مسابقة القصة الفكاهية: الحلزون

صورة تعبيرية

من القصص الفكاهية المستوفيّة لشروط مسابقة «سيدتي» للقصة الفكاهية القصيرة، نقدم لكم قصة « الحلزون» لسميرة بورزيق، مع العلم أن القصص لم تخضع لأي تصحيح، عدا التصحيحات اللغوية والإملائية، على أن تقوم لجنة الجائزة باختيار الأصلح بينها.
الحلزون
أنا حلزون، حلزون تكور على نفسه حين أوجس خيفة من بعض الأقدام الضخمة التي مرت بجانبه، رفع أذنيه التي تلتصق بهما عيناه نحو الأعلى فرأى رجالاً يحملون شباك صيد، إنهم يبحثون عن الحلزون.
انكمش الحلزون نحو الداخل، كما لو كانت هناك آلة ميكانيكية تتحكم به عن بعد: «طق... يضغط على زر التحكم ويدخل الحلزون أذنيه الطويلتين كسلكي ردار نحو الداخل».
خلع الحلزون سترته بعد يوم طويل من المشي بحثاً عن ورقة التوت التي تتوحم عليها زوجته البدينة، دب متجهاً نحو المطبخ ليدير مفتاح آلة تحضير القهوة، ملأ فنجانه وتوجه لغرفة الجلوس التي تملؤها الفوضى التي تركها الصغار صباحاً قبل مغادرتهم إلى المدرسة، طبعاً زوجة الحلزون لا تقدر على شيء فهي في شهرها التاسع ومازال تأثير الوحم بادياً عليها، (يقال إن هناك حلزونات يتوحمن طيلة تسعة أشهر والله أعلم).
جلس الحلزون بعد أن ارتدى بيجامته ذات اللون الأخضر فوق الأريكة قبالة التلفاز (إل س د)، وأخرج سيجارته التي لم يشعلها بعد صراخ زوجته الحامل من غرفتها (ستؤذي الجنين أيها الأبله). اعتذر لها وأعاد السيجارة إلى جيبه، وأخرج من جيبه الآخر كتاباً يحمل عنوان «كيف تصبح أباً في خمسة أيام» قرأ منه بعض الصفحات ورماه خلفه.
دب الحلزون من جديد وخرج يحمل داره التي تحولت بقدرة قادر إلى سيارة سريعة ليلحق وقت خروج أبنائه من دوام المدرسة، أخرج أذنيه الطويلتين اللتين تخرج منهما بدورهما عيناه كحبتي لؤلؤ غير مرئيتن.
خرج الأولاد من الباب الضخم وفتح لهما باب سيارته السريعة، وعاد إلى منزله وهم ينشدون نشيدهم المعتاد:
دب الحلزون
فوق حجارة
من أين أتى
يحمل داره.