تفاصيل الاغتصاب الجماعي في الحافلة الذي هزَّ المغرب

بعد انتشار فيديو الاغتصاب الجماعي من طرف مراهقين على فتاة داخل حافلة بمدينة الدار البيضاء المغربية في الساعات الأولى من صبيحة أمس الاثنين. تمكنت مصالح ولاية أمن الدار البيضاء، حسب بيان لها، من توقيف ستة قاصرين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، يشتبه في تورطهم في جريمة تتعلق بتعنيف وهتك عرض فتاة تعاني من خلل عقلي، وتوثيق ذلك في شريط فيديو ونشره على شبكة الإنترنت.

وردًا على موجة الغضب التي تعرض لها سائق الحافلة من طرف المغاربة بسبب عدم تدخله لإنقاذ الفتاة وصد المعتدين، أصدرت الشركة من جهتها بيانًا جاء فيه أنه «لا يمكن لها حاليًا التأكد من أن سائق الحافلة لم يتدخل لنجدة الفتاة، لأن مدة الفيديو التي لا تتجاوز دقيقة لا تتيح معرفة ردة فعل السائق، خاصة أن مقطعًا من الفيديو يبين أن المعتدين تركوا الضحية تهرب، وأشار البيان أن السائقين يعرضون حياتهم للخطر لأجل ضمان سلامة المسافرين، مع التنويه بمجهودات الأمن المغربي الذي يقف إلى جانبهم بشكل يومي.

كما طالب رواد مواقع التواصل الاجتماعية بمعاقبة السائق، لأنه لم يتدخل لمنع هذا الجرم الوحشي، ولم يبلغ السلطات بهذه الواقعة المشينة.
وخلافًا لما جاء في بيان لشركة «نقل المدينة»، التي قالت إن الحادث الذي شهدته إحدى حافلاتها وقع يوم الجمعة 18 غشت، فإن ولاية الأمن قالت إن الأبحاث والتحريات المكثفة، مدعومة بالخبرات التقنية على شريط الفيديو أنه يعود تاريخ توثيقه إلى ثلاثة أشهر مضت، مكنت من تحديد هوية المشتبه فيهم ساعات قليلة بعد نشر مقطع الفيديو، ثم توقيفهم بمحل سكناهم.

تنديدات عارمة
أثار الفيديو الصادم ردود فعل واسعة، داخل وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب، انخرط فيها إعلاميون وحقوقيون وبرلمانيون، وذهبت إحدى البرلمانيات المغربيات إلى المطالبة بإعدام هؤلاء المراهقين الجناة؛ ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر. وكتب الإعلامي الكاتب عبدالحميد الجماهري تدوينة ثمنها الكثيرون قال فيها: «اغتصاب جماعي في حافلة عمومية هذا سبب كاف للقيامة يا الله! انتهيت! أعلن في الأسواق أنني مت وقضيت وشبعت ترابًا، أعلن أنني أموت غاضبًا مشمئزًا خجولاً إلا منكم».
وفي المقابل تابعت المواقع الإلكترونية والصحافة المغربية كل تفاصيل الحدث المريع، والتقت أصدقاء المراهقين في حي البرنوصي بالدارالبيضاء، حيث عبر سكان الحي رغم كل شيء عن تعاطفهم مع هؤلاء المراهقين الذي هم نتيجة ضياع مؤلم وتفكك أسري وتعاط للمخدرات.


وهو ما جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي ينقسمون بين مطالب بإعادة تأهيل هؤلاء المراهقين من خلال تأديبهم في مراكز تربوية خاصة، وبين من وجد الحل في إرسالهم إلى التجنيد الإجباري، بينما فئة أخرى من الغاضبين الحانقين طالبوا بإنزال أقصى العقوبات على هؤلاء الشباب وإيداعهم في السجن المؤبد.
وجاء في بعض التدوينات: «لو كانت العقوبة في القانون الجنائي رادعة بالقدر الذي يتناسب مع الجريمة المُقترفة ولو كانت المحاكمات شفافة وبعيدة عن منطق التدخلات التي تشوبها كالرشوة «والتليفونات» وووو لكنا من بين أنظف المجتمعات أخلاقيًا واقتصاديًا وسياسيًا... لأن معاقبة المذنبين لا يجب أن تخضع لاستثناء، سواء أكان هذا المذنب قاطع طريق آو مدير شركة أو وزيرًا». وقال آخر: «لم أتصور يومًا أن الوقاحة البشرية ستصل يوما لهذا الحد
فتاة لا حول لها ولا قوة ينهش جسدها بطريقة وحشية وفي وضح النهار وفي مكان عمومي. كمواطن مغربي أطالب بإسقاط أقصى العقوبات على من هم في حاجة لإعادة التربية وكل تضامني مع الفتاة البريئة.»


تقديم شكوى
وفي السياق نفسه، دخلت جمعية «ماتقيش ولادي لحماية الطفولة» على الخط، مطالبة بتدخل الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء لفتح تحقيق في حق المتهمين.
كما دعت في الآن ذاته، كل المجتمع المغربي إلى التحرك لمواجهة هذه التصرفات الهمجية.
وأكدت نجية أديب، رئيسة «ماتقيش ولادي»، أنها باشرت الإجراءات القانونية من أجل تقديم شكوى اليوم لدى الوكيل العام للملك في الموضوع، مطالبة بإنزال أقصى العقوبات على مرتكبي هذا الفعل الإجرامي المتجسد في تمزيق ملابس الفتاة ومحاولة اغتصابها مع تصوير المشاهد الهمجية من لدن مراهقين.
و كان قد تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فيديو وصورًا لمرتكبي الفعل الإجرامي، مطالبين بفتح تحقيق قضائي في الحادث، ومستنكرين عدم قيام سائق الحافلة بأي رد فعل لوقف العمل «االمقرف».