن شرح الاعراض التي تشعرين بها مع توضيح مدى شعورك بالراحة في وجوده , واذا وجدت صعوبة في شرح ذلك يمكنك استخدام الكتابة كأسلوب لتوصيل المعلومة له, مع التأكيد على حقيقة مشاعرك تجاهه في كل الاحوال.
الهدف من ذلك جعل الزوج اكثر قدرة على التواصل العاطفي بعيدا عن الاتصال الجنسي, ودعي الامر يتم بتلقائية دون انفعال.
5. للزوج اقول انتبه: هناك مؤشرات ترسلها الزوجة حتى دون ان تدرك تدل على مدى احتياجها العاطفي خاصة في الايام الحرجة لها مثل فترة ما قبل الدورة الشهرية فعليك مساندتها عاطفيا وكن صادقا مع نفسك ومعها فالعلاقة الزوجية لا تتحمل أي اعذار غير حقيقية بل يمكن لهذه الاعذار ان تهدم العلاقة الزوجية بأكملها.
6. من المهم للطرفين ان يشتركا معا في حوارات عامة حول اخذ الرأي المتبادل تجاه مشكلة معينة (بعيدة عما يحدث بينهما في غرفة النوم )الامر الذي يعزز مهارات الحوار بينهما والذي يساعد على تقوية الإحساس بالأخر

نصيحة:
الجماع هو احد العناصر المهمة للزوجين للشعور بالاستقرار النفسي, ولكن اذا تم بدون الاهتمام بالنواحي العاطفية بينهما واشباع المشاعر الحميمة ,يصبح الأمر مجرد ارتباط آلي لا مودة فيه ولا رحمة.