عرض الفيلم البلجيكي " الصبي ذو الدراجة" في مؤسسة شومان

الطفل بأحد مشاهد الفيلم
بوستر الفيلم
الصبي والسيدة التي رافقته برحلته
مشهد للطفل شخصية الفيلم الرئيسية على دراجته
4 صور
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، الفيلم البلجيكي الحاصل على جائزة مهرجان كان السينمائي الدولي عام 2011، "الصبي ذو الدراجة"، للمخرج جان بيير داردين، وذلك في مقر المؤسسة في منطقة جبل عمان في العاصمة الأردنية.

ويطرح العمل دراما فريدة من نوعها تحكيها قصة صبي لم يتجاوز عمره الاثني عشرة عاماً، عاش في ملجأ بعد أن هجره والده فجأة، وباع دراجته الهوائية التي كانت بالنسبة إليه هروبه الوحيد من حياة العزلة التي يعيشها، ليبدأ هذا البطل الصغير برحلة بحث متواصلة عن أبيه، وتقرر سيدة تعاطفت مع قصته أن ترافقه في هذه الرحلة، وتحميه خلال هذه الرحلة من الكثير من المواقف التي هددت حياته بالخطر.

تمكن المخرج البلجيكي داردين، من رسم علاقة الأب الابن بشكل واقعي جداً، مجسداً معنى الحرمان الذي قد يعيشه طفل بهذا العمر جراء فقدانه لوالده، وبالجهة المقابلة، الأنانية التي طبعت شخصية الوالد، وعدم تفكيره إلا بنفسه بشكل يؤكد على عدم مسؤوليته اتجاه عائلته، وتركه للصبي الصغير يواجه مصيره بنفسه.

واعتمد داردين على الأسلوب السردي ونسج العلاقات الإنسانية المتعددة بين الشخصيات الثانوية، وتميز بالتكثيف والاعتماد على الايحاءات البصرية خلال الفيلم ذي أحداث قليلة إلا أنه مكثف بالمشاعر والأفكار التي يعرضها.

ويشعر الحاضر للعمل البلجيكي، عفوية الأداء والإخراج الذي كان بعيداً عن التصنع كل البعد، وكأن ما يراه المشاهدون شريحة حية مقتطعة من المنطقة السكانية التي تمثل مسرحا للأحداث. الشخصيات هي شريحة إنسانية صادقة ومقنعة ويمكن لأي إنسان في أي مكان أن يتفاعل معها. مخرجا هذا الفيلم أخوان بلجيكيان هما جان بير داردين ولوك داردين وهما اعتادا أن يعملا سويا كثنائي يؤلفان ويخرجان وينتجان أفلامهما. وقد تميزت أعمالهما بالأسلوب البسيط والحس الإنساني الفياض وتحقيق المعادلة الصعبة جداً ألا وهي البراعة الفنية مع التناول السهل الممتنع والعمق الإنساني والقبول الجماهيري.