إذا كنت صاحب عمل، أو مسؤولاً، أو حتى موظفاً، تسعى إلى خلق بيئة عمل، تتميز بالابتكار وكثرة وجودة الإنجاز، فعليك بالتأكيد الاطلاع على نتائج هذه الدراسة الحديثة وتطبيقها في مكان عملك.
فقد أكدت نتائج هذه الدراسة، التي أجريت في هولندا، أن الاستماع إلى موسيقى مبهجة أثناء العمل قد يحفِّز طريقة مغايرة من التفكير متصلة بالابتكار، وحل المشكلات. وخلص الباحثون إلى أن الموسيقى الكلاسيكية، التي تتسم بالإيجابية والحيوية، مثل مقطوعات الملحن الإيطالي الشهير أنطونيو فيفالدي، يمكنها على الأرجح تحفيز التفكير الإبداعي.
وقال سام فيرجسون، أحد كبار الباحثين في الدراسة، من جامعة التكنولوجيا في سيدني الأسترالية: إن الابتكار من المهارات الأساسية المطلوبة للتعامل مع عالم يتغير أسرع من أي وقت مضى، لذا فإن معرفة سبل اكتساب هذه المهارة المهمة أصبحت أكثر ضرورة. وفي الدراسة وجد الباحثون أن الحالة المزاجية لمَن كانوا موضوع الدراسة قبل الاختبار لم تشكِّل فارقاً في إنجازهم مهامهم، كما لم يؤثر في الأمر مدى إعجابهم بالمقطوعة الموسيقية، أو معرفتهم السابقة بها.
هذا، وقد أكدت دراسة سابقة أيضاً، أجراها فريق علمي من جامعة إدنبرة الأسكتلندية، أن "الاستماع إلى الموسيقى أثناء العلاج الفيزيائي، أو جلسات اليوغا، يمكنه تحفيز قدرة الدماغ عن طريق تغيير هيكليته.
وأكد الفريق العلمي أن "الدراسة، التي أجريت على عدد من المرضى، أثبتت تعزيز قدرة الاتصال في الجانب الأيمن من الدماغ، وتطوير قدرتَي السمع والكلام بشكل أكبر". وفقاً لـ "الوكالات".
وقال الدكتور كاتي أوفري، الذي قاد الفريق البحثي: إن "الاستماع إلى الموسيقى، أثناء ممارسة الأعمال الحركية، أو عند ممارسة الرياضة بشكل عام، يمكنه إضافة عوامل متطورة إلى أجزاء مهمة من الدماغ، إضافة إلى تعزيز التواصل بين خلايا الدماغ".
وأضاف أوفري أن "الدراسة التي أجراها الفريق على عدد من المتطوعين من أعمار مختلفة، أثبتت من خلال فحص الرنين المغناطيسي، أن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة البعيدة عن الصخب أثناء القيام ببعض الأعمال التي تتطلب الحركة، يؤدي إلى تغييرات إيجابية في بنية المادة البيضاء في الدماغ".