الآثار السلبيَّة لاستقبال المدراس بالرسائل «الساخرة»

العودة للمدارس
قد نظن أنَّ تأثيرها لا يتعدَّى الدعابة، لكن وقعها النفسي قوي جداً
تنشر هذه الرسائل الساخرة الاحباطات والاحساس بالكراهيَّة
ضرورة الحوار الهادف والدائم مع الأبناء
5 صور

في كل عام ومع اقتراب العودة للمدارس تنتشر الرسائل التي يتداولها مستخدمو الـ«سوشيال ميديا»، التي تكون في مجملها ـ إلا النادر منها ـ سلبيَّة وتعطي صورة مزعجة عن المدرسة وعن التلميذ وأُمه وأبيه، وكل ما يتعلق بالحدث؛ هذه الرسائل تصل للطفل قبل الكبير فتحوِّل سعادته إلى قلق وتذمُّر، فنجده يقلق ويجفل كلما اقترب موعد المدرسة، ويشعر بثقل اليوم الدِّراسي حتى من قبل أن يبدأ، ويرجع السبب في ذلك إلى تغذية عقول هؤلاء التلاميذ بالرسائل السلبيَّة.


«سيدتي» تواصلت مع الأستاذة نجلاء ساعاتي، مستشارة الطفولة والمدِّربة الذاتيَّة لمرحلة المراهقة، لتخبرنا عن أثر تلك الرسائل على نفسيَّة التلاميذ، وكيف يمكن للآباء التصدِّي لها؟
بداية أوضحت الساعاتي أنَّ خبرات الإنسان تتكون في مرحلة الطفولة فيترسخ في عقله اللاواعي جميع ما يراه ويشاهده، فالطفل يعمد في بنائه السلوكي على المؤثرات من البيئة المحيطة فيبدأ بتشكيل أنماطه السلوكيَّة من خلال التقليد المُتشبِع من البرامج التلفزيونيَّة أو برامج التواصل وغيرها من بيئات الطفل، وبعد انتهاء مرحلة الطفولة تأتي ردة الفعل القويَّة من قبل المراهق فيقوم بتطبيق جميع ما خزنه من خبرات، وبالتالي فإنَّ سيل الرسائل التهكميَّة والدعابات التي تمتلئ بها مواقع التواصل من شأنها أن تكوِّن العادات والقيم التي يراها الأطفال موروثات اجتماعيَّة في كل محيط بهم.


الآثار السلبيَّة:
ـ تقوم هذه الرسائل بنشر الاحباطات ونشر الاحساس بالكراهيَّة تجاه العودة للمدارس.
ـ قد نظن أنَّ تأثيرها لا يتعدى حدود الدعابة، لكن وقعها النفسي قوي جداً وبخاصة على المشاعر، فكيف يتعلم الطفل في مكان الجميع يسخر منه.
ـ تقلل الفاعليَّة، فبدلاً من انتاج المعرفة والحماس للتعليم؛ تنتج السلوكيات الخاطئة مثل الغياب والهروب من المدرسة وإنتاج أكثر من الرسائل كتعبير عن الرفض.
ـ انتشار هروب المراهقين من المدارس وتمزيق الكتب، وابداء الاستياء الشديد من المدارس.


ما هو دور الآباء للتصدِّي لهذه الرسائل؟
ـ الحوار الهادف والدائم مع الأبناء.
ـ تحبيبهم في العلم وكل مكان يقدِّم العلم وبخاصة المدارس.
ـ زرع حبِّ العلم في نفوس أبنائنا، وربط ذلك بالعقيدة الإسلاميَّة.
ـ رفض أي رسائل تستهين أو تتهكم أو تمس التعليم، ولا بد من أن يعي الوالدان والأطفال والمراهقون أنَّه من واجبنا عدم تداولها.
ـ تعزيز السلوك الايجابي الذي يقوم به الأبناء تجاه العلم، وزرع الثقة بأنفسهم عن طريق الافتخار بهم بجميع الوسائل الايجابيَّة.